قدومي لا يمانع من تولي قوات أميركية حماية الفلسطينيين في الأراضي المحتلة

توقع لـ«الشرق الأوسط» أن تجمد القمة العربية العلاقات مع إسرائيل

TT

توقع فاروق القدومي (أبو اللطف) رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن تتخذ القمة العربية المقرر عقدها غداً في القاهرة عدة قرارات مهمة وحاسمة لدعم صمود الشعب الفلسطيني ونصرة القضية الفلسطينية.

وقال قدومي في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان من بين هذه القرارات تجميد العلاقات مع إسرائيل وإغلاق مكاتب الاتصال وسحب المتدربين من إسرائيل، بالإضافة إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية من الدرجة الأولى والثالثة وتفعيل مكتب مقاطعة إسرائيل الموجود في دمشق.

وأضاف قدومي أن من أهم القرارات التي ستتخذها القمة العربية المقبلة مطالبة الأمم المتحدة بوضع قوات دولية في الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس والمعابر لمنع الصدامات والاعتداءات والجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المواطنين الفلسطينيين العزل وكذلك لتأمين الانسحاب الإسرائيلي بعد ذلك من الأراضي الفلسطينية خلال فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر.

ورداً على سؤال حول استحالة تحقيق مثل هذا الطلب نظراً لوجود الفيتو الأميركي أجاب قدومي أن الدول العربية يمكنها دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة للانعقاد في جلسة استثنائية تحت عنوان التضامن من أجل السلام لاتخاذ قرار ملزم بخصوص حماية الشعب الفلسطيني، مشيراً في هذا السياق إلى أن قرارات الجمعية العامة في مثل هذه الحالة تصبح ملزمة ولا يمكن استخدام حق النقض (الفيتو) كما هو الشأن في مجلس الأمن.

ولم يرفض قدومي أن تكون القوات التي ستتولى حماية الشعب الفلسطيني أميركية في ضوء إصرار إسرائيل على رفض تشكيل قوات دولية.

وتابع القدومي حديثه عن القمة العربية، فقال إن من بين القرارات المهمة الأخرى التي من المتوقع ان يتخذها الملوك والرؤساء العرب الاعتراف بالدولة الفلسطينية وبالسيادة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 والطلب من الأمم المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأوضح رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن القمة العربية من المتوقع أن تتخذ بالإضافة إلى ذلك قرارات فورية مثل وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من مداخل المدن وحول القرى والمعابر وتسهيل حركة المواطنين والبضائع من وإلى الدول المجاورة وكذلك تشكيل لجنة تحقيق دولية لتقصي الحقائق حول الأحداث الأخيرة لإدانة الطرف المعتدي.

وذكر قدومي أن القمة العربية المقبلة ستتخذ قرارات في مستوى العلاقات العربية بعد أن خرج المجتمع العربي من غرفة الإنعاش نتيجة حرب الخليج الثانية.

وقال إن الظرف الحالي يتسم بتوفر النيات الحسنة العربية من أجل الحفاظ على العمل العربي المشترك وعلى التضامن العربي وتنقية الأجواء بين الدول العربية من الخلافات والتوترات، مشيراً إلى أن الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة أيقظت المشاعر العربية المتأججة من المحيط إلى الخليج وأنها سوف تنعكس إيجابياً حتماً على قرارات القمة التي ستتميز بالدقة والمسؤولية وتأخذ في الاعتبار الأوضاع العربية الإسلامية والدولية. وشدد قدومي على أهمية إعادة ملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة. وقال: بعد كل هذه السنوات من المفاوضات المتعثرة مع إسرائيل، فإن الأمم المتحدة تبقى هي المكان الطبيعي لمعالجة القضية الفلسطينية وأن قراراتها تظل هي المرجعية لأي حل قادم. ودعا أبو اللطف في هذه السياق الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهما التاريخية في تنفيذ قرار التقسيم رقم 181 الذي تعهدت إسرائيل بتنفيذه كاملاً من دون نقصان.

كما دعا قدومي الولايات المتحدة بصفتها الراعي الأول للمسيرة السلمية إلى الوفاء بتعهداتها بإيجاد حل شامل ودائم طبقاً لقرارات الشرعية الدولية التي تنكرت لها إسرائيل.