تشكيل غرفة عمليات فلسطينية ـ أميركية ـ إسرائيلية لمعالجة القضايا الأمنية

إسرائيل تدمر مصنعاً في غزة وتهدد بقصف مقار القيادة الفلسطينية

TT

نفى اللواء عبد الرزاق المجايدة مدير الأمن العام الفلسطيني في محافظات غزة خبراً للإذاعة الإسرائيلية أفاد بأن السلطة الفلسطينية وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق أمني تعهدت السلطة بموجبه بوقف «التحريض» ضد إسرائيل في أجهزة إعلامها، ووقف العمليات العسكرية ضد الأهداف الإسرائيلية في مناطقها ومنع المتظاهرين من الوصول لأماكن الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي، وفتح طريق مستوطنة نتساريم.

وفي بيان أصدره اللواء الركن عبد الرزاق المجايدة وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، شدد المسؤول الفلسطيني على نفي الرواية الإسرائيلية مشيراً إلى أن هذه كانت مطالب الجانب الإسرائيلي وشدد المجايدة على أن كل ما تم التوصل إليه هو اتفاق الطرفين على تشكيل غرفة عمليات مشتركة فلسطينية ـ أميركية ـ إسرائيلية لمعالجة القضايا الأمنية التي تطرأ في قطاع غزة. وقال المجايدة ان الجانب الفلسطيني أبلغ الإسرائيليين رفض السلطة المطلق للعملية العسكرية التي قامت بها إسرائيل فجر أمس في محيط مفترق الشهداء قرب مستوطنة نتساريم ودمرت خلالها برجا سكنيا ومصنعا إلى جانب تجريف بساتين برتقال في المكان.

وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد قالت أمس إن السلطة الفلسطينية وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق آخر لوقف إطلاق النار بين الجانبين. وأشارت الإذاعة إلى أن اللواء الركن المجايدة قد وقع عن الجانب الفلسطيني بينما وقع عن الجانب الإسرائيلي الجنرال يوم طوف ساميا قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي.

وينص الاتفاق على أن الجانبين تعهدا بوقف أعمال اطلاق النار وفتح الطرق المغلقة في الأراضي الفلسطينية.

كما ذكرت الإذاعة ان السلطة التزمت بالحفاظ على الهدوء في مناطق نفوذها إلى جانب توقف وسائل الإعلام الفلسطينية عن بث البرامج التحريضية ضد إسرائيل. وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن ممثلاً عن الإدارة الأميركية حضر اللقاء الذي أدى إلى التوصل لهذا الاتفاق.

لكن رغم الاتفاق المذكور تواصلت المواجهات أمس على معظم محاور قطاع غزة وبعض محاور الضفة الغربية على نحو أقل بكثير مما كانت عليه خلال الأيام الماضية. وأسفرت المواجهات أمس عن جرح العشرات من الفلسطينيين لا سيما في قطاع غزة.

ففي بيت لحم اشتبك متظاهرون فلسطينيون مع جنود الاحتلال في نهاية مسيرة انطلقت من باحة كنيسة المهد، وانتهت عند قبر راحيل الذي يخضع للسيطرة الإسرائيلية عند المدخل الجنوبي لمدينة القدس. وأسفرت المواجهات عن جرح شخص واحد على الأقل.

وفي غزة تجددت الصدامات عند مفترق الشهداء القريب من مستوطنة نتساريم جنوب مدينة غزة ورشق الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة وقنابل المولوتوف الموقع الإسرائيلي ورد الجنود بإطلاق زخات من الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز مما أدى إلى إصابة ثلاثة شبان بالرصاص وخمسة بالعيارات المطاطية والعشرات بحالات اختناق.

وخرج طلاب المدارس القريبة من مستوطنة كفار داروم المحاذية لمدينة دير البلح جنوب غزة بتظاهرة عقب انتهاء اليوم الدراسي بعد استئناف الدراسة أمس بعد توقفها منذ اندلاع انتفاضة الأقصى، وهاجم الأطفال والشباب حراس مستوطنة كفار داروم الذين فتحوا نيران بنادقهم الأوتوماتيكية فأصابوا أربعة منهم بالرصاص والعشرات بالاختناق بالغاز ونقل الجرحى إلى مستشفى ناصر بخانيونس ومستشفى الشفاء بغزة لتلقي العلاج.

وشهد محيط حاجز إيرز شمال غزة اشتباكات بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الاحتلال أسفرت عن إصابة 4 شبان بجراح.

إلى ذلك نسفت القوات الإسرائيلية مبنيين سكنيين بعد منتصف الليلة قبل الماضية وسمع سكان غزة صوت انفجار كبير اتضح أنه في المبنى الذي دمر تماماً، وجرفت قوات أخرى المنطقة المحيطة بالموقع الإسرائيلي، كما دمرت مصنعاً للمواد الصحية قريباً من الموقع، وقال صاحب المصنع محمد العشي ان خسائره بلغت مليوني دولار. وانهار العشي وهو يتحدث للصحافيين عن هدم مصنعه الذي يملكه.

وقال إنه ينوي رفع قضية على السلطات الإسرائيلية لتعويضه على الخسائر التي لحقت به.

من ناحية ثانية شرعت جرافات المستوطنين في تجريف أراض واسعة تعود ملكيتها للفلسطينيين، وأفاد شهود عيان أن قوات من الجيش الإسرائيلي تحرس المستوطنين وتمنع الفلسطينيين من التدخل.

وكان ثمانية من عمال سلطة المطارات الإسرائيليين قد أصيبوا الليلة قبل الماضية بجراح من بينهم ثلاثة في حالة الخطر عندما أطلق مجهولون النار على الحافلة التي كانوا يستقلونها في طريقهم لمطار غزة الدولي.

وهدد مسؤول إسرائيلي بارز بأن سلاح الجو الإسرائيلي سيقصف مقار قيادة السلطة الفلسطينية في حال لم تسارع السلطة إلى وقف عمليات إطلاق النار ضد الأهداف الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وقال الجنرال عوزي ديان رئيس مجلس الأمن الوطني التابع لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ان معايير العمل للقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة ستكون مختلفة عما كانت عليه في السابق. وفي تصريحات أدلى بها ضمن برنامج «امر آخر» الذي بثته الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية صباح أمس ان المؤسستين العسكرية والسياسية عازمتان على إيصال رسالة قوية للسلطة الفلسطينية مفادها أنه لا يمكن فرض أي تنازل سياسي على إسرائيل بالقوة.

ورغم أن الجنرال ديان رفض الإفصاح عن طبيعة معايير العمل الجديدة التي ينوي الجيش تطبيقها إلاّ أنه أشار إلى أنها ستكون من القوة بحيث تقنع القيادة الفلسطينية بأن عليها أن تغير من طريقة تعاملها مع الأحداث. وأعرب ديان عن مخاوفه من قيام حركة حماس بتنفيذ عمليات عسكرية داخل العمق الإسرائيلي وضد الجنود والمستوطنين اليهود في الضفة الغربية وقطاع غزة.