وزيرة الخارجية البلغارية بحثت مع نظيرها الليبي في نيويورك قضية مواطنيها المتهمين بنشر «الإيدز»

متحدث حكومي توقع «لـ«الشرق الأوسط» تأجيل المحاكمة المقرر أن تبدأ غدا بطرابلس

TT

اكد انطون غرغينوف المتحدث باسم اللجنة التي شكلتها الحكومة البلغارية لمتابعة قضية البلغار الستة المتهمين بنشر فيروس مرض نقص المناعة المكتسب «الايدز» في احد مستشفيات بنغازي للاطفال، ان بلاده لا تتوخى من كل مساعيها المبذولة حتى الآن بخصوص هذه القضية سوى التوصل الى الحقيقة. واوضح لـ«الشرق الأوسط» ان الدعوة الى اجراء محاكمة عادلة لهؤلاء المتهمين «تنصب بالذات في اطار هذا الهدف اي الكشف عن الحقيقة».

ودعا المتحدث الى «اجراء تحقيق طبي شامل بمشاركة مختصين لهم باع في حيثيات هذا المرض الخبيث»، مشيرا الى ان كشف النقاب عن الاسباب التي ادت الى اصابة اولئك الاطفال بفيروس الايدز «لن يكون في مصلحة ليبيا وبلغاريا فحسب وانما في مصلحة دول كثيرة اخرى في العالم تجهد في سبيل مكافحة هذا المرض والقضاء عليه». واضاف ان النظام القضائي، عموما، يشكل آلية مميزة للبحث عن الحقيقة، وبالتالي نشر العدالة، قائلا «ان القضاء الليبي بوسعه تقديم مساهمة كبيرة على هذا الصعيد». لكنه اقر بان هذه القضية تتميز بخصوصيتها وتعقيدها وحساسيتها «وانه لهذا السبب فان المحكمة في طرابلس ربما تجابه صعوبة في هذا المجال ولا سيما ان القضية تعتبر فريدة من نوعها».

واعرب غرغينوف عن اعتقاده بتأجيل المحاكمة التي ستعقد جلستها غدا، مؤكدا ان هذا التأجيل «هو لمصلحة المتهمين البلغار لانه سيتيح فرصة اكبر امام فريق الدفاع للاطلاع على ملفات الاتهام». وكان محامي الدفاع الليبي عثمان بيزنطي قد نوه اول من امس في مقابلة من طرابلس باحتمال تأجيل المحاكمة مرة اخرى وانعقادها بعد شهر او شهرين، وذلك لاقامة الفرصة امام محامي الدفاع البلغاري فلاديمير شيتانوف للاطلاع على تلك الملفات في حالة اعتراف السلطة القضائية الليبية به موكلا عن اهالي المتهمين لمساعدة المحامي الليبي بيزنطي، الذي وكلته السلطات الرسمية البلغارية. وبهذا الخصوص كشف غرغينوف ان المحامي شيتانوف يعمل حاليا من اجل تعيين محام ليبي آخر ضمن فريق الدفاع عن المتهمين.

الى ذلك علم ان وزيرة الخارجية البلغارية ناديجدا ميخايلوفا اجتمعت مع نظيرها الليبي عبد الرحمن محمد شلقم في نيويورك، وان الجانبين اجريا محادثات وصفها الناطق باسم الخارجية البلغارية بانها كانت ناجحة. ونقل الناطق عن الوزير الليبي قوله «ان توصل المحكمة الليبية الى القناعة ببراءة المتهمين الستة امر سيبعث على السرور وان بلاده ليس لديها تحامل تجاه هؤلاء المتهمين وان محاكمتهم ستكون عادلة»، مؤكدا «استقلالية القضاء في بلاده وان هذا القضاء يعمل في اطار القانون وحده». ونقل المتحدث باسم الخارجية البلغارية عن الوزير الليبي اشارته الى اخلاء السلطات في بلاده سبيل عدد آخر من الذين حامت الشكوك حولهم بضلع لهم في القضية، ولكن بعد التأكد من براءتهم جرى اخلاء سبيلهم، غير ان الوزير الليبي اعرب عن المرارة من سلوك وسائل الاعلام في بلغاريا بشأن هذه القضية.

وعن اللقاء المتوقع بين الرئيس البلغاري بيتار ستوبانوف ونجل الزعيم الليبي، محمد القذافي، على هامش دورة الالعاب الاولمبية في سيدني، اكد المدير السابق لادارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية البلغارية كيرياك تسونيف لـ«الشرق الأوسط» ان الرئيس البلغاري ما كان سيتوجه الى سيدني لولا هذا الامر لكنه لم يستطع تأكيد اللقاء، مشيرا الى ان التفاصيل هي في جعبة رئيس اللجنة الاولمبية البلغارية ايفان سلافكوف، الموجود حاليا في سيدني، والذي زار طرابلس قبل ثلاثة اشهر واجرى لقاءات هناك مع نجلي العقيد القذافي محمد، الذي يرأس اللجنة الاولمبية الليبية، والساعدي الذي يرأس الاتحاد الليبي لكرة القدم. لكنه لم يدل بفحوى ما دار من حديث الى وسائل الاعلام بل توجه فور عودته من طرابلس الى مقر اقامة الرئيس ستوبانوف لاطلاعه على نتائج الزيارة. ثم نوه تسونيف بان اللقاء مع محمد القذافي قد يتم بعيدا عن الاضواء.