تبدأ اليوم في العاصمة المصرية القاهرة اجتماعات وزراء الخارجية العرب التي تستمر يومين لاعداد الجدول النهائي لأعمال القمة العربية المقرر عقدها بعد غد السبت حيث بدأ وصول الوزراء المشاركين في الاجتماعات منذ يوم أمس. وبدا واضحا من اللقاءات الخاصة والتصريحات الصحافية للوزراء العرب ان نتائج شرم الشيخ التي اختتمت اول من أمس قد سيطرت على تلك الاجتماعات.
وحسب المصادر فان وزير الخارجية المصري عمرو موسى سيلقي اليوم بيانا شاملا عن القمة يتضمن الاسباب التي دفعت مصر للدعوة الى عقدها والقضايا التي طرحت والمشاورات التي استمرت 30 ساعة وانتهت باعلان شرم الشيخ.
اكد موسى ان القصف الصاروخي الاسرائيلي للمخيم الفلسطيني في رفح امس يعد انتهاكا اسرائيليا لمقررات قمة شرم الشيخ نافيا ان تكون نتائج قمة شرم الشيخ والبيان الصادر عنها يشكلان حَجْرا على حق الفلسطينيين في مواصلة الانتفاضة ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وقال ان قمة شرم الشيخ ركزت على وقف تدهور موقف معين ترى خطورة بالغة في استمراره واستمرار توسع الوجود العسكري الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية وكذلك المنافذ حول فلسطين وداخل الاراضي الفلسطينية بين كل قرية ومدينة وهو ما يجب ان ينتهي.
واضاف موسى انه اذا تم تنفيذ ذلك فسيكون شيئا مفيدا موضحا ان ذلك لا يعيد الامور الى اصلها لان اصل الامور هو أن يقوم السلام وهذا السلام لا يقوم الا بعملية سلام تنتهي بتسوية عادلة.
واكد موسى ان رفع الحصار المفروض يجب ان يتم اليوم وسنرى ما سيحدث خلال الثماني والاربعين ساعة القادمة مشيرا في هذا الصدد الى القمة العربية التي ستعقد يوم السبت.
وحول تشكيك البعض في جدوى عقد قمة عربية بعد قمة شرم الشيخ وان قمة شرم الشيخ اجهضت القمة العربية قال موسى ان الرئيس المصري حسني مبارك سيقدم تقريرا كاملا حول نتائج قمة شرم الشيخ والاتصالات التي اجراها وما اتخذ من اجراءات وكذلك الاجراءات التي تم اتخاذها وما تم تنفيذه أو لم يتم تنفيذه حتى موعد القمة العربية.
ونفى موسى وجود بعض الخلافات بين وزراء الخارجية العرب حول جدول اعمال القمة العربية وقال حتى لو وجدت خلافات فإن ذلك يعد امرا طبيعيا ويقوم وزراء الخارجية بمناقشة ذلك خلال اجتماعاتهم.
واكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبد المجيد ان قمة شرم الشيخ استهدفت وقف المذابح التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. وقال الدكتور عبد المجيد ان مشاركة الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي في اعمال القمة منحها طابعا جديدا وشكلا جديدا يختلف عما سبق، مشيرا الى ان المناقشات التي دارت حول وقف العنف والتي اعلنها الرئيس الاميركي بيل كلينتون ستعرض على القمة العربية التي ستجتمع في الحادي والعشرين من الشهر الجاري في القاهرة.
واضاف ان القمة تمخضت ايضا عن الموافقة على لجنة تقصي حقائق واعادة الحالة الى ما كانت عليه قبل الثامن والعشرين من سبتمبر (ايلول) اي قبل زيارة شارون «السيئة» بمباركة من باراك الى المسجد الاقصى، فضلا عن محاولة وضع حد للحالة التي عانى منها الفلسطينيون. واشار الى ان هذه القمة شارك فيها اصحاب الشأن الاخوة الفلسطينيون والاردن وانها كانت مبادرة من الرئيس مبارك الذي أراد ان يضع حدا لهذا الوضع المتوتر في فلسطين وان يضع حدا للممارسات الاسرائيلية التي ندينها بكل شدة، موضحا انه كان لابد من وضع حد لهذا القمع الاسرائيلي الوحشي ضد الشعب الفلسطيني.
وقال الدكتور عبد المجيد ان البيانات التي خرجت على لسان كلينتون ستعرض على القمة العربية وعلى وزراء الخارجية العرب. واكد الدكتور عبد المجيد ان الدعوة للقمة العربية وجهت الى جميع الدول العربية من قبل الرئيس مبارك وان بعض الردود قد وصلت والبعض لم يصل بعد مشيرا الى انه اذا كان بعض الدول ترفض الحضور فهذا حقها وان كل دولة لها سيادتها ولها قرارها غير انه اوضح ان غالبية الدول العربية لبت الدعوة التي وجهها الرئيس مبارك.
واعرب عن امله في أن تخرج القمة بقرارات عملية ملموسة تواكب هذه التطورات التي تشهدها الساحة الفلسطينية.
واشار الى ان القمة ستناقش الاوضاع في فلسطين فضلا عن ذلك البند الخاص بدورية انعقاد القمة سنويا وقال ان أي بند اخر يضاف الى جدول الاعمال سيناقش في اجتماع وزراء الخارجية الذي سيعقد اليوم.
وأكد سليمان ماجد الشاهين وزير الدولة للشؤون الخارجية بالكويت أن الاسهام الدولي الذي تمثل في نتائج قمة شرم الشيخ سيكون له مردود ايجابي على مسار مداولات القمة العربية مشيرا الى ان الكويت سوف تشارك بقلب مفتوح في التصميم مع جميع القادة العرب على الثوابت العربية القائمة على اساس ان السلام خيار استراتيجي ويجب ان يكون شاملا وعادلا.
واعرب الوزير الكويتي عن اعتقاده بأن موضوع القدس في بعده السياسي كعاصمة الدولة الفلسطينية والتي تتمثل في بعدها الروحي للمسلمين والمسيحيين سيكون اهم الموضوعات المطروحة على جدول الاعمال في القمة.
وردا على سؤال بشأن موقف دولة الكويت من مشاركة العراق في القمة العربية قال الوزير الكويتي ان العراق عضو في جامعة الدول العربية وقد وجهت الدعوة الى جميع اعضاء الجامعة. وقال ان الكويت لم يكن لها في أي وقت من الاوقات وجهة نظر حول حضور دولة أو غيابها عن المؤتمرات العربية لان هذا قرار سيادي، مشيرا الى ان الكويت سوف تتعامل مع الوجود العراقي مثل وجود أي دولة عربية مثلما تعاملت في كل مراحل ما بعد الغزو والعدوان مع اشقائها في العراق.
وعن المطلوب من القمة العربية لمواجهة التطورات الحالية في المنطقة العربية قال ان بلاده مع منظومة الدول العربية ولها رؤية خاصة في ما يتعلق بهذا الاجتماع الذي فرضته الظروف بسبب التعنت الاسرائيلي، وقال رغم ان القمة العربية طارئة ومخصصة للقضية الفلسطينية الا ان هناك قضايا لا يمكن تجاهلها خاصة في ما يتعلق بالتعاون الاقتصادي وهناك ايضا موضوع دورية القمة وهذا امر متفق عليه بين القادة العرب.