مبعوث للرئيس الروسي يبدأ جولة في الخليج

TT

تتابع العاصمة الروسية باهتمام الزيارة التي بدأها لبلدان الخليج فاسيل سريدين المبعوث الشخصي للرئيس فلاديمير بوتين ونائب وزير الخارجية والتي تعد الثانية له بعد جولته الاولى مطلع هذا العام لبلدان الشرق العربي. والى جانب تسليم زعماء هذه البلدان رسائل الرئيس الروسي قالت المصادر انه سيبحث مع قادة السعودية والامارات العربية المتحدة والكويت وعمان وقطر والبحرين آخر تطورات الاوضاع في الشرق الاوسط ومقترحات بلاده بهذا الصدد الى جانب العلاقات الثانائية وسبل توسيع آخر التعاون الاقتصادي التجاري.

وفيما يسبق توقيت هذه الزيارات موعد زيارة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير خارجية قطر للعاصمة الروسية غدا يشير المراقبون الى ان المبعوث الشخصي للرئيس الروسي سيتوقف عند الاوضاع في الشيشان لايضاح وجهة نظر بلاده قبيل انعقاد قمة المؤتمر الاسلامي في العاصمة القطرية الدوحة وطرح ما تقترحه موسكو من اجل احتواء الوضع الذي ينذر بمزيد من الانفجار في الشرق الاوسط.

وتعود الصحوة التي تشهدها الدبلوماسية الروسية في اعقاب انعقاد قمتي شرم الشيخ والقاهرة لمحاولة موسكو تعويض القصور الذي شاب سياساتها على ضوء «انفراد» الولايات المتحدة بادارة شؤون العالم. ورغم جدية هذه المحاولة فان عددا من المراقبين لا يتفاءلون كثيرا بتحقيق موسكو لوضع افضل مما كان عليه وضعها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، او بقول أدق منذ مطلع سنوات البيرسترويكا. ويعزو هؤلاء مثل هذا التقدير الى عدم توفر آليات التأثير التي سبق واعتمد عليها الاتحاد السوفياتي لدى التعامل مع شؤون هذه المنطقة ولا سيما في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

واذا كان مثل هذا التقدير يفترض ضرورة العودة الى سنوات المواجهة بين الشرق والغرب ابان عصر الحرب الباردة فان موسكو وبأوضاعها الجديدة لن تستطيع، وان ارادت، استعادة مواقع تلك الفترة، ومن ثم فانها تطرح توسيع آلية الاشراف على عملية السلام لتضم الى جانب الراعيين الرسميين روسيا والولايات المتحدة كلا من الاتحاد الاوروبي والصين ومصر ودول اخرى.

وتطرح موسكو كذلك ضرورة الالتزام بالشرعية الدولية وتنفيذ قرارات الامم المتحدة التي تعتبرها اساسا للتسوية السلمية في الشرق الاوسط ولا سيما قرارا مجلس الامن 242 و338 الى جانب ضرورة استئناف المباحثات على كل المسارات وهو ما سيحمله ايجور ايفانوف ضمن مقترحاته التي من المقرر ان يطرحها خلال جولته المرتقبة التي سيزور خلالها عددا من بلدان المنطقة وفي مقدمتها مصر ربما لتعويض غياب موسكو عن قمة شرم الشيخ.