موسى يأسف لموقف القذافي ويؤكد أن ما قرأه مسودة أولية

TT

في أول رد فعل رسمي على كشف الزعيم الليبي معمر القذافي لمشروع للبيان الختامي للقمة العربية المزمع عقدها بعد غد السبت في القاهرة، اعتبر وزير الخارجية المصري عمرو موسى أن ما حدث أمر خارج عن المألوف، مشيرا الى أن ما قرأه الزعيم الليبي كان مجرد مسودة أولية لمشروع البيان الختامي.

وأعرب موسى عن أسفه لاذاعة مشروع البيان وقال انه طبقا للتقاليد الدبلوماسية والعلاقات الراقية بين الدول يتم إعداد مسودة مسبقة للاجتماعات وترسل للدول لتعبر عن موقفها بالتعديل أو الحذف، مشيرا الى أن بعض الدول قد أرسلت وجهات نظرها بالنسبة للموضوعات المطروحة وجدول الأعمال.

وحول ما قاله القذافي عن ان مصر هي التي أعدت البيان الختامي قال موسى انه من المتعارف عليه أن تقوم الدولة المضيفة بالدور الرئيسي في اعداد المسودة الأولى للاجتماعات، مشيرا الى أن هذه المسودة بالذات كانت محلا للتشاور مع وزراء الخارجية العرب وشارك فيها وزير الوحدة الأفريقية الليبي علي التريكي اضافة الى مناقشتها مع العقيد القذافي في دمشق أيضا.

وأكد موسى أن بلاده «اتبعت كل التقاليد المرعية والمتعارف عليها، حيث أرسلت المسودة الأولى للبيان الختامي الى كل الدول العربية المشاركة في القمة لترى ما تقترحه وتضيف ما تشاء ثم تجتمع لجنة الصياغة لتضع مشروع البيان الختامي في صورته النهائية، ثم يعرض على وزراء الخارجية حيث يتم صياغته في توصية نهائية ترفع للقمة العربية».

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبد المجيد أن جدول أعمال القمة العربية يتضمن بندين، الأول يتعلق بدورية انعقاد القمة وآليات الانعقاد، والبند الثاني يبحث مستقبل مسيرة السلام وانتفاضة الأقصى، وبعد ذلك يمكن بحث ما يستجد من اعمال.

وقال الأمين العام ردا على بيان القمة الذي اذاعه الزعيم الليبي معمر القذافي ان توصيات القمة لم تصدر بعد وأن القرارات النهائية سوف تعلن بعد مباحثات بين القادة والملوك العرب.

وحول ما اذا كان هناك ثلاثة اتجاهات عربية في القمة الأول مع الحرب والثاني مع المقاطعة والثالث مع تخفيض المستوى الدبلوماسي، قال من الصعب اعتماد هذا التصنيف في الظرف الحالي لأن القادة العرب سوف يجلسون معا لتدارك الموقف وتحديد الاجراءات لمواجهة الظروف التي تمر بها المنطقة العربية.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان الامناء المساعدين لجامعة الدول العربية عقدوا اجتماعات مطولة على مدار اليومين الماضيين لاصدار ما يسمى «بوثيقة انتفاضة الأقصى» وتسجيل كل ما حدث في الأراضي الفلسطينية داخل هذه الوثيقة وسوف يتم توزيعها على رؤساء الوفود في القمة العربية التي تبدأ أعمالها يوم السبت المقبل.

ورغم تأكيدات موسى وعبد المجيد ان ما قرأه القذافي لم يكن أكثر من مسودة أولية فإن حالة من الاستياء عمت الشارع المصري من مشروع البيان الختامي للقمة العربية، وجاء هذا الغضب في المظاهرات التي شهدتها الجامعات المصرية أمس ونادى فيها المتظاهرون بالغاء القمة التي وصفوها بأنها مسرحية عبثية تستهدف تقويض انتفاضة الأقصى.

وكان الزعيم الليبي قد كشف عن مشروع البيان الختامي لقناة الجزيرة الفضائية أول من أمس. وتضمن مشروع البيان ادانة اسرائيل والأعمال الوحشية التي ارتكبتها في الأراضي الفلسطينية والتأكيد على خيار السلام في ضوء قرارات الأمن ذات الصلة، والدعوة لمحاكمة الاسرائيليين الذين ارتكبوا المجازر ووقف كل علاقات التطبيع مع اسرائيل التي بدأت بعد مؤتمر مدريد للسلام في عام 1991.

من جهة أخرى أكد السفير جمعة الفزاني أمين مكتب متابعة العلاقات الليبية في القاهرة ان العقيد القذافي لم يكن ضد انعقاد القمة الاستثنائية خاصة في مصر الشقيقة وبرئاسة الرئيس حسني مبارك ولكنه ضد صدور قرارات ضعيفة تصدر عن القمة ولا ترقى الى مستوى غضب الجماهير العربية وتحركات الشارع العربي ولا تستجيب لطموحات الشعب العربي.