حملة انتقادات في بغداد للمجلس الوطني العراقي قد تهيئ لتغيير قيادته وإسنادها إلى عدي صدام حسين

TT

تدور الان في نطاق المجلس الوطني العراقي، مناقشات فاترة حول ما الذي ينبغي عمله لتفعيل نشاط المجلس الذي انتخبت دورته الحالية في مطلع ابريل (نيسان) الماضي، وتمتعت بعطلتها الصيفية حتى الشهر الماضي، بعد ان ادى الاعضاء اليمين، باستثناء عدي الابن الاكبر للرئيس العراقي صدام حسين، الذي لم يحضر اية جلسة للمجلس لحد الان.

واثار «تلفزيون الشباب» الذي يشرف عليه عدي ضجة، من خلال برنامج «بلا رقيب» الذي قدمه عضو في مجلس نقابة الصحافيين الذي يترأسه نجل الرئيس العراقي نفسه.

ووجه البرنامج اتهاما الى المجلس بانه يعمل من دون ان يدري ماذا يعمل، وان اعضاءه يجهلون حتى حقوقهم القانونية وواجباتهم، في حين قال رئيس لجنة الشؤون القانونية في المجلس ان من المفروض ادخال الاعضاء المنتخبين في دورة لتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم.

واوضح البرنامج التلفزيوني ان المجلس الوطني الذي يرأسه الدكتور سعدون حمادي يعمل كمتلق للتشريعات وليس كمشرع.

وعبر مكالمات هاتفية قال عراقيون انهم لا يعرفون الاشخاص الذين انتخبوهم، وان هؤلاء الاعضاء لا وجود لهم في المناطق التي يمثلونها، لانهم اساسا لا يعملون من اجل تقديم خدمات لغرض اعادة انتخابهم المضمون مسبقا في اشارة الى اختيار المرشحين وليس انتخابهم.

وكثرت الشكاوى في الاونة الاخيرة لدى «لجنة شكاوى المواطنين» في المجلس والتي ترفع الشكاوى الى ادارة المجلس التي تحيلها الى الوزارة المعنية، ثم الى الدائرة التابعة للوزارة، وهكذا، حتى يعود الجواب عبر نفس التسلسل، او لا يعود، دون ان تقوم لجنة الشكاوى بتقصي الحقائق، وتكتفي بتسجيل الشكوى وارسالها.

ودافع رئيس لجنة الشكاوى عن عمل لجان المجلس، وخاصة لجنته. وقال ان القانون يمنع اعضاء المجلس من مراجعة الدوائر الرسمية، خشية اقدامهم على استغلال نفوذهم.

وشكا رئيس اللجنة من عدم وجود جهاز كمبيوتر في المجلس لحفظ الشكاوى على الاقل، ومن انعدام خدمات التدفئة والتبريد، وقال «اذا كانت هذه هي حال المجلس الوطني، كيف هي حال المواطنين».

ويثار جدل الان في اروقة المجلس حول احتمال اجراء تغييرات في الهيئة القيادية، ربما يشملها كلها، وكان عدي صدام حسين قد امتدح هذه الهيئة في بداية انتخابها، وقال انها تضم عناصر شبابية ستكون فعالة في مجال التشريع.

وكان عدي قد صرح بان انتخابه لرئاسة المجلس او عدمه لا يعنيه في شيء، وانه يمتثل لقرارات القيادة في هذا الصدد.