متظاهرو مسيرة الرباط فاقوا المليون و40 جريحا حصيلة مواجهات مع الشرطة في الدار البيضاء

الدكتور الخطيب: المتسببون في الفوضى لا ينتمون إلى «العدالة والتنمية»

TT

الدار البيضاء: لحسن مقنع خرج الشعب المغربي امس بالرباط في اكبر مسيرة مؤيدة للشعب الفلسطيني ومعبرة عن غضب وسخط وتنديد الجماهير بالمجازر التي ارتكبتها وترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين الفلسطينيين العزل.

ومنذ ساعات الصباح الاولى امتلأت شوارع العاصمة الرباط استجابة لنداء من «الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني» بأمواج بشرية هائلة تدفقت من كل الشوارع والازقة المؤدية الى شارع محمد الخامس الواقع في قلب العاصمة. وشاركت في هذه المسيرة كل فعاليات الشعب المغربي السياسية والمجتمعية.

وتضاربت الارقام حول عدد المتظاهرين الذين نزلوا امس الى شوارع الرباط. وحسب المنظمين فان اعداد المتظاهرين فاقت مليوني متظاهر. بينما قدر المراقبون أعداد المشاركين بأكثر من مليون. وشارك في المسيرة عبد الرحمن اليوسفي الوزير الاول المغربي واغلب وزراء الاحزاب السياسية المشاركة في حكومته، وزعماء الاحزاب السياسية، وقادة الحركات الاصولية.

ورغم الفوضى العارمة التي احاطت بالتنظيم، فقد مرت المسيرة في هدوء كبير، ولم تشهد اية مواجهة مع قوات الامن.

وجاء في بيان حمل عنوان «بيان مسيرة الشعب المغربي» ان «المشاركين في مسيرة الشعب المغربي ضد الاجرام الصهيوني ومن اجل فلسطين حرة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، اذ يعبرون عن غضبهم واحتجاجهم على المجازر البشعة التي ينفذها العدو الصهيوني في حق شعبنا من ابناء فلسطين الصامدين ينددون بمحاولات دوس هويتنا القومية ومقدساتنا الدينية». وطالب البيان بـ«محاكمة القادة الصهاينة ومن يدعمهم في جرائمهم ضد الانسانية».

كما طالب بـ«تصعيد الدعم بكل اشكاله لشعبنا في فلسطين في جهاده المتواصل ودعم انتفاضته الباسلة من اجل انتزاع حقوقه الثابتة في العودة وفي تقويض المستوطنات واطلاق سراح جميع المعتقلين وفي بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».

وقال البيان ان «مسيرة الشعب المغربي بكل مكوناته تطالب بالاغلاق الفوري لمكتب الاتصال الصهيوني بالرباط وبايقاف كل اشكال التطبيع وفضح المطبعين مع العدو ونظرا لما يشكله التطبيع من دعم مباشر للجرائم الصهيونية في فلسطين».

ودعا البيان «الى قطع كل العلاقات مع الكيان الصهيوني وايقاف كل انواع التعامل كيفما كانت طبيعته وتفعيل المقاطعة العربية الشاملة له».

وطالب البيان بـ«افساح المجال لكل ابناء الامة العربية والاسلامية ولشرفاء العالم للمشاركة في مقاومة الاحتلال الصهيوني».

ومن جهة اخرى طالب قيادي في جماعة «العدل والاحسان» الاصولية المحظورة بفسح المجال للشباب المغربي للجهاد في سبيل الله الى جانب ابناء الشعب الفلسطيني، وحمل مناصرو الجماعة شريطا صوتيا للشيخ احمد ياسين زعيم حركة «حماس» الفلسطينية موجه الى الشعب المغربي، الا ان التسجيل كان سيئا ولم يعرف ماقاله زعيم «حماس» في رسالته الصوتية.

وفي الدار البيضاء تحولت مظاهرة غير مرخص لها الى مواجهات مع قوات الامن وسقوط نحو 40 جريحا، وكان حزب «العدالة والتنمية» قد دعا الى تنظيم مسيرة في الدار البيضاء بموازاة مسيرة الرباط صباح امس، وتم الاعلان عن هذه المسيرة من طرف خطباء المساجد يوم الجمعة الماضي، ليفاجأ الجميع يوم السبت باعلان حزب «العدالة والتنمية» الاصولي بأن السلطة لم ترخص له بتنظيم مظاهرة الدار البيضاء.

ويوم امس تقاطر الناس في الصباح الباكر باتجاه ملتقى شارعي محمد السادس والفداء حيث موقع انطلاق المظاهرة. واعلن عبد الكريم الخطيب امين عام حزب «العدالة والتنمية» في كلمة القاها حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا ان المسيرة قد الغيت، ودعا الناس الى التوجه للرباط للمشاركة في المسيرة التي ستنظم هناك على متن حافلات جلبها الحزب لهذا الغرض، الا ان اشخاصا اصروا على تنظيم المسيرة. وفي حوالي العاشرة والنصف تدخلت قوات الامن لمنع المتظاهرين من التجمع فرشقهم بعض المتظاهرين بالحجارة الشيء الذي دفع بقوات الامن الى استعمال القنابل المسيلة للدموع. وتواصل توافد المتظاهرين حتى بعد ظهر يوم امس.

وقال الخطيب ان الذين تسببوا في الفوضى لا ينتمون الى حزب «العدالة والتنمية» بينما رفض مصطفى الرميد القيادي في الحزب التعليق على الاحداث. وقدر عدد المشاركين في المظاهرات بنحو 50 الف شخص.