أسبوعان على الانتخابات الرئاسية الأميركية

مخاوف في معسكر غور من تحول الناخبين الديمقراطيين إلى مرشح الخضر رالف نادر

TT

قبل اسبوعين من يوم الانتخابات الموعود، يظل الاميركيون منقسمين بشدة ازاء اختيار آل غور او جورج بوش (الابن) رئيسا مقبلا لهم. فما هي اسباب هذا الانقسام؟

هناك عدد من العوامل في هذا السياق، يأتي في مقدمتها ان بوش وغور استطاعا ايصال رسالتيهما بنجاح الى جمهور الناخبين، غير ان ذلك كان له اثره في قسم من الناخبين. وكسب آل غور دعم الناخبين الذين يعتبرونه شخصية حازمة وذكية وذات خبرة ضليعة بأمور الحكومة. ويرى هؤلاء ان انتخابه سيكون مفيدا لجهة الاقتصاد، وانه سيحسن من الخدمات الصحية المتاحة لكبار السن.

في الجهة المقابلة، نجد ان بوش نجح في تقوية قاعدته بين الاميركيين الذين يشعرون بانه زعيم قوي ونزيه واخلاقي. كما يحبذ هؤلاء برنامج خفض الضرائب الذي طرحه، كما انهم مقتنعون بانه سيزيد من قوة الجيش الاميركي. غير ان هناك قطاعا عريضا من الناخبين لم يحسموا امرهم تجاه منح اصواتهم لأي من المرشحين. وكثير من هؤلاء يبحثون بجدية منح اصواتهم لمرشحين اخرين، خاصة مرشح الحزب الاخضر رالف نادر.

ولهذا تظل حرارة سباق الانتخابات مرتفعة، فليس من سبيل الى قدر من الراحة في صفوف الديمقراطيين والجمهوريين معا، اذ ان اعدادا كبيرة من الناخبين، خاصة المستقلين، يحذرون من انهم قد يغيرون رأيهم قبل يوم الانتخابات. وتظل فرصة نجاح اي من الرجلين في الانتخابات واردة، اذ ان 8 في المائة ممن يدعمون آل غور و6 في المائة ممن يدعمون بوش ذكروا في استطلاعات الرأي انهم قد يغيرون رأيهم.

اما في صفوف المستقلين ممن قد يغيرون آراءهم في آخر لحظة، فترتفع النسبة لتصل 16في المائة. فضلا عن ذلك، فان ما يسبب قدرا اكبر من القلق لمرشحي الحزبين الاهم، خاصة غور، ان واحدا من بين اربعة ناخبين محتملين قرر التصويت لمرشحي الاحزاب الثانوية.

وبين الناخبين المستقلين، قبل 42 في المائة مسألة منح اصواتهم لحزب ثالث. وحتى بين انصار بوش وغور، فبين كل 5 ناخبين هناك واحد فكر في تغيير رأيه ومنح صوته لمرشح حزب ثالث. ويبدو ان التهديد الاكبر من ذلك يطال غور، اذ ان مرشح الحزب الثالث الاكثر قبولا في هذه الجولة الانتخابية هو رالف نادر. وعلى المستوى العام، فان 16 في المائة من الناخبين يقولون انهم نظروا جديا في منح رالف نادر اصواتهم. اما بين المستقلين، فان النسبة ترتفع لتصل الى 26 في المائة.

ويقول محللون ان رالف نادر قد يحقق اصواتا معتبرة في ولايات مثل واشنطن وميتشجان ووينكنسون ومينيسوتا وماين. وقد تلحظ كاليفورنيا ايضا ميلا انتخابيا نحو نادر. وربما تكون النتيجة فوز بوش في واحدة او اكثر من هذه الولايات التي تعتبر في الاصل معاقل ديمقراطية، هذا اذا نجح نادر في كسب اصوات من الناخبين التي تذهب في الاصل الى الديمقراطيين، اي الى غور.

ومع اقتراب السباق من نهايته، يبدو ان لكل من بوش وغور عوامل قوة تعمل في صالحه. اذ يبدو ان بوش يتقدم على غور في صفات مثل النزاهة والصراحة بالنسبة للناخبين الذين يصفونه بانه شخص اخلاقي لطيف الجانب. كما حقق بوش نسبا عالية من اصوات المستطلعين مقابل غور باعتقادهم ان قيادته ستكون قوية، الى جانب اعتقادهم بانه «يفهم الناس من امثالك».

ويعلق كين راي الذي يؤازر بوش قائلا «يبدو ان افق بوش اوسع وارحب في انجاز اهدافه كقائد، اما غور فهو يحمل خطة محددة». واضاف: «لا اعتقد ان بالامكان تحديد الامور بشكل مسبق وحاسم، بل ينبغي ان تتحلى بالمرونة».

اما صفات غور الاكثر قبولا عند الناخبين، بحسب الاستطلاعات، فتتركز على تجربته الممتدة في الحكم، علاوة على ذكائه.

وينظر جمهور الناخبين بالتساوي تقريبا الى المرشحين الرئيسيين في ما يتعلق بالسياسات التعليمية واصلاحات الضمان الاجتماعي والابقاء على الولايات المتحدة بعيدا عن الانخراط في اية حروب.

* خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» خاص بـ «الشرق الأوسط»