المكسيك.. معبر جديد للاجئين العراقيين إلى الولايات المتحدة

TT

بدأت فصول الملحمة الخارقة بعبور 45 شخصا الحدود المكسيكية الى الولايات المتحدة وتسليم انفسهم الى شرطة الحدود، معلنين انهم مسيحيون عراقيون يسعون الى نيل اللجوء السياسي في الولايات المتحدة.

وذكر مسؤولو دائرة الهجرة والتجنيس ان المحتجزين افادوا بانهم كلدان وشهدت السنوات الماضية فرار العديدين من ابناء الاقلية المسيحية في العراق الذين يشكون من الاضطهاد الديني الذي تمارسه حكومة بغداد ضدهم.

وقد استقر معظم هؤلاء في منطقة سان دييجو، موئل اكبر جالية كلدانية عراقية في الولايات المتحدة، خارج ديترويت.

واوضح مسؤلو الهجرة انهم يعتزمون استجواب افراد المجموعة فور وصول المترجمين العرب، لكنهم افادوا بانهم لا يعرفون بالتحديد ما يسعى اليه اللاجئون.

والمعروف ان سلطات الهجرة لا تدلي عادة بأي تعليق على طلبات اللجوء استنادا الى ضوابط وقوانين الحفاظ على حرمة الاحوال الفردية لطالبي اللجوء انفسهم.

والغريب في ملحمة اللجوء العراقية الجديدة انها تأتي عن طريق معبر سان يسيدرو، الذي يعتبر اكثر محطات الدخول ازدحاما لكل انواع المهاجرين من خارج المكسيك واميركا اللاتينية، لكن مجيء عراقي الى هذه المحطة امر نادر، كما ان دخول هذا العدد الكبير اكثر ندرة.

وقال بوب مونتجمري، نائب مدير لجنة الانقاذ الدولية في سان دييجو، وهي جماعة لغوث اللاجئين: «سنحاول الالتقاء بواحد او اثنين من الرجال الذين عبروا. لن نجتمع بالعوائل».

واوضحت سلطات الهجرة ان اللاجئين عبروا الحدود مشيا على الاقدام في مجموعات عائلية صغيرة يوم الاربعاء الماضي وبلغ عدد الاطفال بينهم 19 طفلا.

بعد بدء عملية العبور هذه، تحركت السلطات المكسيكية لاحتجاز مجموعة اخرى من العراقيين في فندق تيخوانا، يبلغ عددها 150 شخصا، وكان بعضهم ينزل في هذا الفندق منذ بضعة اشهر على امل ان تسنح الفرصة لهم لتسليم انفسهم الى سلطات الحدود الاميركية في سان يسيدرو طلبا للجوء، حسب قول احد اقرباء العوائل المقيمة في الفندق.

ويقول رومل جيواركيس، وهو اميركي عراقي الاصل يقطن مدينة فينكس ونزلت كنته واقرباؤه في فندق تيخوانا في المكسيك لمدة ستة اسابيع «لا يوجد شيء في العراق، لا طعام ولا دواء. واذا لم ترسل المال لاهلك ماتوا جوعا».

وعلق المحتجزون في فندق تيخوانا لافتات على نوافذ غرفهم تقول احداهما «نريد حقوق الانسان» وتقول اخرى «نحن مشردون، نريد الحماية» ويقول البعض من هؤلاء انهم بحثوا طلبات لجوئهم مع مسؤولي الهجرة الاميركيين في تيخوانا وانهم توجهوا الى نقطة العبور طلبا لسمات الدخول.

وقالت ماري آن فريمان، المتحدثة باسم دائرة الهجرة والتجنيس ان مثل هذه التفاصيل «ممكنة»، لكنها لا تعرف ان كان العراقيون قد طلبوا اللجوء من القنصلية الاميركية في تيخوانا ام انهم جاؤوا الى نقطة العبور للغرض نفسه.

واوضحت تقول «في نيتنا العمل مع السلطات المكسيكية نيابة عن هؤلاء الناس».

والمعروف ان طالبي اللجوء يتقدمون بطلباتهم عادة في بلد ثالث، او يدخلون الاراضي الاميركية خلسة، فيحتجزون حتى يبت في قضيتهم.

ويعكف المسؤولون الاميركيون والمكسيكيون منذ يوم الاربعاء على دراسة سبل حل ملحمة العبور الاخيرة.

ويبدو ان العراقيين وصلوا الى تيخوانا من جهات مختلفة، حسب قول الباقين منهم في الفندق. وقال كثيرون انهم جاءوا من مدينة مكسيكو سيتي بعد مرورهم باوروبا.

وذكر اخرون انهم لم يفلحوا في الحصول على اللجوء من السفارتين الاميركيتين في اليونان وتركيا.

وقال احد طالبي اللجوء، دون ان يفصح عن اسمه مكتفيا بالقول انه جندي سابق: «نخاف ان يعيدوننا الى العراق. اننا ننشد السلام، وننشد العون».

وقال احد افراد المجموعة، ويدعى زيد يوسف (17 عاما) انه تسلل هاربا من العراق مع والديه في شهر مايو (ايار) الماضي، وانه يطمح للحصول على اللجوء، وقال متحدثا بالانجليزية «حلمي ان اعيش في الولايات المتحدة. كل حياتي عشتها في الخوف والقلق».

وسمحت السلطات المكسيكية للعوائل بالبقاء في الفندق حتى تحل قضيتها ويبت في مصيرها.

ويؤوي الفندق ايضا دزينتين من اللاجئين من غواتيمالا والسلفادور.

* خدمة «لوس انجلس تايمز» خاص بـ «الشرق الأوسط»