هبوط أول طائرة سورية في مطار صدام منذ 20 عاما وتوقع وصول طائرتين تركيتين اليوم

TT

ادلت دمشق امس، بدلوها في كسر الحصار المفروض على العراق، بارسالها طائرة تحمل خمسة عشر طنا من المواد الغذائية والدوائية والطبية وتقل وفدا سوريا كبيرا برئاسة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء محمد مفضي سيفو، يضم في عضويته ممثلين عن اتحاد شبيبة الثورة والاتحاد النسائي وغرف التجارة ورجال الاعمال وعددا من الاطباء المختصين والممرضات والاعلاميين.

وقال مصدر سوري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» ان الطائرة التي غادرت دمشق صباح امس لن تكون الاخيرة، وان ما تحمله من مساعدات هو استمرار للمساعدات السابقة التي تواصل سورية تقديمها للشعب العراقي.

واشار المصدر الى ان طائرة ثانية ستتجه الى بغداد في وقت قريب تعبيرا عن المشاعر السورية والحرص السوري على المساهمة بفعالية في رفع المعاناة عن ابناء الشعب العراقي.

واكد رئيس الوفد الوزير سيفو ان الشعب السوري يدرك ما يعانيه الشعب العراقي وانه على استعداد لتقديم كل ما من شأنه التخفيف من هذه المعاناة.

واعرب الوزير عن مشاعر الشعب السوري الذي يرى ان واجبه يفرض عليه العمل على تخفيف آلام الشعب العراقي، وان شعب سورية يثق بقدرة الشعب العراقي على تجاوز الظروف التي يمر بها، وقدرته على النهوض والمضي مجددا في طريق البناء.

من جهته، قال وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح مرحبا بالوفد السوري في مطار صدام الدولي ببغداد ان «هذه الزيارة ليست مفاجئة من اشقائنا في سورية وتمثل خطوة ايجابية مضافة للخطوات المتخذة بين البلدين الشقيقين».

وردا على اسئلة الصحافيين، قال صالح ان هذه الزيارة تسهم «في تعزيز العلاقات الثنائية»، مؤكدا ان «العلاقات متواصلة وتسير باستمرار نحو المزيد من تعميقها». وهذه اول طائرة سورية تهبط في بغداد منذ قطع العلاقات بين البلدين في الثمانينات، والطائرة العربية السابعة التي تحط في مطار صدام الدولي منذ ان كسرت طائرة اردنية الحظر الجوي المفروض على بغداد منذ عشرة اعوام في 27 سبتمبر (ايلول) الماضي.

وبعد انقطاع العلاقات بينهما عشرين عاما، بدأ العراق وسورية عملية تطبيع بينهما في 1997، حيث قام نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز باول زيارة لمسؤول عراقي كبير الى دمشق منذ قطع العلاقات بين البلدين في 1980.

وفتح البلدان الحدود بينهما امام رجال الاعمال والمسؤولين. ووقعت دمشق وبغداد عام 1998 اتفاقا يتناول اعادة اصلاح خط انابيب النفط الذي تصل قدرته الى 1.4 مليون برميل ويربط حقول النفط في كركوك شمال العراق بمرفأ بانياس السوري على المتوسط والمتوقف منذ 1982.

وفي مارس (اذار) الماضي فتح العراق قسما لرعاية المصالح في العاصمة السورية، أعقبها في اغسطس (آب) الماضي استئناف رحلات القطار بين الموصل (شمال العراق) وحلب (شمال شرق سورية) بعد توقف استمر 19 عاما.

وفي بداية الشهر الجاري، اكد الرئيس السوري بشار الاسد في مؤتمر صحافي في القاهرة انه «بعد عشر سنوات (من الحظر) يجب ان نراجع انفسنا في ما يتعلق بالحصار على العراق» مضيفا «يجب ان يتم رفع المعاناة عن الشعب العراقي بصيغة او باخرى». وقال «ما هو الهدف من الحصار وما هي النتيجة؟ الهدف هو معاقبة العراق والنتيجة ليست عقابا وانما في القريب العاجل او غير العاجل ستكون تدمير العراق وليس للعرب مصلحة في تدميره».