سعوديون يشاركون في هجوم إلكتروني على مواقع الإنترنت الإسرائيلية

TT

حملت الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تدمير مواقع الانترنت التابعة للبرلمان ووزارة الدفاع ورئيس الوزراء الإسرائيلية، والبنك المركزي في تل ابيب، إلى شباب عرب ومسلمين ينتمون إلى دول مختلفة من ضمنها السعودية.

وتوجهت أصابع الاتهام إلى رواد منتديات عربية يتم فيها تبادل الأفكار والرؤى للقيام بحملات تخريبية لمواقع الإنترنت التابعة للحكومة الإسرائيلية ومؤسساتها.

وبدأت الفكرة بالفعل تتبلور من خلال رسائل إلكترونية بين رواد الإنترنت، وتخاطبهم في منتديات معينة، تم بعدها التركيز على توقيت وآلية محددة، لتخريب تلك المواقع. وللتعرف على المزيد من تفاصيل هذا الجانب، كشف حوار «الشرق الأوسط» مع أحد أهم الشباب في السعودية الذين تولوا مهمة تدمير تلك المواقع، والتسبب في تعطيلها، عن كيفية عمل ذلك ومتى تم.

وتبين من خلال الحوار القصير ان الحافز كان إحساس الشباب بمختلف توجهاته بقضية القدس.. وما يدور هذه الأيام بين أطفال الحجارة الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي.

وقد جاءت هذه الهجمات الإلكترونية تفاعلا مع تجاوزات الجيش الإسرائيلي وقتله للأطفال والمسنين، لدرجة حمست الجميع للوقوف والثأر كلا حسب طريقته.

وبحكم تمكن فئة من الشباب العربي في مجال الإنترنت ومعرفتهم ببعض خباياها، تفتق ذهن مرتادي أحد المنتديات على الاتفاق الزمني لبدء هجوم إلكتروني على المواقع الحكومية المهمة في إسرائيل لتخريبها والعبث بمحتوياتها.

وفي ما يلي نص الحوار:

* الحديث عن الإنترنت وعالم «الهاكرز» ومخترقي الشبكة يدخلنا في عالم واسع لا نهاية له، ولكن بودنا معرفة كيف اتفق الشباب السعوديون وغيرهم في محاربة المواقع الإسرائيلية على الشبكة؟

ـ تم ذلك عبر منتدى معروف يتبادل مرتادوه الأفكار والطروحات الإلكترونية الجديدة والبرامج.

* ما اسم هذا المنتدى؟

ـ لا أفضل كشفه حتى لا يتم إغلاقه، ولكن في حادث تخريب المواقع الإسرائيلية تم الاتفاق مع عدد كبير من رواد المنتدى من السعودية، الإمارات، مصر والكويت وعدة دول عربية أخرى، على بث رسائل إلكترونية ملغومة موجهة لأنظمة ومواقع الإنترنت في إسرائيل.

* متى كان توقيت الهجوم؟

ـ يوم الجمعة الماضي في التاسعة مساء.

* كيف حصلتم على برامج الهاكرز؟

ـ بعضها موجود على الإنترنت حيث نقوم بإجراء بعض التعديلات عليها ليمكنها تجاوز برامج الحماية، وأخرى تصل عبر الزملاء من الولايات المتحدة وبريطانيا عبر البريد الإلكتروني.

* تقصد هناك شخص يدير كل هذه الهجمات؟

ـ ليس شخصا واحدا.. لكن الحديث في المنتدي عن أمور الساعة بما فيها القدس وما نعيشه هذه الأيام يجعلنا نعمل بما يمكن لمواجهة اعدائنا.

* لكن هنا ما يشبه التعاون والتفكير الجماعي حيال القضية؟

ـ طبعا فالهم واحد.. وليس هناك مسلم أو عربي لا يفكر في كيفية حل هذه المعاناة بطريقته.

* كيف يتم التعرف على الجهة المدمرة لأي موقع؟

ـ عبر رقم الملقم «اي بي» ورقم السعودية كما تعرف في شبكة الإنترنت هو 212.

* هل بإمكان الشباب السعودي الذي يعمل على الإنترنت منذ سنوات بسيطة القيام بإعداد برامج للتخريب؟

ـ يمكن ذلك.. ولكن البعض منهم لديه القدرة على دخول أي جهاز أو موقع من دون علم الآخرين، والحصول على البرامج التي يريدونها بدون تخريب.

* لماذا؟

ـ من باب الفضول فقط.

* كيف تم ذلك؟

ـ بعض الشباب العارفين بأمور الشبكات يجيدون التجول في أجهزة الغير من خلال الـ«تيل نيت» (الاتصال بجهاز معين عبر الشبكة) والـ«إف تي بي»، (نوع من أنواع نقل المواد، فايل ترانسفير بروتوكول)، ولمعلوماتك فإن المتمكنين من الإنترنت الذين بامكانهم التوصل لهذه الدرجة قلة.

* يعني برامج الحماية لا تكفي؟

ـ العقل البشري أوجد برامج الحماية وغيرها، وهو ذاته الذي يمكنه اختراق أي برنامج.

* في تصورك كم عدد الشبان من السعودية الذين قاموا بحملة تخريب يوم الجمعة الماضي؟

ـ الاف منهم لان رواد المنتدى ساهموا في إعلام الآخرين بالتوقيت وتم لنا ما أردنا.

* هل استخدمتم ذات البرنامج التخريبي؟

ـ تقريبا.. وكانت هناك خطة زمنية وآلية معينة للمساهمة في الحصول على نتيجة، وتم توزيعها بين الشباب عبر البريد الإلكتروني.

* هل هناك أهداف أخرى ساهمتم في تخريبها؟

ـ طبعا.. وآخرها الموقع الذي بث نسخة محرفة من القرآن الكريم . ونجحنا في ذلك.

* هل تنوون القيام بحملات إلكترونية أخرى؟

ـ وارد جدا وقريبا.. وأكشف لك أنه في بعض الأحيان يمكن لك أن تضرب مواقع أخرى من دون علمك من خلال قيام البعض ببرمجة مسار إلى موقع ما على إرسال برامج تخريبية في كل وقت يكون الزائر يتجول في موقع آخر.