الأمير سلطان يبحث مع كبار المسؤولين في كوريا الجنوبية تطوير التعاون العسكري الصناعي

الرياض تعين ملحقا عسكريا لها في سيول الشهر المقبل

TT

شهدت عاصمة كوريا الجنوبية، سيول، امس المباحثات السعودية ـ الكورية المشتركة، التي ترأس الجانب السعودي فيها الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، فيما ترأس الجانب الكوري وزير الدفاع الوطني تشو سونغ تاي.

وفي بداية المباحثات تحدث وزير الدفاع الوطني الكوري عن سعادته وترحيبه بزيارة النائب الثاني، واستعرض تاريخ التعاون بين البلدين في جميع المجالات، وأكد التنسيق والتعاون المستمرين بين الدولتين بما يخدم السلام في منطقة الشرق الاوسط وتمنى ان تسهم زيارة الامير سلطان في دعم وتطوير علاقات التعاون بين السعودية وكوريا الجنوبية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

من جانبه القى النائب الثاني السعودي كلمة اكد فيها ان محادثاته مع الرئيس الكوري الجنوبي، ورئيس الوزراء، ووزير الدفاع الوطني الكوري الجنوبي تدعم سبل التعاون المثمر بين الدولتين، امتدادا لما سبق من تعاون في الشؤون الاقتصادية والسياسية والثقافية والعسكرية، واشار الى وجود بوادر تعاون صناعي عسكري بين السعودية وكوريا الجنوبية.

واوضح الأمير سلطان ان السعودية سوف تعين ملحقا عسكريا سعوديا في سيول الشهر المقبل.

وسجل الامير في قصر وزارة الدفاع الكورية الذي شهد مباحثات الجانبين كلمة في سجل الزيارات اعرب فيها عن سعادته بلقاء المسؤولين الكوريين وتطور اوجه التعاون المثمر بين الدولتين.

واستقبل رئيس الوزراء الكوري الجنوبي لي هان تونغ أمس الامير سلطان، والوفد الرسمي المرافق، ورحب تونغ خلال اللقاء بالامير سلطان، وابرز أهمية زيارته ودورها في تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات الفنية والاقتصادية والسياسية. واكد رئيس الوزراء الكوري الجنوبي متانة العلاقة بين السعودية وبلاده، واعرب عن امله في استمرار التواصل والزيارات بين البلدين، لما فيه خير الشعبين. من جهته عبر الامير سلطان عن شكره وتقديره للرئيس الكوري الجنوبي ولرئيس وزرائه على ما وجده منهما من ترحيب وحسن استقبال وادراك لمصالح البلدين وحرص على تعزيز التعاون. وحضر اللقاء الوفد الرسمي المرافق للامير سلطان.

وأقام رئيس الوزراء الكوري الجنوبي حفل غداء تكريماً للامير سلطان والوفد المرافق في منزله في سيول، وتبودلت خلال الحفل الكلمات، حيث القى رئيس الوزراء كلمة رحب فيها بالأمير سلطان والوفد الرسمي، واشار في كلمته الى عمق العلاقات بين السعودية وكوريا الجنوبية منذ اقامتها منذ 38 عاما، وابرز اسهام البلدين في تثبيت ونشر دعائم السلام في العالم، واعرب عن أمله في تطور آفاق هذا التعاون بين البلدين في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والامنية. وقال لي هان تونغ «لقد انتهى عهد الخلافات والمواجهات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية الذي استمر لمدة 55 سنة وأطل عهد جديد يسوده التصالح والتعاون»، وعبّر عن خالص تقدير وشكر الحكومة الكورية لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز لما قدمته من تأييد متواصل للجهود الرامية لحل قضية شبه الجزيرة الكورية، وقال في هذا الصدد «نقدر ونشيد بالدور الكبير الذي تقوم به السعودية ضمن بقية الدول العربية من اجل اقرار سلام دائم في منطقة الشرق الاوسط»، واضاف «ان حكومة كوريا الجنوبية تتمنى ان يتم إنهاء حوادث العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين في اسرع وقت ممكن مع تبني سياسة ضبط النفس وبالدور الذي يمكن ان تقوم به دول الحوار»، واثنى على الجهود السعودية وسعيها الدائم منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز لنشر السلام، مرجعا السبب في ذلك الى حسن إدارة القيادة السعودية على مر التاريخ، وتمنى ان تزداد السعودية ازدهارا وان تتعمق علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في المستقبل.

من جانبه القى الامير سلطان كلمة جاء فيها: «اننا في السعودية ننظر بارتياح الى الجهود الكبيرة التي تبذلها كوريا الجنوبية بقيادة الرئيس والتي تتمثل في تبني سياسة المصالح والانفتاح ومد جسور الثقة، مما اسهم في ارساء اسس احلال سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية واستحق معها فخامته جائزة نوبل للسلام».

وأضاف النائب الثاني ان «حكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز تولي اهتماما خاصا بتنمية العلاقات وتوطيد التعاون مع بلدكم الصديق في مختلف المجالات. ولقد كان للزيارة التاريخية التي قام بها الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد الى بلادكم اثر كبير في مسيرة العلاقات بين بلدينا الصديقين، ولقد سررنا بالاهتمام المماثل والحرص الكبير الذي لمسناه لدى الرئيس خلال لقائنا به يوم امس ولدولتكم هذا اليوم. واود ان اغتنم هذه المناسبة للاشادة بما توصلنا اليه من توافق في الآراء مع الرئيس ومعكم ايضا حول القضايا والمواضيع التي تم التطرق اليها على المستويين الدولي والثنائي، بما في ذلك الاتفاق على توسيع دائرة التعاون وبما يحقق المصالح المتبادلة للشعبين». وكانت قد أقيمت للامير سلطان امس مراسم حفل الاستقبال الرسمي في قصر ذكرى الحرب الكورية وكان في استقباله لدى وصوله إلى مقر الحفل وزير الدفاع الوطني الكوري. الجنوبي تشو سونغ تاي، ونائبه مون إل سوب، حيث عُزف السلامان الوطنيان للسعودية وكوريا الجنوبية، ثم استعرض الأمير سلطان ونظيره الكوري حرس الشرف، بعد ذلك صافح الأمير مستقبليه من كبار ضباط وموظفي وزارة الدفاع الكورية. وقبل مغادرته التقطت الصور التذكارية.

وضمن برنامج زيارته إلى كوريا الجنوبية التقى الأمير سلطان أمس مع السفراء العرب الذين رحبوا بالزيارة وتحدث إليهم عن التعاون مع كوريا الجنوبية، مشيرا إلى أن الكوريين الجنوبيين اتخذوا مواقف مساندة للعرب في ما يخص القضية الفلسطينية.

وأبلغ الأمير سلطان السفراء العرب بأن السعودية وكوريا الجنوبية ستمضيان في طريق تعاون صناعي عسكري، وأن السعودية ستعين ملحقا عسكريا لها في سيول.