مبارك يؤكد انعقاد القمة العربية وينتقد الرئيسين اليمني والليبي

TT

شهدت اجراءات عقد القمة العربية أزمة مفاجئة بعدما كشف الرئيس حسني مبارك عن تساؤلات طرحها اليمن بخصوص جدوى عقد القمة المنتظر عقدها في 21 من الشهر الجاري. ورد الرئيس مبارك على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بلهجة شديدة، وذلك في اتصال هاتفي دار بينهما كشف عنه الرئيس المصري خلال مؤتمر صحافي عقده في القاهرة امس. كما لام مبارك مطالبة أحد الزعماء العرب (لم يسمه) في اشارة للزعيم الليبي معمر القذافي مطالبته لمصر اعلان الحرب قبل الدعوة للقمة، وقال «نحن لا نستجدي الشعوب للتصفيق لنا». وكشف مبارك عن تفاصيل محادثاته مع الرئيس اليمني قائلا «لقد تحدث معي الرئيس عبد الله صالح يستعجل عقد القمة، واليمن كان يلح من عام ونصف العام ويرسل الي يطلب ضرورة عقد قمة عربية، ولم تكن الظروف أيامها تساعد على انعقادها»، مضيفا «واعرف من يقف وراء ذلك». وتابع «وأؤكد ان الوقت الحالي من أصعب الظروف التي نمر بها لكي تعقد القمة، واستجابة لآراء كثيرة ونداءات كثيرة طالبت بعقدها وأطلب من الأمة العربية دعم القمة، واذا لم يوافقوا على عقدها فهم أحرار في ذلك، وانني لاستغرب ممن يقولون ماذا تفعل القمة؟».

ولمن يطالب بأن توفر له قطعة ارض لمواجهة اسرائيل منها، فقال مبارك «إنني أقول له تفضل وخذ الأرض، واحضر جيشك وحارب ويورينا شطارته، اذ أنني لا أمنعه عن هذا الكلام المخصص للاستهلاك المحلي، الا اننا يجب ان نكون جادين في كلامنا ومنطقيين في حديثنا».

وأشار الرئيس مبارك الى ما ردده احد الزعماء العرب (لم يسمه)، الذي اشترط اعلان الحرب قبل الدعوة الى القمة وقال، «كلام فارغ، فالوقت الحالي يحتاج لاستخدام الحكمة لبحث كيف التصرف لانقاذ الوضع، وليس كيف نتصرف ليصفقوا لنا، اننا لا نحتاج الى التصفيق ونريد حل القضية الموجودة حتى يعم الاستقرار».

وحول مدى استجابة الزعماء العرب لعقد القمة العربية، قال الرئيس مبارك مؤكدا «ان أغلبهم قد وافق على انعقادها، فكل من تم الاتصال به أو أرسل إليه وافق، غير ان اليمن بعد ما وافق، أتى الآن ليتساءل عن الجدوى منها»، وتساءل الرئيس المصري قائلا «هل نفتح الباب أم لا؟ وهل نريد قمة أم لا؟ فاذا كانوا لا يريدون عقدها فليعلنوا ذلك». واضاف «لو لم تعقد القمة يقولون ان مصر تعطل انعقادها، وانها لا تريد أخذ المبادرة، ويتساءلون هل السعودية لا تريد القمة، ونرد عليهم ونقول: السعودية موافقة، كما يتساءلون هل سورية تريد قمة؟ وأرى ان هذا شيء غريب، وعندما نقول قمة يقولون لماذا القمة؟». واكد امام الصحافيين «ان القمة سوف تجتمع ان شاء الله، ولكن لا داعي لان يفرض أي واحد على الآخر شروط انعقادها لمجرد الاستهلاك المحلي، وفرض ان تأخذ بعض القرارات، والا فلن يحضروا».

ودعا الرئيس مبارك الجميع لان ينتظر مناقشات القادة العرب باجتماع وزراء الخارجية والابتعاد عن التصريحات العنترية.

وحول ما ردده راديو اسرائيل من احتمال عقد قمة رباعية بالقاهرة مساء اليوم تجمع الرئيس مبارك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ووزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت فقال «هم يريدون ذلك حتى يعلنوا بعدها ان اقتراحهم لم يلق قبولا». وحول ترديد نغمة الحرب في المنطقة قال مبارك «ان من يتحدث عن الحرب لم يذق ويلاتها ولا يعرف معناها والخراب الناتج عنها وهذا ينطبق على الكل العرب واسرائيل، فكلمة حرب ليست كلمة بسيطة ومن يرددها «يورينا شطارته» وموضوع الحرب يجب دراسته جيداً فهو قرار صعب للغاية ولا يستطيع أي زعيم بمفرده اعلان الحرب، ولا بد أن يرجع لشعبه»، واردف «قضية السلام متحركة فلماذا الحرب، وأما أسلوب التلويح بها يعكس حالة العجز، وأقول لمن يريد الحرب نحن لا نعارضه فكل دولة لها سيادتها فلتتفضل». كما رد هنا على مقولة الرئيس اليمني على عبد الله صالح انه على استعداد للحرب في حالة وجود منفذ لبلاده مع اسرائيل قائلا «ادعو الرئيس اليمني الى احضار جيشه».

وعما اذا كان الرئيس مبارك يعتقد ان حكومة باراك قادرة على تحقيق السلام فقال «لا أستطيع ان أقول سوى المثل القائل «اذا وجدت الارادة.. وجدت الطريق»، فالسلام ممكن اتمامه لو حكمنا العقل وبطلنا المزايدات الداخلية، اذ في اسرائيل لديهم مزايدات بينهم داخل الأحزاب، فكل حزب يريد ان يثبت انه القادر على عمل أي شيء، وهذا كله «كلام فارغ»، واعتقد اننا يمكن ان نصل الى السلام، لان اسرائيل أو جيرانها لا يستطيعون تحمل استمرار عملية الاستنزاف في الحروب، كما ان مَنْ يساعدهم من دول العالم سوف يصيبه الملل».