لحود يرد على الجدل المثار بتأكيد أن الوجود السوري في لبنان شرعي ومؤقت

الرئيس اللبناني: المواقف الأخيرة لا تعبر عن مناخ الحوار الوطني

TT

كرر الرئيس اللبناني العماد اميل لحود التأكيد ان الوجود السوري في لبنان «هو وجود شرعي ومؤقت وان توقيت البحث فيه ينطلق من مصالحنا الاستراتيجية دون غيرها». وكان الرئيس لحود قد توقف امس عند السجال السياسي الدائر حالياً في شأن الوجود السوري في لبنان والعلاقة اللبنانية ـ السورية في ضوء المواقف التي صدرت عن بعض القيادات المسيحية وبلغت ذروتها في البيان الذي صدر عن مجلس المطارنة الموارنة اول من امس وما تبعه من ردود فعل من قيادات سياسية وحزبية ودينية اسلامية ومسيحية.

وقال الرئيس لحود، في بيان وزعته الدوائر المختصة في رئاسة الجمهورية امس: «ان المواقف الاخيرة لا تعبر عن مناخ الحوار الوطني الحقيقي، وانها تطرقت الى الواقع اللبناني من زوايا ضيقة ومنقوصة تفتقر الى الصفاء والموضوعية وتشجع على المزايدة وتفعيل الغرائز الطائفية والمذهبية بما لا يخدم المصالح الوطنية العليا».

واضاف لحود انه سبق له وأوضح «أن الوجود السوري في لبنان هو شرعي ومؤقت. وان توقيت البحث فيه ينطلق من مصالحنا الاستراتيجية دون غيرها، في حين ان العدو الاسرائيلي لا يزال يرفض السلام العادل والشامل ويسعى للتوطين الفلسطيني في لبنان». وقال: «ليس من لغة العقل والحق ان يتم التحامل على سورية بينما يتم التعامي عن جرائم اسرائيل بحق لبنان التي كبدته آلاف الضحايا وتدمير بيروت والجنوب والبنى التحتية عدة مرات، بالاضافة الى تخويف الاستثمارات الاجنبية وتهريبها من لبنان وتخريب المواسم السياحية بما يقدر بمليارات الدولارات».

واضاف الرئيس لحود: «ليس من لغة العقل والحق ان يرمي اللبنانيون بمسؤولية حربهم على الآخرين في كل مرة، في الوقت الذي كانت معظم ادوات تلك الحرب منهم وفيهم. وحتى لو وجدت لتلك الحرب اهدافها الخارجية في حينه، فإنه كانت لادواتها اللبنانية اهدافها وحوافزها المحلية الخاصة بحثاً عن سلطة او زعامة او ارضاء لغريزة مذهبية او طائفية، فدمرت وقتلت ما قتلت في صفها الواحد، وما بين الصفوف، فيما هي تعود اليوم لطرح نفسها مجدداً متكلة على قصر الذاكرة لدى بعض الناس ومتسترة بثياب الحملان، ومغلفة بشعارات الحوار والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، وهي شعارات لم يطبقها اي منهم حتى على اتباعه يوم كانت لغة القتل هي السائدة. وعلى هؤلاء الى اي فئة انتموا، ان يعلموا ان هذه الدولة لم تخطئ ابداً بحقهم، بل هم اخطأوا بحق وطنهم وانفسهم، وعليهم وقبل اي شيء آخر ان يبادروا الى طلب الصفح والغفران، ولو متأخراً، وان يعترفوا بذنوبهم تجاه مواطنيهم، بدلاً من تحريضهم مجدداً على لغة الغرائز للهروب من استخلاص العبر من الماضي. فالاوطان لا تبنى الا بالصراحة والحوار والانفتاح اما تشويه الحقائق فمثله كدخان قد يعمي الاعين موقتاً لكنه بالتأكيد لا يعمي البصائر».

وختم لحود محذراً من «ان يكون التلاعب بالأمن عبر لغة الشارع وسيلة للتعبير» مؤكداً «ان اللغة الوحيدة لتحصيل الحقوق، اذا وجدت، تكون اعتماد المسالك القانونية والمؤسساتية في الدولة دون سواها».