.. وبوش يستعيد ثقته بنفسه في مواجهة الديمقراطيين

TT

خلال جولاته الاخيرة، بدت شخصية المرشح الجمهوري جورج بوش (الابن) مختلفة الآن عما كانت عليه قبل سنة ونصف السنة. فقد استقر به الحال على شعار اساسي ذي صدى شعبي عريض يقول «انا اضع ثقتي بالناس، وآل غور يضع ثقته في واشنطن». وهو الآن اكثر تركيزا وثقة بنفسه.

ويبدو ان هذه الزيادة في الثقة بالنفس ليست وليدة ممارسة العمل نفسه مرات ومرات، او نتيجة الميل الطبيعي للقتال بعنف في الوقت النهائي للمباراة. بل ان بوش، ومن ورائه، يظهرون ايضا وعيا بضرورة التناول الهادئ والحذر لقضايا محددة تتسم بالمحافظة، حرصا على الناخبين المعتدلين، وفي ذات الوقت حشد قاعدة الحزب المحافظة.

ففي احدى الاستعراضات الانتخابية التي نظمت في مدرسة ثانوية مسيحية في ميتشجان، امسك بوش عن استخدام كلمة (الاجهاض) و«كوبونات المدارس»، بيد انه اشار الى هذه المسائل، بمخاطبته الحشود بلغة رمزية يفهمونها جميعا.

اما المحافظون المتدينون فليسوا بالقوة السياسية العقيمة كما كان حالهم ابان التسعينات، بل يظلون الاكثر حماسة بين صفوف الجمهوريين. فبعد مضي ثماني سنوات من سيطرة الديمقراطيين على البيت الابيض، يشتعل اليمينيون من المسيحيين بالحماسة لاجل حدوث تغيير، وهم على استعداد لقبول اية اشارات على ذلك من لغة أي مرشح، حتى وان كانت غير مباشرة.

ويشير كثيرون الى ثقتهم في ان بوش سيعين قضاة يعارضون الاجهاض في المحكمة الاميركية العليا، رغم تجنبه القول صراحة بانه سيفرض اي تحديدات على هذه المسألة.

كما ان خطاب بوش في هذه الايام الاخيرة من الانتخابات، يتميز ايضا باقدامه على الاشارة سلبيا الى آل غور، بالسخرية منه مثلا، بينما يبقي في الوقت ذاته على شخصيته الدمثة المرحة.

اما المثال الصارخ على «محاولات النشل السياسي» فتتمثل في ادعاء بوش الازدهار الاقتصادي الذي تحقق خلال الاعوام الثمانية الماضية، والتي يعتمد عليه آل غور لاقناع الناخبين في الوقوف الى جانب الحزب الذي يسيطر على البيت الابيض الآن، لا علاقة له بادارة بيل كلينتون وآل غور.

وفي هذا السياق يقول بوش «ان قوة اقتصادنا اليوم لا يعود الفضل فيه الى آل غور». ويضيف: «ان اقتصادنا قوي اليوم لاننا بلد اصحاب الاحلام من العاملين المجدين».

ومن الواضح ان بوش هنا يستعير حجة الرئيس الأسبق رونالد ريجان الكلاسيكية التي تتلخص في سؤاله المتكرر «هل انت احسن حالا اليوم مما كنت عليه قبل اربع سنوات؟». وهو يقر انه الاميركي العادي افضل حالا اليوم مما كان عليه قبل اربع او ثماني سنوات، ليطرح مقابل ذلك الثقة الشعبية التي يتوخاها. ورغم ان استطلاعات الرأي تشير الى انه لا رغبة لعموم الاميركيين بتخفيض الضرائب، يصر بوش على القول بانه يعتقد ان اجراء ذلك هو العمل الصحيح، وان الفائض المالي في الاصل مرده الاموال التي دفعها الناس، وانه سيعيد شيئا منها اليهم مرة اخرى.

* خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» خاص بـ«الشرق الأوسط»