الميرغني: لا توجد مبادرة إريترية جديدة وطلبت من الأميركيين التنسيق بين المبادرات حول السودان

TT

نفى رئيس التجمع الوطني الديمقراطي السوداني المعارض امس وجود مبادرة اريترية جديدة تتجاوز مبادرتي الايقاد والمصرية ـ الليبية المشتركة.

وقال محمد عثمان الميرغني في مؤتمر صحافي عقده في اسمرة عقب انتهاء اجتماعات هيئة القيادة العليا للتجمع المعارض «ان الرئيس الاريتري اسياس افورقي لم يتطرق خلال لقاءاته مع قيادة التجمع الى مبادرة اريترية وانما يسعى لجمع الفرقاء وحل المشكلة السودانية»، ومن هذا المنطلق فان بلاده تعتبر الاكثر حرصا على حل المشكلة السودانية حلا سياسيا شاملا، مشيرا الى ان هناك تقاربا بين الرئيسين معمر القذافي وحسني مبارك واسياس افورقي ويوري موسيفيني ودانيال اراب موي، وان مؤتمر المعارضة الاخير اكد على عقد اللقاء التمهيدي المباشر مع نظام الخرطوم.

وقال كل هذه الجهود نأمل ان تسفر عن حل سياسي يؤدي الى الاتفاق بين الاطراف المتنازعة. وكما قال الدكتور جون قرنق «المريض أهم من الطبيب».

وأكد الميرغني ان المبادرات متوقفة، وان الرئيس السوداني الفريق عمر البشير قال انه لم تتصل به اي جهة رسمية لتنفيذ اللقاء التمهيدي الذي كان مرتقبا منذ 9 يوليو (تموز) الماضي.

وطالب الميرغني بالتنسيق بين المبادرة المشتركة والايقاد، وقال «التجمع الوطني الديمقراطي غير معني بالايقاد ويطالب بالتنسيق بينها وبين المبادرة المشتركة ولمن اراد الحل فلا بد من اشراكه للجميع لأن القضية قضية السودان وليست قضية الجنوب، والحركة الشعبية جزء من التجمع وقلت للاميركيين عليكم بالتنسيق بين المبادرات، ونحن في التجمع ملتزمون بمواثيقنا وبالمبادرة المشتركة».

واضاف «تابعت بأسف بالغ بعض الاصوات المخذلة التي صورت نتائج مؤتمر مصوع تصويرا سيئا، وهذا المنهج ليس غريبا عليهم. نحن لا نتآمر ونتعامل بصدق ووضوح وجدية ولا يمكن ان يتآمر 13 فصيلا على حزب الامة، وعلى حزب الامة ان يراجع موقفه وان ينبذ الهيمنة والاستعلاء وتكبر قيادته على الآخرين، فنحن رفقاء نضال وهناك اخلاقيات للتعامل، أما ان يتركوا النظام ويهاجموننا فهذا شيء مرفوض».

وتابع «لا يمكن لأي اتفاقيات ثنائية ان تلغي التجمع وكل المشكلة السودانية وما يحدث من تداعيات في الداخل والخارج هي بسبب جنيف وجيبوتي. هذا هو أساس المشكلة، فهل حزب الامة الآن معارض، فاذا كان معارضا فأهلا به في التجمع واذا كان مفاوضا ويمشي في اجندته الخاصة فهو ليس مؤهلا ان يكون عضوا في التجمع. قيادات الامة يقولون البلد بلدنا ونحن اسياده».

وأكد الميرغني ان مؤتمر مصوع كان ناجحا وخرج بقرارات وتوصيات عززت مسار الحل السياسي الشامل الذي يمثل الخيار الاساسي للتجمع، ويحقق طموحات الشعب السوداني. وانه اصدر قرارات وتوصيات مهمة في مجال الحل السياسي وتفعيل التجمع وهيكلته وتوسيع مشاركة السودانيين في الداخل والخارج ومجالات العمل الدبلوماسي والاعلامي وقضايا الشؤون الانسانية والمرأة والمناطق المحررة. وقال: خرج التجمع اكثر قوة لبناء السودان الجديد، واصبح الجميع على قلب رجل واحد «لا تابع ولا متبوع».

وأكد موقف التجمع الثابت تجاه الحل السياسي الشامل وتمسكه بوحدة السودان الطوعية على أسس مؤتمر اسمرة للقضايا المصيرية. وشارك في المؤتمر الصحافي الى جانب الميرغني كلا من نائبه الجديد الفريق عبد الرحمن سعيد والامين العام فاقان اموم ومسؤول العلاقات الخارجية الدكتور منصور خالد وسكرتير تجمع الداخل التيجاني احمد.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» قال الامين العام الجديد فاقان اموم «ان المعارضة لم تتلق اية ردود ايجابية من النظام على مسألة تبنيها لخيار الحل السياسي الشامل وانما تلاحظ منذ مؤتمر مصوع الاسبوع الماضي عدم الجدية. واضاف «نحن لا نريد مساومات للمشاركة في السلطة وانما نريد حلا لمشاكل السودان».

واعتمدت هيئة القيادة امس الشيخ سليمان بيتاي والسلطان دوت ملوال اروب في عضويتها ممثلين لمواطني المناطق المحررة. واستنكرت عمليات القصف العشوائي على مستشفى ناروسي على الحدود الكينية، ورحبت بجهود الحكومة الاريترية لمعالجة الازمة السودانية وفوضت رئيس التجمع لمتابعة الاجراءات الخاصة بهذا المسعى. وجددت نداءها لحزب الامة بالعودة الى صفوف التجمع.