إسرائيل تنفي وجود نية لتغيير عرفات وتعلن عدم تدخلها في الشؤون الفلسطينية

TT

نفى الرئيس الاسرائيلي موشيه قصاب، ووزير الخارجية بالوكالة شلومو بن عامي، ان تكون هناك نية لدى الحكومة الاسرائيلية او اجهزتها الاخرى لتغيير الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، وقالا ان الشعب الفلسطيني وحده هو الذي يقرر من يكون رئيسه «ونحن لا نتدخل في شؤونهم».

وقال قصاب: «نحن علينا ان نهتم بأنفسنا وبمشاكلنا وهي ليست قليلة. وما يخصنا من عرفات هو سياسته تجاهنا. وفي هذه الناحية، واضح ان عرفات اتخذ سياسة عدائية عنيفة، تمكنت خلال اسبوعين من احداث تغيير جذري في الرأي العام الاسرائيلي. فالشعب عندنا اليوم مختلف عما كان قبل اسبوعين. وما كنا مستعدين لتقديمه للفلسطينيين في القدس وفي موضوع اللاجئين وغيرهما، قبل اسبوعين، لم نعد اليوم مستعدين اليه. لكن هذا لا يعني ان نتدخل في شؤونهم».

واما بن عامي فقال «ان عرفات ارتكب اخطاء جسيمة ضد اسرائيل وضد شعبه. ولكنه، طالما يقف على رأس الشعب الفلسطيني، سنتعامل معه كقائد لهذا الشعب، الذي نحترمه ونقدره ونريد ان نبني معه سلاما حقيقيا يكون نموذجا في علاقات الجيرة الحسنة».

وجاء هذان التصريحان تعقيبا على ما نشر في اسرائيل حول قناعة رئيس الحكومة، ايهود باراك، بأن عرفات لم يعد شريكا في مسيرة السلام. وتوجهه الى الرئيس الاميركي، بيل كلينتون، خلال قمة شرم الشيخ، بالقول: «علينا ان لا نبذل جهدا لتغيير مواقف عرفات، لأن هذا الجهد يذهب هباء. وعلينا ان نركز جهودنا لكي يفهم خليفة عرفات المقبل بألا يتابع السير على طريق سلفه». وفهم من هذا الموقف انه تهديد لعرفات، خصوصا بعد القصف الجوي الاسرائيلي على مراكز اجهزة الأمن الفلسطينية المحاذية لمقر عرفات في غزة.

وكانت الاذاعة الاسرائيلية باللغة العبرية قد نشرت خبرا، عدة مرات امس، قالت فيه ان وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» عممت بيانا اتهمت فيه كلا من باراك، ووزير خارجيته بن عامي، بالتحريض ضد عرفات وتهديد حياته. وسألت «الشرق الأوسط» مدير وكالة «وفا»، زياد عبد الفتاح، فنفى ان تكون الوكالة عممت بيانا كهذا. واستغرب ذلك النشر ووصفه بأنه مشبوه. وفي وقت لاحق اصدر عبد الفتاح بيانا خاصا بهذا الشأن قال فيه ان النبأ يثير الشك ويثير التساؤلات حول ما اذا كان تكرار الحديث هو لفت انتباه الى تهديد بحد ذاته.