بنما تعترف بأنها معبر لتجارة السلاح والمخدرات

TT

بنما سيتي ـ رويترز: منذ قوافل البغال المحملة بالذهب التي كانت تربط المحيطين الهادئ والاطلسي في القرن السادس عشر الى شريان بحري حيوي حالي يغذي اقتصاد خدمات، جنت بنما ثمار التجارة بين الشرق والغرب. ولكن بين دول في اميركا الوسطى مكدسة بالسلاح شمالا، وآلة حرب تمولها تجارة الكوكايين في كولومبيا جنوبا سقط البرزخ الضيق في براثن تجارة الاسلحة والمخدرات.

يقول محققون ان أسلحة صدئة استخدمت في حرب نيكاراغوا الاهلية، حيث قتل 30 ألفا في الثمانينات، تعبر بنما برا وبحرا الى مقاتلي كولومبيا اليساريين واليمينيين. وغالبا ما تتم الصفقات بمقايضة السلاح بشحنات كوكايين الانديز الذي يهرب الى الولايات المتحدة.

وقال باتريسيو كاندانيدو نائب رئيس مكتب الادعاء في قضايا المخدرات: «تنشط تجارة المخدرات والسلاح في بنما لموقعها الجغرافي، ولأنها معبر لمنتجات مطلوبة. فالمخدرات تذهب الى أميركا الشمالية في طريقها الى أكبر سوق في الولايات المتحدة، بينما تتجه أغلب الاسلحة جنوبا حيث يحتدم الصراع المسلح حاليا».

وعندما انهت اتفاقات سلام عام 1990 الحرب في نيكاراغوا بين قوات الكونترا اليمينية المتطرفة، والمدعومة من الولايات المتحدة، والسانديستيين الذين تدربوا في كوبا، تم تسريح أكثر من 80 ألف مقاتل في أحد أكثر البلاد فقرا في نصف الكرة الغربي. وبينما سلم معظم المحاربين للسلطات الاف الاسلحة، يقدرها البعض بنحو 50 ألف قطعة استبقى البعض ما لديهم من سلاح للمساومة مقابل وعود باعطائهم أراضي وتسهيلات اخرى. وتقول شرطة نيكاراغوا ان نحو 5000 قطعة فقط لم تسلم.

وقال الجنرال هابيير كاريون القائد العام للقوات المسلحة في نيكارجوا: «لا يمكن اغفال أنه في الثمانينات كانت توجد كميات ضخمة من الاسلحة، ليس فقط في نيكاراجوا ولكن في مختلف أرجاء أميركا الوسطى. والآن نبحث عنها».

وتخزن الاسلحة في مخابئ وتباع في نيكاراغوا وهندوراس وكوستكاريكا المجاورة. قال هكتور ماهيا المتحدث باسم الشرطة: «باع الكونترا آلاف البنادق والمسدسات في هندوراس بمبلغ 70 الى 100 دولار للقطعة، وللاسف سقط عدد كبير من هذه الاسلحة في أيدي مجرمين».

وفي كوستاريكا المشهورة بأنها «سويسرا أميركا الوسطى» حيث يحكمها نظام ديمقراطي منذ عشرات السنين، تقول الشرطة ان الاسلحة تدفن في مزارع قريبة من الحدود وتباع القطعة بمائة دولار، واذا اشترى تاجر اكثر من مائة قطعة فانه يحصل على 15 ألف طلقة ذخيرة مجانا. وفي السلفادور، حيث انتهى صراع بين الحكومة والمقاتلين اليساريين استمر 12 عاما، تقول الشرطة ان السلاح يباع في السوق السوداء.

وفي الآونة الاخيرة ضبطت شرطة بنما كميات من الاسلحة الروسية والاميركية والاسرائيلية الصنع تكفي لتسليح كتيبة مشاة كانت في طريقها الى كولومبيا. وفي أربع غارات شنتها الشرطة بالقرب من بنما سيتي وميناء كولون على الاطلسي تم ضبط نحو 1400 كيلوجرام من المتفجرات ورشاشات وقنابل يدوية، وكمية هائلة من الالغام الروسية المضادة للافراد، فضلا عن قاذفات صواريخ صينية وذخيرة.

وتقول قوات الأمن في بنما وكولومبيا أن أغلب الاسلحة المتبقية من الحروب في أميركا الوسطى تذهب الى مقاتلي كولومبيا بحرا عبر شواطئ تصعب مراقبتها في الكاريبي. وبمجرد وصولها الى هناك تقايض بالكوكايين أو يدفع سعرها نقدا بهامش ربح ضخم.