وفاة طفل متأثرا بجراحه في غزة ومواجهات تسفر عن جرح العشرات

TT

استشهد صباح امس الطفل اياد اسامة شعث البالغ من العمر 13 عاماً الذي كان يعاني من حالة موت سريري منذ اصابته يوم السبت الماضي، وأصيب 32 بجروح بينهم طفل حالته خطيرة.

وقال الدكتور حسام جودة احد الاطباء العاملين في مستشفى الشفاء في غزة، ان شعث اصيب برصاص حي «من النوع المتفجر» في عينه اليسرى حيث اخترقت الرصاصة الجمجمة وتحولت الى اكثر من 10 شظايا داخل الدماغ الذي تهتك وتفتت اجزاء منه. وذكرت مصادر طبية في مستشفى الشفاء بغزة ان شعث لفظ امس انفاسه الاخيرة وأسلم روحه الى بارئها.

من جهة اخرى ذكرت مصادر مطلعة في غزة ان اشتباكات وقعت عند معبر بيت حانون (ايرز) حيث رشق الفتية الفلسطينيون بالحجارة والزجاجات الفارغة الجنود الاسرائيليين المتمركزين عند الحاجز ورد الجنود باطلاق العيارات النارية والمعدنية وقنابل الغاز المسيل للدموع وابلغ عن اصابة 3 فتية بالعيار الناري و6 بالعيار المعدني، وفي حاجز التفاح وموقع «النورية» غرب مخيم خانيونس اصيب نحو 15 فلسطينياً بالعيارات المعدنية والعشرات بحالات الاغماء نتيجة استنشاقهم الغاز.

وشهدت منطقة رفح صدامات عند بوابة صلاح الدين اسفرت عن اصابة الطفل محمد كمال ابو طه (14 عاماً) بعيار ناري بين البطن والصدر نقل على اثرها الى المستشفى لتلقي العلاج وحالته خطيرة. وشهدت منطقة مفرق المطاحن تعزيزات عسكرية اسرائيلية كبيرة وشوهد على الطريق العام ما بين دير البلح وقرية القرارة نحو 5 مجنزرات اسرائيلية تقوم بعمليات مراقبة وتفتيش واستفزاز المواطنين.

وفي ساعة متأخرة من مساء امس اطلقت ثلاثة صواريخ من الموقع العسكري القريب من بوابة صلاح الدين باتجاه منازل للمواطنين الفلسطينيين في منطقة تل السلطان وتل زعرب. وافاد سكان في المنطقة لمراسل «الشرق الأوسط» بان اصوات اطلاق النار والقذائف سمعت حتى منتصف الليل ولم يتضح حجم الخسائر ومدى الاضرار جراء القصف.

وتعرض منزل انور كلوب الذي يقطنه 8 اشخاص ويقع في موازاة الشريط الحدودي، للقصف الذي ادى الى تصدع في الجدران وانهيار السقف كما دمرت شبكة كهرباء المنزل اضافة الى تلف اثاث المنزل والاجهزة الكهربائية فيه.

وتضرر ايضا منزل عبد القادر موافي الذي يقطنه 3 اشخاص ويلاحظ رصاص في الجدران والاثاث والابواب.

واطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي قذائف صاروخية باتجاه منازل في رفح بالقرب من بوابة صلاح الدين على الحدود مع مصر. وذكر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ان قذيفتين اطلقتا، اخترقت احداهما جدران الطابق الثاني من منزل المواطن صالح محمد الشاعر (50 عاماً) وانفجرت في احدى الغرف وذكر صاحب المنزل انه وجميع افراد اسرته كانوا قد لجأوا للطابق الارضي في البناية قبل دقائق من القصف كاجراء وقائي حيث تعرض المنزل للقصف في الايام الماضية ولحقت بالمنزل اضرار جسيمة واندلعت النيران في الغرفة التي انفجرت فيها واتت على محتوياتها بالكامل.

واشار المركز الى ان مناطق جنوب قطاع غزة تشهد تعزيزات عسكرية لقوات الاحتلال التي انتشرت في انحاء مختلفة خصوصاً في خانيونس ودير البلح. ومنذ ساعات صباح امس شهدت منطقة ايرز شمال قطاع غزة مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي ردت باطلاق النار باتجاههم مما ادى الى اصابة 19 شاباً بالرصاص الحي و6 شبان بالاعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط اضافة الى عشرات الشبان المصابين بحالات اغماء جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وافاد شاهد عيان ان احد المصابين كان ضحية كمين دبره شخصان يرتديان ملابس مدنية حيث تم استدرج واطلق النار عليه واصابته في كلتا ركبتيه. واضاف ان الشخصين ظهرا وكأنهما فلسطينيان يريدان مساعدة الشبان المتظاهرين وما ان اقترب منهما الشاب محمود منصور ابو ريا (16 عاماً) من جباليا حتى اطلق الشخصان اللذان لم يتضح ما اذا كانا من قوات الاحتلال ام من المستوطنين النار عليه. وذكر باحث المركز في المنطقة ان ثلاثة من المصابين اصيبوا دون ان تسمع اصوات الرصاص واكد ان قوات الاحتلال تستخدم كاتما للصوت في اطلاق النار.

وفي خانيونس اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين عند الموقع العسكري لتلك القوات المعروف باسم موقع النورية الى الغرب من مخيم خانيونس علماً بان بعض النقاط العسكرية في الموقع لا تبعد اكثر من 50 متراً عن مخيم اللاجئين المكتظ بالسكان مما يشكل مصدر تهديد متواصل للمدنيين الفلسطينيين في المنطقة. واصيب اثنان من المدنيين بالرصاص الحي من بينهما الطفل عبد الرحمن سليم شراب (13 عاماً) الذي اصيب بعيار نادري في رأسه ونقل لمستشفى ناصر في خانيونس، كما اصيب في المواجهات امس 28 مدنياً بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط بينهم الطفل ذيب ابراهيم النجار (14 عاماً) من خانيونس الذي اصيب برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في مقدمة رأسه وما يزال يخضع للعلاج في قسم العناية المركزة بمستشفى الشفاء ووصفت حالته بالحرجة، كما اصيب في المواجهات عشرات المدنيين بحالات اغماء جراء اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع من قبل قوات الاحتلال على المتظاهرين والمنازل القريبة من منطقة المواجهات.

وفي محيط مستوطنة كفار داروم وسط قطاع غزة تجددت المواجهات منذ ساعات صباح امس. وذكر باحث المركز الموجود في المنطقة ان شابين قد اصيبا بالرصاص فيما اصيب عشرات آخرين بحالات اغماء جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع.

وحذر المركز الفلسطيني من التصعيد الجديد لقوات الاحتلال واستهداف اعمال القتل الملحوظة للاطفال بصفة خاصة، واكد ان التعزيزات العسكرية المتواصلة لقوات الاحتلال تشكل تهديداً كمباشراً على حياة المدنيين الفلسطينيين في جميع انحاء الاراضي الفلسطينية المحتلة، كما ان اعمال القصف للمباني والمنشآت المدنية التي تقترفها قوات الاحتلال تقدم دليلاً آخر على جرائم الاحتلال واستخدامه المفرط للقوة بهدف ايقاع الاذى في صفوف المدنيين وممتلكاتهم.

واكد المركز ان قوات الاحتلال عززت وجودها العسكري في انحاء مختلفة من قطاع غزة بصورة غير مسبوقة منذ اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي واتفاقية السلطة الفلسطينية في مايو (ايار) عام 1994.

وافاد شهود عيان ان قوات الاحتلال سدت جميع المنافذ الفرعية للمدينتين بالكتل الاسمنتية فيما استمرت بنصب حاجزين عسكريين على الطريق العام الواصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه، ومنذ ساعات صباح اول من امس تقوم قوات الاحتلال بتفتيش السيارات المارة في الاتجاهين على الطريق المذكور.

وتشهد منطقة مواصي خانيونس ورفح انتشاراً مكثفاً لقوات الاحتلال، كما قامت بتجريف دونمات من الارض المزروعة بأشجار الزيتون بالقرب من الموقع العسكري لقوات الاحتلال الذي اقامته مؤخراً على الطريق المتجه من شارع صلاح الدين لمعبر كيسوفيم الحدودي.

وذكر سكان فلسطينيون ان القوات الاسرائيلية قامت صباح امس وعلى بعد 200 متر الى الشرق من مفرق الشهداء القريب من مستوطنة نتساريم بتجريف اراض على حدود الخط الاخضر.

وقال السكان لمراسلنا ان التجريف جرى على طول ثلاثة كيلومترات من الحدود بعرض 20 ـ 30 مترا وتخللته عمليات اقتلاع عدد كبير للاشجار المثمرة.