الحريري الطامح إلى «حكومة مواجهة التحديات» كرر رغبته في التعاون مع رئيس الجمهورية أربع مرات

TT

تابعت الاوساط السياسية والشعبية باهتمام اول من امس الكلمة التي القاها الرئيس رفيق الحريري بعد تكليف رئيس الجمهورية العماد اميل لحود له بتشكيل الحكومة الثانية في عهده. وتأتي هذه الكلمة بعد «فترة صمت» اعتمدها الحريري منذ المؤتمر الصحافي الذي عقده الشهر قبل الماضي اثر فوزه الكاسح في الانتخابات النيابية التي جرت في بيروت ونجاح لوائحه الثلاث التي تضم 17 مرشحاً بأكملها.

وكان الحريري قبيل اعلان تكليفه بأيام، ضيفاً رئيسياً في حفل العشاء السنوي الذي اقامه تجمع اللجان والروابط الشعبية في بيروت. وقد حاذر في كلمته المقتضبة، التي القاها امام الحضور، التطرق الى الشأن الحكومي حيث استهلها بالقول: «اذا كان الكلام من ذهب فالسكوت من الماس».

وامس خرج الحريري عن صمته وقال كلمته بصراحة ووضوح بعد صدور بيان التكليف. وهي انه يريد «حكومة مواجهة التحديات». ولتحقيق ذلك «لا بد من ان انصرف فوراً الى العمل بالتعاون مع فخامة رئيس الجمهورية واجراء المشاورات مع السادة النواب والقوى والفعاليات السياسية».

وإذا كان الحريري قد اولى عبارة «التعاون مع رئيس الجمهورية» عناية خاصة في كلمته فقد بدا واضحاً، من خلال تكراره لها ثلاث مرات بعد الأولى، مرة ثانية في سياق الكلمة ومرتين عند رده على اسئلة الصحافيين، انه اراد بذلك قطع الطريق على المشككين في حصول هذا التعاون، وكذلك على القائلين «ان مجريات الامور الداخلية والاقليمية فرضت التعايش بين لحود والحريري». ولقد رفض الحريري وصف سير العلاقات بينه وبين رئيس الجمهورية بـ «التعايش» وهذا ما حمله، وهو يهم بالانصراف من القصر الجمهوري الى مناداة الصحافية التي سألته عن الاسلوب الذي يرد بواسطته على الذين راهنوا على عدم القدرة على التعايش بينه وبين لحود ليقول لها: «ما في تعايش بل هناك تعاون».

وبدا الصحافيون والمندوبون الذين تحلقوا حول الرئيس المكلف في القصر الجمهوري اكثر راحة، من ذي قبل، عند طرحهم الاسئلة عليه. كما لم يظهر الحريري اي ضيق لدى سماعه سؤالاً لا يروق له. حتى انه عمد الى الرد على بعض الاسئلة «المحرجة» بابتسامة ودعابة. فعن تعليقه على ما قاله حليفه النائب وليد جنبلاط بأن الحكومة تألفت قبل ايام اجاب: «اسألي وليد، فهو يحب ان يعمل قصصاً من هذا النوع». وعن مطالبة النائب بيار حلو له بتغيير النهج الذي اعتمده في حكوماته السابقة رد الحريري بهدوء ملحوظ :«خينا بيار هناك صورة مسيطرة على تفكيره. وبيار اخ عزيز ونحبه مهما قال».

مرجع نيابي بارز، ولدى انتهاء الحريري من كلامه، قال لـ «الشرق الأوسط»: «نحن امام حريري جديد زاده الشيب وقاراً واكسبته السنوات السابقة، في الحكم وخارجه، خبرة وحنكة وحكمة. انه يريد حكومة مواجهة التحديات. وانا اؤيده في ذلك لكن يحضرني هنا ما انشدت به ام كلثوم في اغنية «الاطلال» حين قالت: اعطني حريتي اطلق يديّ».