الجرحى الفلسطينيون يتطلعون للشفاء من أجل العودة ثانية إلى المواجهات

TT

غزة ـ أ.ف.ب: تكتظ الغرفة الصغيرة في مستشفى غزة بالزوار ويقف الاب والام وابناء العم بقرب سرير «البطل»، سعيد، البالغ من العمر سبعة عشر ربيعا الذي اصيب برصاصة اسرائيلية في فخذه اثناء المواجهات الاخيرة.

ولا يخفي الموجودون اعجابهم بهذا الفتى المناضل في «الجهاد» ضد اسرائيل الذي علقت فوق سريره بطاقة تشيد بما قام به، وامتلأت غرفته التي تضم خمسة جرحى آخرين بباقات الزهور وعلب الحلوى.

ويقول والد سعيد «من الطبيعي ان نكافح من اجل استعادة حقوقنا ويجب ان نقدم التضحيات، انه الثمن». ويؤكد والد سعيد الذي له سبعة ابناء آخرين انه «ليس خائفا على ابنه»، مضيفا انه «تطوع ولم يطلب مني اذنا لذلك».

وقالت الوالدة، التي لفت رأسها بحجاب اسود بينما غفا طفل على ركبتيها، «كلنا مع نضاله ولكنني تألمت كثيرا عندما رأيته مصابا»، وبدت لهجتها اقل حماسا من لهجة الاب.

ولا يخفي سعيد اعتزازه بما يقوله والداه. ويحني رأسه نحو صدره في محاولة لرؤية القلادة المعدنية التي حفر عليها رسم الجامع الاقصى في القدس تتدلى من عنقه تقديرا لمشاركته في الانتفاضة. ويحمل الجرحى الخمسة الآخرون في الغرفة القلادة نفسها.

ويقول سعيد انه ومنذ بدء المواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين في 28 سبتمبر (ايلول) الماضي كان يستقل الحافلة او يتوجه احيانا سيرا على الاقدام من منزله في مخيم جباليا مع جيران آخرين للتظاهر ضد الاحتلال الاسرائيلي ورشق جنوده بالحجارة.

وعن اصابة سعيد، اكد الجراح فايز حناوي الذي اجرى له العملية انه مصاب «بكسر في عظم الفخذ ناجم عن اصابته برصاصة حية»، مضيفا انه «بحاجة الى ستة اشهر لكي يتعافى».

وعندما سئل سعيد عما اذا كان سيعود بعد شفائه الى المشاركة في المواجهات مع القوات الاسرائيلية وتعريض حياته للخطر، اجاب مؤكدا «نعم سأعود وآمل في ان اصبح شهيدا».

وقبل ان تؤخذ له صورة قام والده بتغطيته بالعلم الفلسطيني في حين رفع سعيد يده باشارة النصر. وطلب بقية الجرحى اخذ صور لهم ايضا.

وتقول احدى الامهات باعلى صوتها «ابني علي هو الذي نزع العلم الاسرائيلي في (مستوطنة) نتساريم» جنوب قطاع غزة واستشهد فيها العديد من الفلسطينيين. وفي هذا المكان سقط الطفل محمد الدرة برصاص الاسرائيليين بين ذراعي والده الاعزل.

ويعرض علي الذي يبدو في الثانية عشرة من العمر مع انه يبلغ السابعة عشرة، ذراعه المصابة رافضا الكلام، بينما تقول والدته «لقد دمروا منازلنا». وتضيف مؤكدة «عندي عشرة ابناء وسأرسلهم جميعا للقتال».