قادة الليكود يقررون العمل على إسقاط حكومة باراك «حتى ولو في أوج الحرب»

TT

تسود اجواء الغضب والاحباط في صفوف قادة حزب الليكود الاسرائيلي المعارض، من جراء الخديعة التي فاجأهم بها رئيس الوزراء ايهود باراك، بتوقيعه اتفاق تعاون لمدة شهر مع حزب «شاس». فقرروا العمل، بكل قوتهم، على اسقاط حكومته «حتى ولو في أوج الحرب».

وخرج قادة الليكود، امس، باتهامات قاسية ضد باراك، فنعتوه بالـ«كذاب» و«المخادع» و«الجنرال، الذي في سبيل الحفاظ على كرسيه، مستعد للتفريط في أمن اسرائيل» و«القائد الذي يغرق نفسه في مؤامرات قذرة وقضايا صغيرة» و«رجل سياسي رخيص».. الى غير ذلك. وقال مئير شطريت، مفاوض الليكود الرئيسي ان «باراك سيقدم على فعلته. وسيكتشف قريبا جدا كم كان تصرفه خاطئا. فهو لن يستطيع اقامة حكومة من دون الليكود. واذا جاءنا في المرة القادمة سيضطر الى دفع ثمن باهظ».

وكان باراك يدير مفاوضات متواصلة مع الليكود لضمه الى حكومة طوارئ قومية، بدعوى مواجهة الاوضاع السياسية والأمنية المتدهورة «من جراء العنف الفلسطيني». وتنازل له في العديد من النقاط ومنحه حق الفيتو على موضوعي استئناف المفاوضات السلمية والرد على اعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد. وبدأت مرحلة التفاوض على الحقائب الوزارية.

وراح غالبية قادة حزب الليكود يهاجمون رئيس الحزب، ارييل شارون، على خوضه هذه المفاوضات داعين الى الكف عنها وعدم القاء حبل النجاة الى باراك الغريق. وبدأ بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء السابق يستعد للعودة الى الحلبة السياسية، واضعا مهمة اولى نصب عينيه هي إفشال حكومة الطوارئ هذه.

واستغل باراك هذا الصراع داخل الليكود، فمن جهة راح يشجع شارون على الاستمرار في خوض تجربة التحالف، ومن جهة ثانية يؤجج مشاعر الخوف لديهم بأنه سيسافر الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي، بيل كلينتون، والتباحث معه حول استئناف المفاوضات.

وفجأة، اتضح ان باراك كان يفاوض حزب «شاس» (اليهود الشرقيين المتدينين)، المنافس الاساسي لليكود على جمهور اليمين والفقراء من اليهود الشرقيين. وتوصل معه الى اتفاق، يقضي بأن تعطي «شاس» شبكة امان في الكنيست تمنع اسقاط حكومة باراك لمدة شهر، وبالمقابل منح باراك لهذا الحزب تسهيلات ومساعدات مالية لمؤسساته الدينية والتربوية وتعهد بتجميد خطة الثورة المدنية التي اعلن عنها قبل شهرين.

وقال باراك ان هذا الاتفاق هو نواة لاتفاق اوسع يمكن ان يتوصل اليه مع «شاس»، من اجل اقامة حكومة ثابتة بنفس تركيبة حكومته الاولى، الامر الذي فهم في الليكود بوضوح على انه طلاق نهائي.

اما في «شاس» فقد حاولوا امس التقليل من شأن هذا الاتفاق، ونفوا ان يكون نواة لاقامة حكومة مشتركة. وقال رئيس الحزب، ايلي يشاي، ان الاتفاق الذي وقعه مع باراك ما هو الا دعم للحكومة في حالات الطوارئ. وعندما سئل عن مكاسبه من الاتفاق اجاب: «نعم. اعترف اننا اعطينا القليل القليل واخذنا بالمقابل الكثير الكثير». واكد ان دعمه للحكومة خلال الشهر لا يعني ان موقفه السياسي قد تغير. وقال: «نحن ما زلنا نرفض كامب ديفيد. ولن نقبل اعتماد الافكار التي وردت خلاله. ولكننا في الوقت نفسه نرفض الوقوف مكتوفي الايدي ازاء ما يحدث. ونعتقد ان على الحكومة ان لا تكف عن مسعاها لاستئناف المفاوضات».

وصمد الاتفاق مع «شاس» في امتحانه الاول امس. اذ تمكنت الحكومة من افشال عدد من المقترحات والمشاريع التي فرضتها المعارضة.