طلاب الجامعات الأميركية يفضلون النشاط الاجتماعي على المشاركة السياسية

TT

رغم ان الفترة المتبقية على انطلاق انتخابات الرئاسة الأميركية تقل عن ثمانية أسابيع، فان حرم جامعة نيويورك لم يشهد حتى الآن توزيع أي منشورات انتخابية. ويلاحظ الزائر ان الطلاب لا يلقون اهتماما كبيرا لما يجرى على الساحة السياسية، إلا ان بضعة أصوات تطالب بإلغاء عقوبة الإعدام في الولايات المتحدة.أما السبب في عدم الاهتمام بالسياسة فيعود بصورة رئيسية، كما يعتقد الكثير من المراقبين إلى الشعور الواسع وسط الطلاب بخيبة الأمل تجاه السياسة.

هناك اهتمام وسط بعض الطلاب بقضايا سياسية خارجية مثل مشكلة التبت، إلا أن القضايا الداخلية لا تعني لهم الكثير، إذ ان القضايا الاجتماعية في نظر غالبيتهم اكثر سهولة، وتتعلق بجوانب أخلاقية في الوقت الذي لا تعتبر السياسة كذلك في نظرهم. ويعتقد الكثير من الطلاب ان هذه ليست هي القضية كلها، فقد اتجه قطاع كبير منهم إلى أشكال أخرى من النشاط مثل البيئة والعمل التطوعي الخيري، اذ ان غالبية هذا النوع من النشاط تتم خارج الحرم الجامعي. ويرى البعض ان ما يحدث الآن لا يعني مطلقاً أي نوع من اللامبالاة من جانب الطلاب وانما توجّها جديدا اختار الطلاب من خلاله المشاركة في نشاط يعتقدون ان تأثيره أكبر واكثر سرعة.

ووفقاً لنتيجة استطلاع للرأي اجري وسط الطلاب بواسطة «معهد السياسة» التابع لجامعة هارفارد، فان نسبة 60 من طلاب المرحلة الجامعية تفضل العمل التطوعي الاجتماعي على النشاط في المجال السياسي،اعتقاداً منهم ان هذا النوع من النشاط عملي ومباشر في حل القضايا المهمة والملحة التي تواجه البلاد. ويذكر ان الرغبة في النشاط الاجتماعي وتفضيله على النشاط السياسي جعل الخبراء أكثر تفاؤلاً بشأن الشباب الأميركي اليوم،رغم الإقبال الضعيف على الاقتراع.

غير ان بعض المراقبين يعتقد ان الإقبال الواسع على النشاط الاجتماعي بواسطة طلاب الجامعات في الولايات المتحدة قد يفجر لدى الكثير منهم الرغبة في السياسة، ففي جامعة كولومبيا بنيويورك يسجل الطلاب للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات على نفس الطاولة التي يستخدمونها في ترتيب إجراءات عملهم التطوعي في منظمة «كوميونيتي امباكت» للخدمة الاجتماعية. وحسب نتائج استطلاع آخر اجري وسط الطلاب، فان أقل من نصفهم أبدى رغبة في المشاركة في الاقتراع، فيما ذكر ثلاثة أرباع هؤلاء انهم لا يعرفون الكثير عن مرشحي الرئاسة.

وتشير دراسات أجريت حول سلوك الطلاب السياسي بصورة عامة وموقفهم مما يجري في الساحة إلى ان الاتجاه الغالب للاهتمام وسطهم يتركز حول السياسات والقضايا المطروحة وليس حول الشخصيات.

وحسب التوقعات فان آل غور يجد تأييداً واسعاً وسط الشباب بسبب موقفه من حقوق الإجهاض، فيما يتوقع ان يجد جورج بوش (الابن) تأييداً واسعاً في جامعات الجنوب الأميركي، حيث يتركز الطلاب المؤيدون للحزب الجمهوري. وكان كل من كارينا غور، ابنة آل جور، وجورج، ابن أخي جورج بوش (الابن)، قد بدآ حملة لاجتذب الشباب للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة المرتقبة.

*خدمة «كريستيان ساينس مونيتر» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»