أبو ماهر: تأجيل إعلان الدولة الفلسطينية ليس مفاجئا والخطأ هو تحديد مواعيد له

عضو مركزية فتح لـ «الشرق الأوسط»: واشنطن حكم غير نزيه وعلى العرب التعامل بجدية أكثر بعد التطورات الأخيرة في عملية السلام

TT

لم يستغرب محمد غنيم (ابو ماهر) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح قرار المجلس المركزي الفلسطيني تأجيل اعلان تجسيد الدولة الفلسطينية في 13 سبتمبر (ايلول) الجاري. وقال لـ«الشرق الأوسط» ان هذا التأجيل كان متوقعا منذ البداية وانه من الخطأ تحديد مواعيد لاعلان تجسيد الدولة وهو حق للشعب الفلسطيني تعلنه قيادته في الوقت المناسب.

واوضح غنيم ان موضوع تجسيد الدولة يحتاج الى تكييف وتقدير واعداد لما سيكون ما بعده. وقال ان الشعب الفلسطيني لا يعلن دولته في ظروف طبيعية وانما يعلنها من خلال صراع طويل مع المحتل الاسرائيلي الذي يدعي انه صاحب حق.

واشار ابو ماهر الى ان تحديد موعد لاعلان الدولة كان للرد على سؤال حول حلول موعد انتهاء المرحلة الانتقالية وهو الموعد الذي لا يجوز ان يمر دون ان يعقبه موقف واجراءات لتجسيد الدولة على الارض.. واوضح: على ان اعلان تجسيد الدولة الفلسطينية يمر عبر سبيلين اثنين الاول سبيل الصراع مع العدو وهذا يتطلب الاستعداد لمواجة الاجراءات الاسرائيلية التي ستعقب الاعلان، ولتوفير مستلزمات ما بعد الاعلان من اجراءات تتصل بحياة الشعب الفلسطيني اما السبيل الثاني فهو الابتعاد عن اطار المواجهة والاستناد الى الدعم الدولي لتجنيب هذه الدولة الناشئة التحديات التي يمكن ان تواجهها من خلال الاجراءات الاسرائيلية وبمعنى اخر ان هناك مواجهة مباشرة ستنشأ بين الشعب الفلسطيني واسرائيل بعد الاعلان اذا جاءت في اطار المواجهة اما في الحالة الثانية فان عملية المواجهة ستكون اساسا الرأي العام العالمي من اجل ان يجسد المجتمع الدولي قرارات الشرعية الدولية.

كما اوضح ابو ماهر ان الاتصالات التي اجرتها القيادة الفلسطينية وشملت الدول العربية والصديقة، اسفرت عن مساندة هذه الدول للحق الفلسطيني في اقامة الدولة الا ان البعض وهو المؤثر، تمنى على القيادة الفلسطينية ان تتريث في الاعلان وان تعطي وقت قصيرا ليتمكن من خلاله اصحاب النوايا الطيبة من التحرك لانجاز اتفاق يمكن الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة الوطنية ودون ان يؤدي الى قيام حالات انفجار جديدة.

واعتبر ابو ماهر ان المجلس المركزي الفلسطيني اخذ في اعتباره نصيحة هذه الدول المؤثرة وقرر اعطاء فرصة جديدة لعملية السلام. وقال «بعد ذلك سيكون لكل حادث حديث».

وردا على سؤال حول ما يتردد بان الموعد الجديد سوف يمر ايضا بدون الاعلان قال ابو ماهر انه لا يوافق على هذا الرأي لان القيادة الفلسطينية لا تتخذ قراراتها وهي معصوبة العينين فهي تتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب وقضية اعلان تجسيد الدولة ليس قضية عاطفية او وجدانية بل هو قضية عقلية تحكمها الحسابات والموازين، ولذلك فان اي قرار يتصل بمصير الشعب الفلسطيني يجب الا يخضع لعملية انفعال، وانما لتقدير الوقت المناسب والمناخ الملائم.

ولم يخف ابو ماهر ان تكرار تأجيل اعلان التجسيد يؤدي الى انعكاسات سلبية. وقال انه من غير الصواب اعطاء مواعيد محددة لانجاز قضية ما وخاصة في ظل الظروف القاسية والصعبة وغير المتكافئة.

وبخصوص ما يتردد من ان الجانب الفلسطيني لا يستطيع اعلان تجسيد الدولة الا بعد موافقة اسرائيل، قال ابو ماهر يجب الا يسلم بهذه المقولة لان التسليم بها يعني ان يتخلى الفلسطينيون عن حقوقهم الوطنية، لكن عندما يؤجل الفلسطينيون الاعلان حتى التوصل الى اتفاق مع اسرائيل فان ذلك يثبت مسؤوليتهم والتزامهم بالسلام واعطاء فرصة للمجتمع الدولي قبل الوصول الى مواجهة حقيقية مع المحتل الاسرائيلي قد لا تتوقف حدودها واثارها على الفلسطينيين فقط وانما قد تصيب الكثير بالاذى والدمار. وشدد ابو ماهر على ان الفلسطينيين يريدون ان يبرئوا ذمتهم امام الرأي العام العالمي بأنهم لم يسعوا الى تعريض السلام للخطر وان من يدفع الى ذلك هو الجانب الاسرائيلي.

وحول رؤيته للموقف الاميركي الحالي قال غنيم ان الولايات المتحدة هي حكم غير نزيه كما اثبتت الوقائع والتصورات وان العدل لن يسود في ظل احادية القطب. ودعا الدول العربية الى التعامل بجدية اكثر بعد التطورات الاخيرة التي شهدتها عملية التسوية وعدم التردد في عقد قمة عربية سريعة وعدم ترك موعدها مفتوحا للعام المقبل لان بقاء موعد القمة مفتوحا يعني بقاء العرب في حالة خلاف ولا مبالاة تعود وتنعكس على الجماهير العربية التي انتظرت طويلا عودة التضامن العربي.. كما ان بقاء العرب بدون قمة سوف يفتح الباب امام الحركات المتشددة مما يؤدي الى انفجار المنطقة.