العسكريون الإسرائيليون والفلسطينيون يبحثون في وقف النار لكن التوتر ما زال سائدا

مظاهرات شعبية بمبادرة «فتح» تدعو لمواصلة انتفاضة الأقصى

TT

رام الله: «الشرق الأوسط» تواصلت المواجهات في الاراضي الفلسطينية بين المواطنين المنتفضين وبين جنود الاحتلال الاسرائيلي، امس بنسبة ملحوظة، رغم الاوامر الصادرة عن رئيس الاركان الاسرائيلي، شاؤول موفاز، بمحاولة الامتناع عن اطلاق الرصاص الى الحد الاقصى، والبيان الصادر عن السلطة الوطنية الفلسطينية الذي دعا المواطنين الى الامتناع عن الاحتكاك بجنود الاحتلال، حتى يتاح انسحابهم. ومع ذلك، فان مواجهات اندلعت في العديد من الاماكن.

وكانت الادارة الاميركية قد اجرت اتصالات مع القيادتين السياسيتين في كل من اسرائيل وفلسطين الليلة قبل الماضية، داعية لوقف اطلاق النار تماما، خصوصا بعد الاشتباكات النارية في مستعمرة جيلو المقامة على اراضي القدس قرب بيت جالا. وبموازاتها، قام مسؤولو المخابرات الاميركية باتصالات حثيثة مع القيادتين العسكريتين.

وظهر امس عقد اجتماعان بين القيادتين العسكريتين، احدهما في غزة باشتراك الجنرال يوم ـ طوف سامية قائد اللواء الجنوبي للجيش الاسرائيلي، مع نظيره الفلسطيني، عبد الرزاق المجايدة، والثاني في رام الله، باشتراك الجنرال اسحق ايتان قائد لواء المركز مع نظيره الفلسطيني العميد الحاج اسماعيل جبر. ووضعت في هذين الاجتماعين آلية مشتركة للسيطرة على الاوضاع في حالة نشوب توتر.

واعتبر هذان الاجتماعان موعد ابتداء التطبيق المباشر لاتفاق شرم الشيخ. وتكون المرحلة الاولى فيه هي وقف اطلاق النار تماما واعادة فتح مطار غزة الدولي. فاذا توقفت المواجهات ينتقلون الى المرحلة الثانية، وهي سحب الدبابات الاسرائيلية من مداخل المدن والمستعمرات. واذا استمر الهدوء، يبدأ رفع الحصار وتفتح جميع المعابر وتزال الحواجز.

وقال الجنرال ايتان، في ختام الاجتماع انه قرر بدء التخفيف من الحصار على مدينة رام الله، وذلك كبادرة حسن نية.

يذكر ان اسرائيل كانت قد تقدمت بشكوى الى الادارة الاميركية بخصوص امتناع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن اصدار نداء علني بوقف المظاهرات والمواجهات. واثر ذلك، اصدرت وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» بيانا الى الرأي العام، اعلنت فيه ان مصدرا فلسطينيا رفيع المستوى، يؤكد انه في اعقاب صدور اوامر للجيش الاسرائيلي المحتل بالتوقف عن اطلاق الرصاص على المتظاهرين يعلن عن اجراءات لمنع الاحتكاكات والمواجهات مع جنود الاحتلال.

وتقبلت اسرائيل هذا البيان مع بعض التحفظ، اذ انه لم يصدر عن الرئيس عرفات شخصيا. لكن المعارضة الاسرائيلية اعتبرته برهانا على عدم جدية عرفات في وقف اطلاق النار.

في المقابل نظمت شبيبة «فتح» مسيرات جماهيرية وحدوية (من كل الفصائل الوطنية والاسلامية) تدعو فيها الى استمرار الانتفاضة وترفع الشعارات المنددة بالحصار. وقال وزير المالية الفلسطيني، محمد زهدي النشاشيبي، امس ان الخسائر الفلسطينية خلال الانتفاضة بلغت 380 مليون دولار فقط في مجال العمالة، اذ ان تعطيل العمال الذين يسافرون لاسرائيل يكلف يوميا 19 مليون دولار، تضاف اليها خسائر مشابهة في التجارة والزراعة والاقتصاد.

وهناك خسائر لا تقدر بثمن، كما هو معروف مثل سقوط الشهداء والجرحى والانقطاع عن التعليم وعن ممارسة الحياة الطبيعية.