الاتحاد الأوروبي يشترط على ليبيا قبول إسرائيل لضمها إلى «الشراكة المتوسطية»

TT

قال المتحدث الرسمي في المفوضية الأوروبية في بروكسل «ان رئيس المفوضة رومانو برودي لم يغير موقفه من التقارب الأوروبي ـ الليبي ولكنه اصبح يضع لذلك شروطا معينة ومحددة قبل الشروع في تطبيع العلاقات الأوروبية ـ الليبية بالكامل».

وجاء اعلان المفوضية الأوروبية هذا في اعقاب قرار محكمة فرنسية يحق بتمكين قاضي التحقيق الفرنسي بدعوة الزعيم الليبي معمر القذافي الى العدالة في قضية انفجار طائرة او تي ايه في عام 1989، في اجواء النيجر.

واوضح المتحدث الرسمي الأوروبي في بروكسل «ان التقارب الأوروبي ـ الليبي لا يمكن الا ان يكون في اطار اتفاقية برشلونة التي تقيم اطارا من العلاقات الاستراتيجية بين دول جنوب المتوسط ودول الاتحاد الأوروبي».

كما كشفت مفوضية بروكسل ان برودي الذي كان اول من دعا الى ضم ليبيا الى اتفاقية برشلونة لم يعد الآن يرى ضرورة تعجيل فتح الباب الى ليبيا لعضوية الشراكة الأوروبية ـ المتوسطية وكذلك تعزيز العلاقات معها بوتيرة سريعة ما لم تحدد طرابلس موقفها النهائي من ذلك العرض الأوروبي. وذهب المتحدث الرسمي في شرح الشروط المعروضة على طرابلس الغرب التي قال انها تلوح في الخفاء برغبتها في عضوية المنتدى الى ضرورة ان تقبل ليبيا بعضوية اسرائيل في منتدى برشلونة وان تتعامل معها كشريك لها حول حوض المتوسط بموجب اتفاقية برشلونة. وقالت مصادر اوروبية ان السلطات الليبية قد ابلغت مفوضية بروكسل بالرغم من خطابات العقيد القذافي المعادية لبرشلونة، برغبتها في العضوية وتخطي عائق اسرائيل، لكن تلك المصادر اضافت «ان الجانب الليبي لم يتقدم ولو خطوة واحدة على طريق تنفيذ تعهداته». وعزت ذلك الى العدوان الاسرائيلي الفاضح على الفلسطينيين الذي يهدد بتدمير سياسة اوروبا المتوسطية التي تعمل بروكسل من خلالها على فرض قبول اسرائيل كمكون وعضو في جسم المنطقة.

وعلمت «الشرق الأوسط» في بروكسل: ان الاجتماع الوزاري المشترك الأوروبي المتوسطي المزمع عقده في منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في مدينة مرسيليا في جنوب فرنسا قد لا يدعى للانعقاد اذا ما استمر الوضع كما هو عليه في الأراضي الفلسطينية المحتلة لأن وجود اسرائيل في ذلك المحفل لن يكون مقبولا لا اوروبيا ولا عربيا.