قوات الاحتلال الإسرائيلي تعزز بالدبابات وجودها في المناطق الفلسطينية والمستوطنات

TT

القدس المحتلة ـ رام الله: «الشرق الأوسط» ووكالات الأنباء تعزز قوات الاحتلال الاسرائيلية وجودها في المناطق الفلسطينية وحول المدن ومحاور المواجهات وذلك بعد الانذار الذي وجهه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الليلة قبل الماضية الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لانهاء ما اسماه باعمال العنف في الاراضي الفلسطينية في غضون يومين. ويفترض ان تنتهي المهلة مساء اليوم.

وهدد باراك بانه في حال لم يضع الرئيس الفلسطيني حدا للمواجهات فان الجيش الاسرائيلي سيضع حدا لها «بكل الوسائل». واعلن باراك اثناء تصريح صحافي في غيبور (شمال اسرائيل) «في حال لم تتوقف اعمال العنف في خلال اليومين المقبلين، فاننا نعتبر ذلك بمثابة قرار متعمد من السلطة الفلسطينية وياسر عرفات بوقف المفاوضات وسنأمر قوات الامن بوقف العنف بكل الوسائل».

ورفض المسؤولون الفلسطينيون هذه التهديدات، وقال احمد عبد الرحمن امين سر الحكومة الفلسطينية، ان هذه التهديدات لن تخيف الفلسطينيين الذين سيواصلون النضال حتى استرداد كامل حقوقهم واقامة الدولة الفلسطينية.

وقالت مصادر عسكرية وشهود عيان ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية اللواء موسى عرفات القدوة، ان الجيش الاسرائيلي عزز بشكل كبير انتشاره الامني واتخذ اجراءات لا مثيل لها منذ بدء المواجهات في 28 سبتمبر (ايلول) الماضي التي بلغت حصيلتها حتى يوم امس 87 فلسطينيا اضافة الى حوالي 3 آلاف جريح.

وانتشرت بعض الدبابات الليلة قبل الماضية قرب مستوطنة بساغوت ومستوطنات اخرى او مراكز عسكرية في رام الله. وقال مصور وكالة الصحافة الفرنسية ايضا ان دبابات انتشرت في حي جيلو الاسرائيلي في القدس الشرقية المطل على بيت لحم وبيت جالا.

واكد اللواء الركن عرفات ان الجيش الاسرائيلي ادخل ليلة امس لقطاع غزة دبابة وآلية مدرعة وناقلات جنود في اكبر تحرك عسكري بمعدات حربية ثقيلة حتى الآن.

وقال اللواء عرفات في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: قصفت الدبابات والآليات المدرعة الاسرائيلية منتصف الليلة قبل الماضية، عمارات ومنازل مصنعاً وازالت تماما، كما نسفت احدى البنايات التي تعرضت في السابق للقصف الاسرائيلي بصواريخ لاو».

واضاف اللواء عرفات: «ازالت الدبابات الاسرائىلية تماما موقعاً للارتباط العسكري الفلسطيني، وحولت المنطقة الى ساحة مكشوفة امام الجيش الاسرائيلي في اكبر عمل عسكري استفزازي اسرائيلي».

وردا على سؤال حول ما اذا كانت هذه العملية مرتبطة بتهديدات باراك للسلطة الفلسطينية للعودة للمفاوضات قال عرفات: «بدأ باراك بترجمة تهديداته للسلطة الفلسطينية فورا وعبر عدة اجراءات واضحة، فقد حرك الجيش الاسرائيلي 50 آلية مدرعة ودبابة لقطاع غزة ونسف في الليل منازل وعمارات ومواقع عسكرية فلسطينية.

لكن هذه الاجراءات والتصعيد بكل اللهجات لن تجعل السلطة الفلسطينية ترضخ للرغبات او الاملاءات الاسرائيلية، فاذا ارادت اسرائيل القتال فسنقاتل. واسرائيل تعرف تماما المقاتل الفلسطيني في لبنان كما تعرف جنرالات الحجارة، واذا اراد باراك طاولة المفاوضات هناك طريق واحد لهذا السبيل وهو الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة، وعلى رأسها السيادة الفلسطينية الكاملة على القدس وعدم المساس بالسيادة الفلسطينية على المقدسات الاسلامية».

وحول اعلان حالة الطوارئ في قوات الامن الفلسطينية قال اللواء موسى عرفات: «لم تعلن الآن حالة الطوارئ في قوات الامن الفلسطينية، لانها قائمة منذ بداية المواجهات ونتوقع التصعيد الاسرائيلي العسكري وفي جميع المجالات، وحتى الان لم تشارك قوات الامن الفلسطينية في المواجهات الا بنطاق محدود فردي في مواقع المواجهات بدون قرار من قيادة اجهزة الامن الفلسطينية».