الناتو يدعو يوغوسلافيا لعضوية «الشراكة من أجل السلام» ومنظمة الأمن الأوروبي تعرض عضويتها

TT

بروكسل ـ فيينا ـ وكالات الأنباء: قال حلف شمال الاطلسي «الناتو» امس انه يرغب في ان تصبح يوغوسلافيا «عضوا في الشراكة من اجل السلام» بموجب برنامج التعاون بين الحلف و27 دولة محايدة ودول من اوروبا الشرقية. وقال مسؤول في الحلف: «نريد ان تصبح يوغوسلافيا عضوا في الشراكة من اجل السلام، لكننا لا نتوقع حدوث ذلك على الفور، اذ لا توجد محادثات حاليا بين الحلف وبلغراد حول هذا الموضوع».

وفي الوقت نفسه اعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا انها دعت يوغوسلافيا رسميا للانضمام الى صفوفها بعد تنحي الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش عن السلطة. وقالت وزيرة الخارجية النمساوية بينيتا ـ فيريرو فالدنر الرئيسة الحالية للمنظمة: «ان التغيير الديمقراطي بعد انتخاب الرئيس فويسلاف كوشتونيتشا يطرح الاحتمال الذي طال انتظاره لاقامة علاقة جديدة بين منظمة الامن والتعاون في اوروبا، وجمهورية يوغوسلافيا الاتحادية».

واضافت «انني ادعو رسميا جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية بسرور للانضمام الى منظمة الامن والتعاون في اوروبا بصفتها عضوا».

واشارت الى انها تأمل بعودة بلغراد خلال اجتماع لوزراء خارجية المنظمة سيعقد في فيينا يوم 27 الشهر المقبل.

ويذكر ان المنظمة التي تضم 54 دولة قد اسقطت عضوية يوغوسلافيا بسبب الصراع في البوسنة عام 1992.

ومعلوم ان كرواتيا التي كانت عضوا في الاتحاد اليوغوسلافي السابق اصبحت رسميا في مايو (ايار) الماضي العضو الـ46 في الشراكة من اجل السلام. وانضمت سلوفينيا ايضا الى هذه الشراكة لكن البوسنة وجمهورية يوغوسلافيا الاتحادية (صربيا والجبل الاسود) لا تنتميان اليها. واعرب الامين العام للناتو جورج روبرتسون اكثر من مرة عن امله في انضمام كل الدول الاوروبية الى برنامج التعاون هذا.

على صعيد آخر قالت مصادر دبلوماسية ان مدينة «اوخريد» المقدونية ستشهد في الاسبوع المقبل عقد قمة بلقانية لبحث الوضع في يوغوسلافيا بعد سقوط ميلوشيفيتش. واضافت ان رؤساء كروايتا والبوسنة ورومانيا وبلغاريا والبانيا ويوغوسلافيا ومقدونيا، ورؤساء حكومتي تركيا واليونان سيحضران القمة التي ستعقد بطلب من الحكومة اليونانية، التي تسعى الى استقرار البلقان بعد الاضرار التي اصيب بها الاقتصاد اليوناني خلال السنوات الماضية نتيجة الازمات المتواصلة في المنطقة.

وتأتي هذه القمة قبل شهر من انعقاد «مؤتمر زغرب» الذي سيحضره زعماء دول الاتحاد الاوروبي مع قادة البلقان، لتحديد مسيرة مستقبل هذا الجزء من اوروبا، والذي هدد الاستقرار الاوروبي طيلة السنوات العشر الاخيرة، وكيفية الحاق دولة بالاتحاد الذي تصبوا الى عضويته دول جنوب شرقي اوروبا.

ومن المقرر ان يحدد «مؤتمر اوخريد» موقف الرئيس اليوغوسلافي الجديد من الدول التي نشأت بعد استقلالها عن يوغوسلافيا السابقة، كيفية توزيع الارث الذي يقدر بحوالي 100 مليار دولار والذي رفض ميلوشيفيتش تقسيمه.

كما سيطلب منه اعلان القيادة الجديدة في بلغراد عن موقفها من مجرمي الحرب، وتعاملها مع محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي.

من جهة اخرى ومع اقتراب موعد الانتخابات المحلية والبلدية في اقليم كوسوفو حذر زعماء البان الاقليم خلال حملاتهم الانتخابية كوشتونيتشا من ان البان كوسوفو لن يرضوا بان محاولة لاعادة ضم الاقليم الى يوغوسلافيا، وان الاستقلال هو الطريق الوحيد للاقليم وأي طريق غير ذلك فستكون طريق القتال.