باراك: عرفات يريد الوصول إلى حيفا ويافا وليس القدس فقط!

أولبرايت تجتمع بالوفدين كلا على حدة وييرغر وشعث ينضمان إلى طواقم المفاوضين

TT

اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود باراك، امس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بأنه ليس جادا في الوصول الى اتفاق سلام نهائي يضع حدا نهائيا للنزاع. وقال: انه ـ أي عرفات ـ يريد ابقاء الباب مفتوحاً لحوار بلا نهاية.. حتى يأتي يوم ويطالبنا بحيفا ويافا وليس فقط بالقدس.

وكان باراك يتكلم في لقاء مع وزرائه من حزب العمل امس، فأضاف موقفا متشائما آخر لمواقف المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين الذين لا يتفاءلون بالمفاوضات الجارية حاليا في نيويورك. وقال: انه خلال الاسبوعين ـ الثلاثة المقبلة ستتضح الصورة اكثر. لكنه لا يبني عليها شيئاً.

المعروف ان الادارة الاميركية تدير المفاوضات حاليا بشكل مباشر. فهي تستدعي المفاوضين كل طرف على حدة، وتفاوض كلا منهما على مواقفه، وتطرح المقترحات المختلفة. وبالاضافة الى وزيرة الخارجية، مادلين اولبرايت، والمنسق دنيس روس، انضم الى المفاوضين الاميركيين بشكل فاعل الاسبوع الحالي مستشار الامن القومي، ساندي بيرغر.

ومن الجانب الفلسطيني، انضم وزير التعاون والتخطيط الدولي نبيل شعث امس مع صائب عريقات والعقيد محمد دحلان.

ويحاول الاميركيون الانتهاء من مذكرة تلخيصية للمفاوضات حتى بعد غد، لتوضيح النقاط المتفق والمختلف عليها، لتبدأ مفاوضات بعدها حول قضايا الخلاف. وقد تعود المفاوضات الى الشرق الاوسط في المرحلة القادمة.

وتوقع نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الاعلام امس ان تتقدم الولايات المتحدة بافكار جديدة لدفع عمليةالسلام. وقال في تصريح لوكالة رويترز ان الادارة الاميركية «تستمع لمواقف الطرفين، اذ انه من المتوقع ان يأتوا بأفكارهم الخاصة المتعلقة بقضايا الوضع النهائي».

واضاف ابو ردينة «مواقفنا لم تتغير» ازاء هذه القضايا. وتابع القول ان الجانب الفلسطيني لم يجر اي محادثات في نيويورك مع مسؤولين اسرائيليين، وان المحادثات التي جرت حتى الآن كانت مع مسؤولين اميركيين.

وقال المتحدث باسم الوزارة ريتشارد بوتشر الذي كان يتحدث بعد جهود روس ان المحادثات كانت غير حاسمة لكن هناك ما يدعو للاستمرار. واضاف بوتشر «لم يحدث انفراج ولا انهيار. شعورنا هو ان الاطراف راغبة في المضي قدما والتوصل الى نتيجة، لذا فاننا سوف نواصل العمل خطوة بخطوة».

ووصف شعث محادثات نيويورك بانها تعكس «تغييرا للأسلوب» من جانب الولايات المتحدة التي فشلت الاسبوع الماضي في تحقيق انفراجة عندما عقد كلينتون اجتماعات منفصلة مع الزعيمين الاسرائيلي والفلسطيني على هامش قمة الألفية للأمم المتحدة. واضاف شعث «اذا نجحت فسوف نعود الى الشرق الاوسط ونخوض في طائفة عريضة من القضايا».

وقال ان الفلسطينيين يريدون توسيع المناقشات لتشمل غيرها من قضايا الاتفاق النهائي مثل مصير اللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات اليهودية وحدود الدولة الفلسطينية. واضاف ان «التركيز على قضية واحدة وجعل كل شيء آخر رهينة لها كما حدث خلال الاسبوعين او الثلاثة اسابيع الماضية على الحرم الشريف والاماكن المقدسة في القدس جعل من المستحيل احراز تقدم بشأن اي شيء آخر».

وقال مسؤول اميركي طلب عدم نشر اسمه «الطريق ما زال صعباً. لم نعثر بعد على صيغة سحرية، ولكن ما زال هناك اساس للاستمرار».

وكانت اولبرايت قد التقت الليلة قبل الماضية بكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات والقائم بأعمال وزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي كلا على حدة. وفي وقت سابق قال بن عامي للصحافيين ان هذه المرحلة من الوساطة الاميركية قد تستغرق نحو عشرة ايام.

وقالت اولبرايت في مؤتمر صحافي ان المحادثات قد تنتقل الى واشنطن او الى الشرق الاوسط وان الولايات المتحدة ستجمع الجانبين «اذا كان ذلك منطقياً». واضافت «يجري كثير من العمل الخلاق وكثير من قدح زناد الافكار». وتابعت القول «لا احد من الجانبين يمكنه الفوز بمائة في المائة مما يريد. ولا يمكننا الخروج من هذا وأحد الجانبين يشعر انه فاز والآخر خسر».

وتتمثل العقبة الكبرى امام التوصل لاتفاق في النزاع في من يجب ان تكون له السيادة على مختلف اجزاء البلدة القديمة في القدس.