مصر تتساوى مع المغرب في عدد استضافات القمة وعزت الدوري يمثل بغداد في أول حضور منذ عام 1990

TT

يستهل العرب القرن الحادي والعشرين بقمة عربية طارئة هي الرابعة والعشرون في سباق القمم العربية والأولى في افتتاحية هذا القرن وسط تحديات تحت ضغط كبير من الرأي العام العربي لمراجعة وتقييم ما تم انجازه على صعيد التسوية السلمية للقضية الفلسطينية في ضوء أحداث العنف الدامية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبينما يطالب بعض القادة العرب بأن تسفر هذه القمة عن اتخاذ قرارات تاريخية تعكس حالة الغضب والاستياء العارمة التي اجتاحت الشارع العربي طيلة الأسبوعين الماضيين، احتجاجاً على استفزازات حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك فإن البعض يتقدمهم الرئيس المصري حسني مبارك يدعو لأن تتبنى القمة العربية المرتقبة «قرارات واقعية» تتعاطى مع الظروف الراهنة التي تمر بها عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط والتوازنات الدولية والاقليمية.

وما بين «التاريخية» و«الواقعية» ستعقد القمة العربية الطارئة التي يعول عليها البعض كثيراً في أن تمثل علامة فارقة في تاريخ النظام الاقليمي العربي، كونها ستؤسس لدور القمة العربية في تفعيل العمل العربي المشترك وتكرس وللمرة الأولى في تاريخ مؤسسة القمة العربية مبدأ انعقادها الدوري والمنتظم، وهو المطلب الذي طالما راود الجميع طيلة نصف القرن المنصرم.

القمة العربية الطارئة التي ستبدأ اجتماعاتها يومي السبت والأحد هي كذلك السابعة من نوعها التي تستضيفها مصر منذ تدشين القمة كأعلى مستوى للاجتماعات واللقاءات العربية عام 1946.

وبذلك تتساوى مصر مع المغرب التي استضافت القمة بدورها سبع مرات، منها ثلاثة في مدينة الدار البيضاء وقمتان في كل من الرباط وفاس.

واستضافت الجزائر والعراق القمة مرتين بينما عقدت اجتماعات القمة العربية مرة واحدة في كل من الأردن ولبنان والسعودية والسودان.

وتعد هذه القمة الثالثة على التوالي التي يتولى رئاستها الرئىس المصري حسني مبارك بعدما سبق أن استضاف وترأس القمتين الطارئتين عام 1990 و1996.

ولن يجد الرئيس الصومالي عبد القاسم صلاة فرصة أفضل من هذه القمة ،وهو لم يمض في منصبه سوى بضعة أسابيع لترويج مطلبه بتبني الدول العربية لمشروع مارشال، معرباً عن اعادة التعمير والتنمية في الصومال التي مزقتها الحرب الأهلية الطاحنة التي أتت خلال العشر سنوات الأخيرة.

ويغيب عن القمة الرئيس الموريتاني معاوية ولد طايع الذي تشهد علاقاته مع اسرائيل تنامياً ملحوظاً منذ عامين وسط معارضة شديدة من الشارع الموريتاني وبعض الدول العربية، خاصة سورية وليبيا.

وعوضاً عن غيابه، أوفد الرئيس الموريتاني رئيس وزرائه الشيخ العافية ولد محمد خونا لرئاسة وفد موريتانيا الرسمي إلى القمة الطارئة.

وتتضمن قائمة المعتذرين عن عدم حضور هذه القمة أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح الذي أوكل مهمة تمثيله إلى الشيخ صباح الأحمد النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية. ويغيب كذلك عن القمة سلطان عمان قابوس بن سعيد الذي سينوب عنه فهد بن محمود ال سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء. وفضل الزعيم الليبي معمر القذافي مقاطعة القمة وعدم المشاركة في أعمالها بعدما أبدى بشكل رسمي وعلني اعتراضه على توقيت انعقادها وقلل من أهميتها أو قدرتها على الخروج بقدرات تتماشى مع هتافات المتظاهرين في أكثر من عاصمة عربية، علماً أن القذافي لم يتوان عن التعاطي مع وسائل الاعلام المختلفة لتأكيد هذه المعاني التي استغربتها مصر الدولة المضيفة للقمة لكن من دون أن يؤثر ذلك بالسلب في مجمل العلاقات الليبية ـ المصرية، ولذلك اوعز الزعيم القذافي لعدد من سفرائه في الدول العربية بتصحيح الانطباعات التي أسفرت عنها مقابلته التلفزيونية المثيرة مع قناة «الجزيرة» الفضائية. وأكد هؤلاء ـ في الاطار نفسه ـ أن القذافي ليس ضد القمة العربية وانما ضد خروجها بقرارات هزيلة.

هذا التأكيد أو التصويب احتوى أزمة مكتومة كادت تندلع بين القاهرة وطرابلس خاصة أن القاهرة هي الداعية لانعقاد هذه القمة العربية الطارئة وأيضاً المستضيفة لها.

وعلى الرغم من أنه تم توجيه الدعوة شخصياً للرئيس العراقي صدام حسين للمشاركة في هذه القمة بعدما سبق اقصاؤه عن حضور مؤتمر القمة العربي الطارئ عام 1996 في القاهرة إلا أنه أوفد عزت ابراهيم الدوري عضو مجلس قيادة الثورة العراقي ليمثله في أعمال القمة الطارئة.

وارجعت مصادر عربية غياب الرئيس العراقي إلى صعوبات أمنية تحول دون امكان تأمينه شخصياً في حالة ما إذا غامر بالخروج من العراق. وبعد عشر سنوات من انعقاد القمة الاستثنائية عام 1990 في أعقاب الاجتياح العراقي للكويت يعود العراق لمقعده في القمة العربية لكن هذه المرة بعدما تعهد صراحة بعدم اثارة أية قضايا خلافية أو جانبية تشوش على الهدف الرئيسي للقمة المرتقبة، وهو تقديم الدعم للشعب الفلسطيني.

وعكس هذا الموقف التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف عقب اجتماعه اول من أمس مع نظيره المصري عمرو موسى والتي بدا أنها رد على تصريحات الرئيس مبارك دعا فيها العراق إلى عدم اطلاق مواقف أو تصريحات عنترية في اجتماعات القمة العربية الطارئة.