لحود يحمّل إسرائيل مسؤولية أي رد فعل ويعتبر تهديداتها «غير مجدية» لمعالجة الوضع

بري: تل أبيب مسؤولة عن سلامة جنودها وليس لبنان وسورية

TT

حمل الرئيس اللبناني العماد اميل لحود اسرائيل «مسؤولية التصعيد الاخير على الحدود اللبنانية والمسؤولية الكاملة عن اي رد فعل يمكن ان تقوم به ضد لبنان».

وكانت ردود الفعل اللبنانية تواصلت امس مستنكرة الاعتداء الاسرائيلي على المتظاهرين الفلسطينيين على الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية في رامية وسقوط قتلى وجرحى فلسطينيين ولبنانيين. واستغربت التهديدات التي اطلقها المسؤولون الاسرائيليون بتوجيه الضربات الى لبنان اذا لم يطلق «حزب الله» الجنود الاسرائيليين الثلاثة الذين اسرهم في عملية نوعية نفذها اول من امس في مزارع شبعا التي تحتلها اسرائيل.

وأكد الرئيس لحود امام زواره امس «ان لبنان يرفض التهديدات ويراها وسيلة غير مجدية لمعالجة الوضع الذي نشأ». واعتبر «ان التطور الاخير ما كان ليحصل لو تجاوبت اسرائيل مع مساعي الامم المتحدة والدعوات التي اطلقت عقب التحرير في مايو (ايار) الماضي، وافرجت عن المخطوفين اللبنانيين المدنيين في السجون الاسرائيلية». وقال: «ان لبنان ينظر الى التهديدات الاسرائيلية الاخيرة على انها محاولة مكشوفة للهروب من الموقف الحرج الذي تواجهه الحكومة الاسرائيلية، سواء على الصعيد السياسي او على الصعيد العسكري، بعد التطورات المتسارعة في الاراضي المحتلة. غير ان لبنان يرفض ان يكون دائماً متنفساً للمآزق الاسرائيلية الداخلية او ورقة يستعملها المسؤولون الاسرائيليون لتعزيز اوضاعهم ومواجهة صعوباتهم». وشدد على «ان لبنان قادر من خلال وحدته الداخلية وتماسك ابنائه والتفافهم حول دولتهم القوية على مواجهة الموقف بقوة الحق».

من جهته، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري ان «اسرائيل وحدها هي المسؤولة عن سلامة جنودها وليس لبنان او سورية فكيف اذا كان هؤلاء الجنود موجودين على ارض ليست ارضهم وبين شعب تمعن به اسرائيل قهراً وقتلاً وتشريداً وتهديداً؟ وعلى اسرائيل ان تعلم ان مقاومتنا ستبقى مشرعة بكل الوسائل المتاحة لدينا حتى استعادة آخر ذرة من ترابنا في شبعا وغيرها وحتى اطلاق كافة الاسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية».

وقال: «ان الاسرائيليين اليوم لا يملكون شيئاً سوى التهديد واللجوء الى استخدام القوة سواء في قمع الفلسطينيين في الداخل او ضد لبنان وسورية. وهذه التهديدات يجب ان تقابل بوحدة الموقف اللبناني خلف الجيش والمقاومة».

واكد وزير الدفاع اللبناني غازي زعيتر ان «الجيش اللبناني مستمر في مواقفه الثابتة الى جانب الشعب والمقاومة ضمن الامكانات المتاحة في وجه اي اعتداء قد يحصل».

وكان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني أم امس صلاة الجنازة على روحي الشهيدين الفلسطينيين اللذين سقطا عند الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية وشارك في الصلاة رئيس «رابطة علماء فلسطين» الشيخ داود مصطفى.

وقال قباني في خطبة القاها في المناسبة: «ان قافلة الشهداء في سبيل الله لتحرير بيت المقدس وكل فلسطين قد بدأت. ولا سلام مع عدو محتل ولم تكن هناك مشكلة في فلسطين قبل عام 1948». واضاف: «هذه فلسطين العربية الاسلامية تناديكم اليوم فمن هو المعتصم اليوم؟ من هو معتصم فلسطين ومن هو معتصم بيت المقدس من هو صلاح الدين اليوم ليتقدم الصفوف؟ لا سلام مع عدو اجنبي محتل. نحن باسم الاسلام، وباسم الدين لم نؤمن بسلام يومآ ما مع عدو اجنبي محتل. ان فلسطين يحتلها عدو اجنبي».

واتصل رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين الموجود في باريس بنائبه الشيخ عبد الامير قبلان وعرض معه التطورات الحاصلة في جنوب لبنان ووجه تحية الى «المقاومة الباسلة على انجازها البطولي بأسر 3 من جنود الاحتلال» معتبراً «ان هذه العملية المباركة حولت الامل بالافراج عن الاسرى اللبنانيين حقيقة بفعل ايمان وشجاعة افراد المقاومة الذين تحدوا غطرسة العدو وداسوا باقدامهم امجاده واسطورته في مزارع شبعا المحتلة».

ورأى نائب الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ان «ابطال الانتفاضة في فلسطين المحتلة يظهرون انهم قادرون على تغيير المعادلات، وان كل المفاوضين ليسوا احراراً وليسوا قادرين على التمادي في موضوع فلسطين والقدس، فالواقع الشعبي سيتجاوز الجميع وسيدل مرة اخرى على ان الخطوط التي سميت تسوية لا يمكن انجازها على المستوى الواقعي العملي».

وقال: «ليس هناك فصل نهائي للتسوية للقدس وفلسطين. الفصل النهائي هو سقوط الكيان الصهيوني. والوضع النهائي هو اشعال المقاومة في كل مكان من الارض المحتلة لاسقاط المشروع الصهيوني وكل من يسير في هذا المشروع حتى لو حصلت توقيعات، والواقع العملي لن يقبل ابداً ان يكون تسوية او تنازل عن المقدسات والارض».

ولفت قاسم الى «ان الجرح قد فتح مجدداً ولا يمكن ان يلتئم بعد اليوم». ورأى ان «الخطوات الجهادية بالاشكال المختلفة ستكون عنوان الصدامات المقبلة وهي المؤشر على استمرار الانتفاضة».

ولاحظ النائب طلال ارسلان «ان العدوان الاسرائيلي الجديد على لبنان تم التحضير له منذ اسابيع عدة عبر نشر الجيش الاسرائيلي صواريخ ارض- ارض على طول الحدود اللبنانية، وان توقيته اليوم هو من باب الهروب الى الامام في محاولة لاخماد الانتفاضة الفلسطينية في الداخل عبر افتعال مواجهة عسكرية ساخنة مع لبنان او مع سورية او مع الاثنين معاً».