هجوم غامض بصاروخ على الاستخبارات البريطانية والتكهنات تشير إلى جماعة آيرلندية منشقة

TT

بروكسل: عبد الحميد اليحياوي أعلنت الشرطة البريطانية «اسكوتلنديارد» ان صاروخا كان وراء الانفجار الذي استهدف مساء امس مركز استخبارات الخارجية البريطانية «ام آي ـ 6» في وسط لندن.

ورجح الستر كامبل المتحدث باسم اسكوتلنديارد، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس أن يكون «صاروخ صغير» هو الذي أصاب الطابق الثامن من المبنى، الذي يقع على الضفة الغربية من نهر التايمز على بعد اقل من كلم من مقر البرلمان ومقر اقامة رئيس الحكومة، ويخضع لحراسة مشددة. ولم يسفر الانفجار إلا عن خسائر مادية طفيفة.

ولم يوجه المسؤول التهمة الى أي جهة محددة مكتفياً بالقول ان «الشرطة تأخذ في الاعتبار كل المنظمات سواء الايرلندية أو غيرها». وكان آلن فراي، رئيس وحدة مكافحة الارهاب في الشرطة صرح في وقت سابق أمس للصحافيين «من الواضح انني يجب ألا اغفل قدرات الجماعات الايرلندية المنشقة، ولا أستبعد في هذه المرحلة أي جماعة أخرى قد تعتبر جهاز الاستخبارات هدفا محتملا». وأضاف «طبيعة عمل جهاز الاستخبارات يعني ان هناك جماعات ارهابية اخرى في مختلف انحاء العالم قد تعتبر منشآته هدفا محتملا». ثم تابع «يجب علينا ان نكون يقظين. لدينا تهديد عام من الارهاب في لندن».

ولم يصدر اي تحذير قبل وقوع الهجوم، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث.

وقد القيت مسؤولية سلسلة قنابل زرعت في لندن في وقت سابق من هذا العام بلندن، على جماعات منشقة عن الجيش الجمهوري الآيرلندي بسبب معارضتها لعملية السلام الهشة في الاقليم.

وعلى الرغم من أن الجيش الجمهوري يتقيد حالياً بوقف لاطلاق النار، فانه يعتقد أن يكون المنشقون عن الجيش مسؤولين عن الهجوم الذي ألحق أضرارا بجسر هامرسميث على نهر التايمز في يونيو (حزيران) الماضي وعن زرع قنبلة في محطة للسكك الحديدية بغرب لندن في يوليو (تموز).

من جانبه، أوضح وزير الخارجية البريطاني روبن كوك في بيان «اذا كانت نية المهاجمين عرقلة عمليات جهاز الاستخبارات، فانهم قد أخفقوا في تحقيق ذلك». وقال متحدث باسم الوزارة «اننا في انتظار ان تكمل الشرطة تحقيقاتها، والى ان يفعلوا ذلك، فانه لا يمكننا التكهن».

يذكر أن جهاز «أم.آي. 6» مسؤول عن عمليات الاستخبارات في الخارج ويقع تحت مسؤولية وزارة الخارجية، على عكس جهاز مكافحة التجسس «أم.آي. 5» الذي يقع ضمن مسؤولية وزارة الداخلية.

الى ذلك، اعلنت شركة «يورو ستار» الاوروبية التي تسير خط السكة الحديدية تحت نفق المانش بين بريطانيا وبلجيكا عبر فرنسا، انها لن تلتزم خلال الايام القليلة القادمة بمواعيد برحلات القطار بين بروكسل ولندن على اثر العملية التي استهدفت مقر «ام. آي. 6» باعتبار ان القطار يمر عبر المنطقة المنكوبة.

وعلمت «الشرق الأوسط» في بروكسل ان قوات الامن البلجيكية استنفرت كل طاقاتها لاستجواب القادمين من بريطانيا والمتوجهين الى احدى محطاتها (اشفورد او لندن) بقصد تتبع الخيوط الاوروبية التي قد تقود الى تحديد هوية المهاجمين.