الحكومة السودانية تعلن وقفا مؤقتا لإطلاق النار في الجنوب

TT

أعلنت الحكومة السودانية رسميا عبر بيان اصدرته وزارة الخارجية امس عن وقف مؤقت لاطلاق النار في مناطق العمليات في الفترة من 16 الى 27 اكتوبر (تشرين الاول) الجاري بغرض تسهيل عمليات التطعيم ضد شلل الاطفال التي تقوم بها حكومة السودان بالتعاون مع اليونيسيف.

واكدت الحكومة «التزام القوات المسلحة بهذا القرار في كافة مناطق العمليات»، معربة عن املها في ان «يلتزم الطرف الآخر (الحركة الشعبية) ويقابل هذا الوقف بذات النوايا الانسانية حيث ان الحركة درجت في الماضي على خرق وقف اطلاق النار المتفق عليه».

واشارت الحكومة الى انها ستلتزم بهذا الموقف «ما لم يحاول الطرف الآخر استغلاله لأغراض عسكرية».

وكانت الحكومة قد اعلنت في سبتمبر (ايلول) الماضي في بداية المفاوضات عبر منبر الايقاد بين الحكومة والحركة عن وقف لاطلاق النار استمر لمدة اسبوعين. وكان مدير اليونيسيف في الخرطوم قد اعلن في مؤتمر صحافي اول من امس ان الحركة وافقت على وقف اطلاق النار في مناطق العمليات لذات الغرض.

الى ذلك دافع محمد الأمين خليفة عضو مجلس قيادة ثورة الانقاذ السودانية سابقا عن موقفه في المفاوضات التي جرت مع الحركة الشعبية في عام 1994 بنيروبي. وكان رئيس الجمهورية عمر البشير قد قال في لقاء له باحدى القبائل السودانية من غرب السودان يوم الاحد الماضي «ان الذين يروجون لفصل الدين عن الدولة واهمون. اول من فكر في هذا الامر واول وفد للمفاوضات مع حركمة التمرد كان برئاسة د. علي الحاج (نائب الترابي) ومحمد الامين خليفة حيث وقعا مبدئياً على خيارين اولهما ان يكون السودان موحدا على اساس علماني، والثاني هو اعطاء الجنوب حق الانفصال، الا اننا رفضنا هذين الخيارين واستبدلنا رئاسة الوفد واسندناها الى الدكتور غازي صلاح الدين (وزير الثقافة والاعلام) والدكتور نافع علي نافع (عضو المؤتمر الوطني) ومن اول جلسة لم تستمر اكثر من نصف ساعة رفض الوفد هذه الخيارات».

وقال محمد الامين خليفة في رسالة موجهة للبشير تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منها ان ذلك الوفد «لم يكن برئاسة د. علي الحاج ومحمد الامين خليفة وليست هناك ازدواجية في قيادة الوفد بل كنت انا رئيس الوفد بتكليف منكم والذي ضم في عضويته د. علي الحاج والسيدة اقنس لوكودو ود. نافع علي نافع وانجلو بيدا (وآخرين) ولم اوقع اطلاقا على اي ورقة تتضمن علمانية الدولة او الانفصال ولم يوقع اي عضو في الوفد تحت امرتي على ورقة تشمل تلك الخيارات المذكورة ونرجو ان تبرز تلك الورقة ليعلم الناس جميعا ان خناهم بالغيب او كنا كاذبين».

وتساءل خليفة: ان كنا وقعنا على اتفاقية فهل نقضناها وان لم ننقضها فلماذا يجري التفاوض الى يومنا هذا على ذات المبادئ بغية الوصول الى اتفاقية كما اننا لم نسمع منكم تعنيفاً كما جاء في احدى الصحف ونحن لم نتخذ خطوة الا بعد ان نشهدكم عليها.

واضافت الرسالة «ان وفد السودان قدم ورقة موقف في تلك المفاوضات من عشر نقاط بين فيها رؤيته للحل كما قدمت الحركة ورقة واحدة هي اعلان المبادئ وهي ورقة تفاوضية غير ملزمة ولم يوقع عليها احد من الطرفين». واكدت الرسالة ان التفاوض يجري الآن على تلك الورقة ولم يتوصل الطرفان الى اتفاقية من خلالها بل تم تجاوزها عمليا من خلال تفعيل السلام من الداخل الذي اثمر اتفاقية الخرطوم للسلام عام 97 واصبحت ملكا للسودان.