الأمير سلطان: الاقتراح الأميركي بإقامة دولة فلسطينية صغيرة حل غير إيجابي

النائب الثاني: كنت قلقا من المواقف الصينية حتى التقيت الرئيس في بكين

TT

دعا الامير سلطان بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، الحكومة الاميركية الا تتبنى موقف الكونجرس الاميركي الذي ساند اسرائيل. وقال: اعتقد ان من مصلحة الحكومة في واشنطن الا تقف ذلك الموقف ونحن نعرف ان الرئيس الاميركي يريد ان يقدم حلا مشرفا للقضية الفلسطينية. وقال: اما الكونجرس فقد اعتدنا على مواقف مماثلة له مؤيدة لاسرائيل.

وردا على النقد الذي ظهر في الصحف الاميركية ضد المملكة العربية السعودية قال الامير سلطان في حديث للاعلاميين المرافقين له في زيارته الآسيوية ان موقف السعودية قوي ومشرف، وقد اسمعه الامير عبد الله بن العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لوزيرة الخارجية مادلين اولبرايت في زيارتها الاخيرة للرياض، وهو نفس الموقف السعودي القوي المؤيد للحقوق الفلسطينية الذي سمعه الرئيس بيل كلينتون من قبل.

وعن الموقف الصيني الذي ظهر مؤيدا للحقوق الفلسطينية والذي ظهر في بيان ختام زيارته لبكين مخالفا للتعاون الذي طرأ على العلاقة الصينية ـ الاسرائيلية في الآونة الاخيرة شرح المسؤول السعودي ظروف التغير الذي حدث وقال انه كان قلقا وهو في الطائرة في طريقه الى العاصمة الصينية من مواقف مندوبي الصين في الامم المتحدة وغيرها، ومن مواقف صحافتها. واضاف «عندما جلست معهم كنت صريحا الى درجة متناهية». وقال انه جلس مع الرئيس الصيني الذي وصفه برجل قوي وفاضل، وقال اوضحت له «انه منذ ان بدأنا علاقاتنا معكم وقبل تبادل التمثيل الدبلوماسي ونحن معكم قلبا وقالبا. و(اوضحت) له اننا نريد تطبيق قرارات مجلس الامن ونريد اتفاقية اوسلو، ونريد اتفاق مدريد، واتفاق واشنطن».

وقال انه ابلغ الرئيس الصيني ان الجانب الفلسطيني كان مرنا ومتعاونا عند التطبيق. وقال الامير سلطان ان موقف الرئيس الصيني كان جيدا ومتفهما في الاجتماع، واثنى ايضا على الموقف المماثل لوزير الدفاع الصيني وكذلك موقف رئيس البرلمان في لقاءاته الاخيرة بهم. وقال ان الجانب السعودي قدم مسودة البيان المشترك وكان للجانب الصيني بعض الملاحظات عليه، وبعد اجتماع آخر وافق المسؤولون الصينيون على صيغة البيان المقترحة ليكون البيان مشتركا يعبر عن رأي الجانبين وجاء ايجابيا جدا. وقال «لقد اخذ الجانب الصيني هذه المرة موقفا واضحا لا سيما تجاه اقامة دولة فلسطين وتأييد مبدأ الارض مقابل السلام ومع الحل الشامل والدائم والعادل».

في المقابل اوضح الامير سلطان انه شكر الجانب الصيني على موقفه المؤيد للمملكة في محنتها الماضية، وتزويدها بالصواريخ قبل 14 عاما التي قال انها غيرت مجرى الاحداث بالنسبة لقدرات المملكة وسلامة حدودها. واوضح ان الصفقة التي كانت سرية آنذاك بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد الامير عبد الله، وأكد على ان المملكة لن تستخدم الصواريخ الصينية الا كخط دفاع اخير من «باب الدفاع عن النفس». وهي الصفقة التي عززت القوات العسكرية السعودية بأطول مدى للصواريخ في منطقة الشرق الأوسط.

واشار الامير سلطان في حديثه الى ان الحكومة الصينية ايدت رغبة السعودية في التعاون مع مسلميها، وذكر «قالوا هم حوالي 20 مليون نسمة (مسلم) الى (اجمالي السكان) 1200 مليون نسمة نسبة ضئيلة».

وردا على سؤال حول استمرار العلاقات بين دول عربية واسرائيل مثل مصر والاردن اجاب الامير سلطان ان مصر والاردن يختلفان عن بقية الدول بحكم ظروف الاتفاقيات الدولية والمواثيق الملزمة، بعد ان كانت اراضي الدولتين محتلة لسنوات قبل ذلك.

من جانب آخر وصف الاقتراح الاميركي باقامة دولة فلسطينية صغيرة في الاراضي التي تحت الادارة الفلسطينية كمشروع للسلام بأنه حل غير ايجابي الا اذا اضيف اليه القدس الشريف بكامله ليكون تحت ادارة السلطة الفلسطينية، وقال انه يجب ان تكون الكلمة الاولى في هذا الشأن للفلسطينيين انفسهم.

وعن طبيعة نشاطات الزيارات الرسمية الحالية وعلاقتها بمنظمة التجارة العالمية قال الامير سلطان ان السعودية تسعى منذ نحو سنتين واكثر في زيارات مسؤوليها في انحاء العالم الى استقطاب موافقات الدول لدخول المملكة منظمة التجارة العالمية، مثل الولايات المتحدة والصين وماليزيا وكوريا والدول الاخرى. وقال «انه في صالحنا ان تكون هذه الدول الى جانبنا في هذه القضية».

وعن مشروع التعاون البترولي مع الصين اوضح انه جرى بحث هذا الموضوع بشكل مفصل وان الجانب الصيني أيد الطرح المقترح وقال الامير سلطان «سأبلغ الجهات الحكومية عندنا» وان تبدأ بالبحث في تحقيقه.

وعن زيارات المسؤولين السعوديين الى آسيا قال الامير سلطان ان زيارته الحالية لآسيا هي تكملة لزيارة ولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز. وقال ان فيها خدمة للشعب السعودي وتطويراً لاقتصادياته. واوضح ان السعودية دولة شبه قارة ولديها خطط اقتصادية طموحة ومستقبلية.. بينها الخطة السابعة التي ستستفيد من العلاقات مع دول آسيا بكل الطاقات المطلوبة والممكنة من الجانبين.

وعن الاجواء التي تمت فيها زيارة الدول الآسيوية الاربع قال النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء انه من المعتاد ان تكون هناك خلافات في وجهات النظر عند التفاوض لكن «بامانة اقول لم اجد في الصين ولا في كوريا الجنوبية ولا في ماليزيا اي خلاف مع المملكة، بالعكس كلهم يرحبون بالتعاون».

واشار الى ان التوجه نحو آسيا لا يعني التخلي عن العلاقات او الاستثمارات مع اوروبا والولايات المتحدة. واوضح ان استراتيجية بلاده هي انه «يجب ان نتوسع وكلما نتوسع في جميع المناطق يكون ذلك آمن على تجارتنا وعلى نمونا، وبالتالي لا تتحكم فينا دول معينة».

وامتدح الامير سلطان ماليزيا التي كانت زيارته لها هي الاولى لمسؤول سعودي رفيع المستوى منذ زمن المغفور له الملك فيصل. وقال ان التعاون مع ماليزيا سهل وذلك يعود الى الى الشعب الماليزي ونظامه، وجديته في العمل. وقال انه يرى هناك مجالات جديدة للتعاون من خلال التبادل التجاري في الصناعة والتجارة والاستثمار وكذلك زيادة مقايضة التبادل البترولي.

وحول محطة زيارته الاخيرة قال المسؤول السعودي ان زيارته لكازاخستان هي جزء من حرص المملكة على مساعدة الدول الاسلامية.

وقال ان فرص التعاون مع كازاخستان موجودة وهم الذين رغبوا في توسيع العلاقة مع المملكة العربية السعودية الذين نقلوا تلك الرغبة مع وزير العدل السعودي عندما قام بزيارة لهم.