سولانا: عرفات شريك رئيسي وكامل وأوروبا سترفض حكومة إسرائيلية مناهضة للسلام

مصادر بروكسل: تقرير لجنة تقصي الحقائق سيصدر قبل 20 مارس

TT

قال خافيير سولانا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامنية الاوروبية ان الاتحاد الاوروبي سيرفض التعامل مع حكومة اسرائيلية مناهضة للسلام وذلك في اشارة الى احتمال تشكيل ايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي حكومة ائتلاف بمواقفه المناهضة للسلام.

كما نفى سولانا في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل فور عودته من شرم الشيخ، التصريحات الاسرائيلية القائلة بان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لم يعد شريكا للسلام في المنطقة. وشدد سولانا في محاولته لدحض تلك التصريحات قائلا: «ان الرئيس عرفات هو الشريك الرئيسي والكامل لعملية السلام في الشرق الأوسط وان مؤتمر شرم الشيخ بدون الرئيس عرفات لا معنى له والاسرائيليون يقرون ذلك».

واكد خافيير سولانا ان الاتحاد الاوروبي بالتعاون مع الامين العام للامم المتحدة قام بدور حاسم في التوصل الى الاتفاق المعلن في ثلاث نقاط في قمة شرم الشيخ. ورفض سولانا في بروكسل تحديد المسؤول عن العنف والانفجار الذي تعرفه الاراضي الفلسطينية قائلا ان «اوروبا تنظر الى المستقبل وتريد ان تقوم بدور محايد ومتوازن بين الطرفين وتمتنع عن تحديد المسؤول عن الاحداث الراهنة وذلك بغية حمل الطرفين على ايقاف العنف كل واحد من جانبه والعودة الى طاولة المفاوضات».

واعتبر سولانا في رده على سؤال «الشرق الأوسط» في بروكسل ان «الحكم على نتائج مؤتمر شرم الشيخ سيقررها الوضع على الارض في الايام القادمة». ودعا عرفات وايهود باراك الى اعطاء الاوامر الصارمة الى اتباعهما بايقاف ما اسماه بالعنف، موضحا ان هناك فريقين واحداً اسرائيلياً وآخر فلسطينياً لا يرغبان في عودة الامور الى ما كانت عليه قبل 28 سبتمبر (ايلول) الماضي.

واكد الوفد الاوروبي المرافق لخافيير سولانا في اجتماعات قمة شرم الشيخ «ان الاتحاد الاوروبي بالتعاون مع كوفي انان هو الذي توصل الى صياغة مقبولة لتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية لتحديد المتسبب في الوضع الراهن، وان الافكار الاوروبية التي قدمها سولانا هي التي انقذت مؤتمر شرم الشيخ من الانهيار». وشرح المصدر لـ«الشرق الأوسط» خفايا الآلية لتشكيل اللجنة الدولية وقال: «سيكون فقط من حق الرئيس الاميركي بيل كلينتون وانان تعيين اعضاء لجنة التحقيق بعد الموافقة المسبقة للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على كل اسم مقترح في تلك اللجنة التي يجب ان ترفع تقريرها بشكل سري الى كل من كلينتون وانان، وحدهما، وان يكون للرجلين فقط حق ادخال تعديلات على صياغة التقرير بما يريان مناسبا وذلك قبل 20 مارس (اذار) القادم».

وأوضح المصدر الاوروبي لـ«الشرق الأوسط»: ان الحق المعطى لبيل كلينتون وكوفي انان في تعديل صياغة التقرير وحذف الاجزاء التي لا يرغبان فيها هو اسلوب يهدف الى عدم اغضاب اسرائيل وتكرار نفس التجربة مع الامين العام السابق للامم المتحدة بطرس بطرس غالي الذي كشف للاعلام عن كامل صياغة التقرير المتعلق بمذبحة قانا التي نفذها شيمعون بيريس.

من جانب آخر اعترف سولانا ان أهم نقطة في جولته الشرق أوسطية قبل قمة شرم الشيخ كانت للتوسط في قضية أسر حزب الله لثلاثة جنود اسرائيليين في مزارع شبعا اللبنانية. واكد سولانا انه قد تباحث في ذلك الشأن مع السوريين والايرانيين وان غايته الاساسية في تلك المرحلة التعرف على ما اذا كان الجنود الاسرائيليون ما زالوا على قيد الحياة. واكد سولانا لـ«الشرق الأوسط»: ان الوساطة الاوروبية بشأن الجنود الاسرائيليين تقتضي ما اذا كان هؤلاء احياء. وافاد في المؤتمر الصحافي في بروكسل انه لا السوريون ولا الايرانيون قد اعطوا ذلك التأكيد بأنهم احياء وانه سيواصل جهده في ذلك الاتجاه حتى ينتقل الى المرحلة الثانية من وساطته.

من جانب آخر لم ينف سولانا ولم يؤكد لـ«الشرق الأوسط» في بروكسل وجود اتفاق امني بين الفلسطينيين والاسرائيليين قائلا «انه سري ويعني بالضرورة اننا لا علم لنا به».