البرلمان الإيراني ينتصر للإصلاحيين في قضية الصحف اليومية

TT

حقق الاصلاحيون في البرلمان الايراني امس انجازا مهما بعد اسابيع من التراجع وتحمل ضربات موجعة من قبل جبهة المحافظين المناهضة للاصلاحات. ففي خطوة فسرها بعض المراقبين، بأنها بداية لحملة الاصلاحيين المضادة لاستعادة المواقع التي خسروها بعد فوزهم الساحق في الانتخابات البرلمانية في فبراير (شباط) الماضي، اقدم 15 من النواب الاصلاحيين في الاسبوع الماضي على تقديم لائحة بصفة عاجلة جدا الى البرلمان استنادا الى المادة 173 من الدستور الايراني، لمنع السلطة القضائية الخاضعة لسيطرة المحافظين من تعطيل الصحف الاصلاحية المتبقية.

وكان رئيس محكمة علماء الدين ومدير عدلية طهران محسني اجوئي المعروف بعدائه الشديد للرئيس محمد خاتمي والاصلاحيين، وعلي زاده مساعد رئيس السلطة القضائية قد اعلنا الاسبوع الماضي عن قرار لمحكمة المطبوعات بتعطيل الصحف التي غيرت شكل ومواعيد صدورها دون اذن السلطة القضائية. والهدف حسب مصدر برلماني في تكتل الثاني من الجوزاء الاصلاحي، كان اغلاق المنابر القليلة الباقية من المنابر الاعلامية، لجبهة الثاني من الجوزاء الاصلاحية. واوضح المصدر ان عددا من الصحف الاصلاحية التي كانت تصدر بشكل المجلات والصحف الاسبوعية، مثل «همبستكي» و«آفتاب يزد» و«حيات نو» و«صبح أميد» وغيرها قد قرر اصحابها اصدارها بشكل يومي بعد حصولهم على موافقة هيئة الرقابة على المطبوعات التي يرأسها وزير الارشاد والثقافة الدكتور عطا الله مهاجراني احد اقطاب جبهة الثاني من الجوزاء، والذي يواجه نفسه حملات عنيفة من قبل المحافظين الذين يطالبون باقصائه فورا.

وخلو الساحة من 30 صحيفة ومجلة اصلاحية كانت تتولى الدفاع عن مشاريع وبرامج خاتمي الاصلاحية والتصدي للدعاية المضادة للاصلاحيين، قد اضر كثيرا بخاتمي وانصاره، اذ انهم فقدوا النوافذ التي كان يطلون منها ويخاطبون الرأي العام عبرها.

واوضح مسؤول في جبهة المشاركة (حزب انصار خاتمي) في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» ان «هيئة الاذاعة والتلفزيون الحكومية منحازة بشكل واضح الى جانب الاقلية المناهضة للاصلاحات، كما ان اغلبية الصحف الصادرة حاليا تعكس وجهات نظر معارضي خاتمي والاصلاحات، ومنابر صلاة الجمعة ايضا بيدهم، ورغم ذلك فانهم (اي المحافظون) لا يرضون بأن يكون لدينا، ولو منبر اعلامي واحد، ونحن نقترب من موعد الانتخابات الرئاسية». واضاف المسؤول الايراني ان بعض المسؤولين في السلطة القضائية الذين لا يخفون معارضتهم لخاتمي والاصلاحيين، قرروا تعطيل الصحف الاصلاحية الجديدة، وذلك بالاستناد الى المادة التاسعة للقانون الجديد للمطبوعات الذي ابرمه مجلس الشورى الاسلامي في آخر ايام دورته السابقة.

ونتيجة لبروز ازمة كبيرة بين وزارة الارشاد والسلطة القضائية ـ والكلام لا يزال للمسؤول الايراني ـ قرر تكتل الثاني من الجوزاء طرح الامر ضمن لائحة عاجلة في البرلمان.

ورغم ان رئيس البرلمان مهدوي كروبي الذي دخل مجلس الشورى (البرلمان) واحتل كرسي رئاسته على تذكرة خاتمي والاصلاحيين، ولكنه ابتعد بسرعة عن جبهة الثاني من الجوزاء حينما تدخل مرشد الثورة في شؤون السلطة البرلمانية بتكليفه النواب بعدم طرح اللائحة الاصلاحية لقانون المطبوعات، وذلك بسحبه اللائحة رغم احتجاج النواب الاصلاحيين، رغم انه لم يقبل بطرح لائحة النواب الـ15 في الاسبوع الماضي، كلائحة عاجلة جدا، وغادر البرلمان بذريعة ارتباطه بمواعيد سابقة، الا ان البرلمان وافق على البت في اللائحة بشكل عاجل جدا بعد ان رأس اجلسة بهزاد نبوي نائب رئيس البرلمان وأحد اركان جبهة الثاني من الجوزاء.