تقارير عن هجوم أميركي وشيك في أفغانستان ومسؤول يؤكد إحباط عدة عمليات إرهابية

TT

لانجلي ـ فرجينيا: رويترز رجحت تقارير أمنية تلقتها القاهرة اخيراً عبر وسائط دبلوماسية في الخارج احتمال هجوم أميركي وشيك على معسكرات وقواعد عسكرية تابعة لتنظيم القاعدة الذي يقوده الأصولي أسامة بن لادن الذي تحمله واشنطن مسؤولية الهجوم على المدمرة «كول» في ميناء عدن اليمني في الثاني عشر من أكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

وأفادت التقارير أن المعسكرات المستهدفة تقع في مناطق قندهار وخوست وجلال أباد، ورصدت التقارير تحركات أميركية كان من بينها تحليق طائرات استطلاع أميركية فوق الأراضي الأفغانية عدة مرات فيما اعتبر مؤشراً على الضربة المتوقعة بين لحظة وأخرى.

وقالت التقارير ان الهجوم الأميركي ربما يتم بالصواريخ الباليستية كما حدث في هجوم سابق استهدف أحد معسكرات تنظيم القاعدة عقب تفجير سفارتي أميركا في كينيا وتنزانيا في عام 1998 والذي أعلن بن لادن مسؤوليته عنه.

وكانت الولايات المتحدة قد ربطت بين انفجار المدمرة كول في اليمن وحادث تفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا عام 1998، الذي اتهمت فيه اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.

في الوقت نفسه توقع قلب الدين حكمتيار رئىس الوزراء الأفغاني السابق خيار الولايات المتحدة بشن هجوم على أفغانستان انطلاقاً من أراضي جمهورية طاجيكستان الواقعة في آسيا الوسطى.

ولم يستبعد حكمتيار في تصريحات باسلام أباد نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن تكون الضربة الأميركية وشيكة بينما أشارت مصادر بحركة طالبان إلى احتمال مشاركة روسيا جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة في هجوم مشترك على أهداف داخل الأراضي الأفغانية التي تضم عدة معسكرات تابعة لتنظيم القاعدة المسلح بقيادة أسامة بن لادن المتهم من جانب واشنطن بالارهاب ونسف سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998.

وباستثناء باكستان لم تعلن حتى الآن أي دولة من الدول المجاورة لأفغانستان رفضها السماح باستخدام أجوائها في هجوم أميركي على أهداف داخل الأراضي الأفغانية.

في غضون ذلك اعترف المسؤول الثاني في وكالة المخابرات الاميركية (سي.اي.ايه) ان الهجوم على في اليمن كان ضربة شديدة ضد مكافحة الارهاب ولكن تم احباط مؤامرات اخرى والحيلولة دون وقوع هجمات على سفارات.

وقال نائب مدير المخابرات الاميركية جون ماكلوفلين لرويترز في اول مقابلة له منذ تعيينه في منصبه الجديد (من دون التقليل بأي صورة من بشاعة ما حدث لكول فعليك ان ترى هذا على خلفية بعض النجاح الكبير الذي تحقق في مكافحة الارهاب وبخاصة في العامين الماضيين).

واضاف قائلا انه اذا كان هذا ليس بالنتيجة المرجوة «فاننا منعنا هجمات بالقنابل على ثلاث سفارات وافسدنا عشرات من انشطة الارهابيين». وحدد مسؤول آخر هذه السفارات بانها سفارات الاردن والبانيا واوغندا.

وعبر ماكلوفلين عن تفاؤله بأنه في نهاية المطاف سيتم تعقب المسؤولين عن تفجير المدمرة كول.

وأردف عندما ينجح ارهابي فان دافعنا في الحال يتمثل في كيفية الوصول اليه. ان فوز الارهابيين بمعركة لا يعني فوزهم بالحرب.

ويقول المسؤولون الاميركيون ان الهجوم على المدمرة يبدو انه نتاج لعملية تخطيط طويل الامد انفق عليها بسخاء وان المشتبه الاول فيه هو اسامة بن لادن.

لكن المسؤولين الاميركيين يقولون انه لم يتحدد بعد من المسؤول عن هجوم المدمرة كول. وكشف ماكلوفلين ان الولايات المتحدة دربت من 15 الف شخص الى 18 الفا على مقاومة الارهاب في اكثر من 50 دولة في السنوات القليلة الماضية.

وقال: «ان جزءا من هجومنا على هذه المشكلة هو التأكد من ان بلدان العالم التي نعمل معها تشاركنا نفس الرأي بشأن الارهاب ولديها نفس الادوات في مواجهة الارهاب».

واضاف قائلا «لذا فعندما نكتشف مؤامرة او عندما نعثر على دليل يكون هناك من نلجأ اليه سواء اكان في الشرق الاوسط او في جنوب شرقي آسيا او في افريقيا».

وقال بعض خبراء المخابرات ان حادث المدمرة كول يشير الى الحاجة لربط المزيد من الجواسيس بالجماعات «الارهابية». لكنهم يستدركون ان تجنيد مثل هؤلاء الجواسيس تعوقه سياسة وكالة المخابرات الاميركية التي تتطلب تقييم المعلومات التي يتم الحصول عليها من خلال التعاون مع منتهك لحقوق الانسان.

لكن «سي آي.ايه» لا تتفق مع وجهة النظر هذه. ويقول ماكلوفلين «ان 25 في المائة من مصدارنا ذات الصلة بمعلومات عن الارهابيين تم تجنيدهم في الثمانية عشر شهرا الماضية. ليس لدينا ما يمنع من تجنيد اشخاص ذوي ماض غير مشرف وقال ماكلوفلين كنا بالفعل بدأنا تنفيذ سياسة تجنيد نشطة عندما وقع حادث كول.

وثارت تساؤلات هل كان لدى المخابرات الاميركية اي توقع بحدوث الهجوم على المدمرة.