الأمير سلمان يدعو في سراييفو إلى تعايش جميع الأديان والأعراق

TT

افتتح الأمير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض ورئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك امس مسجد ومركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي الاسلامي في سراييفو. ويعد هذا اكبر مسجد في منطقة البلقان. ثم قام الأمير بقص الشريط ايذاناً بافتتاح المسجد وصلى الجمعة ثم افتتح مركز غسيل الكلى باليجاو دار الوالدين للايتام.

وسيصل الأمير سلمان بن عبد العزيز اليوم (السبت) الى مدينة توزلا الصناعية ذات الكثافة السكانية الكبيرة التي تعد اكبر محافظة بها اكبر عدد من السكان، حيث يبلغ عددهم سبعمائة الف نسمة، 90 في المائة منهم مسلمون، لافتتاح مسجد الامير عبد الله بن عبد العزيز. وسيكون في استقبال الامير سلمان بالمطار الدولي بتوزلا الدكتور أيوب غاينتش رئيس الفيدرالية البوسنية ومحافظ مدينة توزلا ومفتي الاقليم الإمام حسين سيلكوفيتش وعدد من مسؤولي المحافظة.

وسيتوجه موكب الامير سلمان بن عبد العزيز مباشرة الى مدينة بريتشكو ـ شمال توزلا.

وكانت الهيئة قد قامت بترميم واعادة بناء مساكن المسلمين في بريتشكو التي بلغت 1200 وحدة سكنية، كلّف انجازها عشرة ملايين مارك، اي 20 مليون ريال سعودي.

من جهة اخرى كان الامير سلمان قد التقى مساء اول من امس في مقر اقامته اعضاء مجلس الاديان في البوسنة والهرسك المكون من الدكتور مصطفى تسيريتش رئيس هيئة العلماء، ونيكولاي رئيس الكنيسة الارثوذكسية وفينكو بوليتش رئيس الكنيسة الكاثوليكية في البوسنة والهرسك. وقد القى الامير سلمان بهذه المناسبة كلمة دعا فيها «للتعايش بين جميع الاديان والاعراق والحضارات، ووجه كلامه لاعضاء مجلس الاديان» قائلا: «انا مسرور بأن اكون بينكم هذه الليلة، لاؤكد ان تعاونكم ضمان وشرط اساسي للسلام والامن والاستقرار بين بني البشر، ان وجود اديان مختلفة في بلد كالبوسنة والهرسك يفرض على اهلها التعايش مع الاختلاف، وتنظيمه والتعاون في سبيل الانسان والوطن، مما يرفع من مستوى شعبكم المعيشي، ويثبت السلم والسلام والامن في هذا العالم»، ومضى قائلا «ان المملكة التي دينها الاسلام وتعمل بالاسلام وتحكم بكتاب الله وسنة رسوله، تعمل من اجل التعايش بين الجميع في امن وسلام، وان زيارتي ـ هذه التي هي الثانية للبوسنة والهرسك، تعد جسرا يربط البلدين، وامتدادا لسياستها التي تؤمن وتعمل لسعادة بني البشر جميعا، وانني مسلم مؤمن بالاسلام الذي ارى انه الكفيل باسعاد بني البشر خلق الله جميعا. ان رسالة الاسلام هي سعادة الانسان في الحياة الدنيا وفي الآخرة. واني لمسرور ان اسمع منكم انكم متعاونون لخدمة السلام، بعد الحرب التي تلظى بويلاتها الشعب البوسني» وواصل كلامه قائلا «اننا كبشر في هذا الكون يتحتم علينا التعاون والتآلف على عقيدة التوحيد.. مطلوب منا التعاون على الخير والسلام والامن للجميع بدون استثناء ولا شك ان اجتماعنا هذه الليلة يعبر عن المبادئ السامية.. اشكركم واتمنى لكم التوفيق والسداد».

كما التقى الامير سلمان في قصر الضيافة (كوناك) بمفتي الاقاليم البوسنية وبعض الدعاة البوسنيين، وبهذه المناسبة القى الدكتور مصطفى تسيريتش كلمة نوه فيها بالدور السعودي في البوسنة، وخاصة بناء المساجد والمدارس والمستشفيات قائلا: «باسم المفتين جميعا والمشتاقين للجلوس معكم والتعبير عن شكرهم العميق لخادم الحرمين الشريفين. نقول لكم اهلا وسهلا في بلدكم الثاني البوسنة والهرسك ان بلدنا وقلوبنا مفتوحة لكم.

من جهته اعرب الامير سلمان عن اعتزازه باستقبال المفتين قائلا: «انه لشيء واجب ان نتعاون في سبيل الدعوة الى الله». وكان جانب كبير من مفتي البوسنة قد تخرجوا من جامعات المملكة العربية السعودية.

الى ذلك قام الرئيس علي عزت بيجوفيتش رئيس البوسنة والهرسك أمس بزيارة الأمير سلمان في مقر إقامته في سراييفو.

وأثنى الرئيس علي عزت على وقوف حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بجانب شعب البوسنة والهرسك في محنته ودعمه سياسياً ومادياً حتى يحافظ على تماسكه واستقراره.

وبحث الأمير سلمان مع الرئيس بيجوفيتش العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإسلامية ذات الاهتمام المشترك.

وحضر اللقاء الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أمين عام الهيئة العليا للسياحة والأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز والوفد المرافق للأمير سلمان.

من جهة أخرى افتتح الأمير سلمان دار الأيتام بسراييفو، وصلى المغرب في مسجدها، وقد استقبله رئيس مجلس إدارة مؤسسة الحرمين والمسجد الأقصى المهندس محمود طيبة، الذي نوه بصاحب المشروع الشيخ حسين بكري قزاز.

وتبلغ مساحة الأرض المقام عليها المشروع 26000 متر مربع، وقال إن ظروف الشيخ القزاز الصحية منعته من الحضور ليشهد افتتاح المدرسة على يد الأمير سلمان بن عبد العزيز ووجه كلامه للأمير سلمان قائلاً «إنكم تترسمون خطى والدكم العظيم وتسيرون على هدى توجيهات خادم الحرمين الشريفين».

وأعلن الأمير سلمان ان الهيئة السعودية العليا «سوف تكمل مشاريعها وتواصل عملها» وذلك رداً على سؤال وجه له عقب زيارته لدار الأيتام ـ حسين بكري قزاز.