إجماع فلسطيني حول وجود خطة إسرائيلية لاقتحام المدن

رئيس الاستخبارات العسكرية الفلسطينية يؤكد أن إسرائيل فقدت 16 جنديا في المعارك

TT

مع تزايد التصعيد العسكري الاسرائيلي بالدبابات والطائرات المروحية لمواقع فلسطينية في عمق المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة تسود مناطق السلطة الفلسطينية حالة ترقب للخطوة العسكرية الاسرائيلية المقبلة.

وقال الدكتور صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين لـ «الشرق الاوسط»: «نتوقع محاولة عسكرية اسرائيلية لاقتحام المدن الفلسطينية»، واضاف: وهذا ليس مجرد تكهنات، وانما معلومات، اذ ان هناك خطة اسرائيلية عسكرية قديمة للاقتحام يطلق عليها اسم «حقل الاشواك» واجرى الجيش الاسرائيلي مناورات عديدة قبل اندلاع انتفاضة الاقصى في التدريب عليها. وتابع القول «ان اسرائيل تمارس سياسة الدولة فوق القانون الدولي وباراك رئيس الوزراء الاسرائيلي يشن حربا شعواء على الشعب الفلسطيني ويهدد بعزل مناطق السلطة وبقطع المياه والكهرباء والهاتف على غرار نظام الفصل العنصري السابق في جنوب افريقيا، وعلى الولايات المتحدة ان تتخذ اجراءاتها لوقف اسرائيل عند حدها».

واكد اللواء موسى عرفات القدوة رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية لـ «الشرق الاوسط» وجود «خطط عديدة لدى الاسرائيليين لاقتحام المدن الفلسطينية». وقال «اعتقد ان تغامر حكومة باراك بمحاولة الاقتحام، خوفا من وقوع خسائر بشرية كبيرة في الجيش الاسرائيلي، واسرائيل تخفي خسائرها الحقيقية ومعلوماتنا تشير الى مقتل 16 جنديا اسرائيليا وجرح 70 جنديا منذ بدء انتفاضة الاقصى، وباراك ضعيف ومهزوز ولا يستطيع احتمال خسائر بشرية كبيرة في جيشه». وتوقع اللواء القدوة «ان يصعد الجيش الاسرائيلي هجماته بالدبابات والطائرات المروحية بالقتال من مسافات بعيدة ولا نستبعد ايضا ان يقدم باراك على محاولة اقتحام محدودة لبعض المدن الفلسطينية».

واضاف اللواء القدوة «ان جولة شلومو بن عامي (وزير الخارجية الاسرائيلية بالوكالة) حاسمة وستترتب عليها خطوات اسرائيلية عديدة، في ظل حالة انعدام الوزن في الولايات المتحدة بسبب الانتخابات واجراءات تسليم الرئاسة خلال الشهرين القادمين، والتي ستشهد تصعيدا خطيرا على الارض في المواجهات الفلسطينية ـ الاسرائىلية».

وحول موقف القيادة الفلسطينية من دعوة الرئيس الاميركي بيل كلينتون قال اللواء موسى عرفات: «الذهاب لاميركا بدون بصىص امل لحل جدي هو مضيعة للوقت، ولكن لا نغلق الباب، والاتصالات مستمرة مع الجانب الاميركي، ولا بد ملاحظة العزلة التي تواجهها اسرائيل خارجيا وانعكاس الازمة على الولايات المتحدة اضافة للوضع الداخلي المهزوز لباراك».

وقال عباس زكي (ابو مشعل) عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» لـ «الشرق الاوسط» «يجب ان نعرف ان الحكومة الاسرائيلة ضعيفة، وتتعالى صيحات التطرف من اليمين والمستوطنين وينادون بالموت للعرب، وبالتالي فان الحكومة الاسرائيلية ستحاول الخروج من ازمتها الداخلية بمزيد من الدم الفلسطيني والعربي، واعتقد ان اسرائيل تستعد للخطوة المقبلة بمحاولة احتلال مدن فلسطينية، فحجم القوات العسكرية الاسرائيلية من دبابات وآليات التي جرى حشدها حول المدن الفلسطينية في الضفة والقطاع يؤكد ان الامر يتعلق بخطة مبيتة لاقتحام هذه المدن بهدف تحطيم معنويات الشعب الفلسطيني وتحويل الانظار عن انتفاضة الاقصى ووضع الاحداث كمعركة بين جيشين متقابلين، واذا لم تتخذ الولايات المتحدة واوروبا اجراءات وانذارات جدية ضد اسرائيل فان الحكومة الاسرائيلية ماضية في تنفيذ مخططها».

وقال حسام عرفات، عضو قيادة الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة لـ«الشرق الاوسط» «ان من يتابع الحشود العسكرية الاسرائيلية الضخمة حول المدن الفلسطينية، يؤكد احتمال دخول الجيش الاسرائيلي للمدن الفلسطينية، ولكني اعتقد ان الاقتحام لن يكون بشكل اجتياح لكافة المدن بل يمكن ان يتركز على مدن تسبب المتاعب لاسرائيل للقيام بحملة اعتقالات واسعة لمدة يومين الى ثلاثة ثم يخرجون منها، ويحققون بذلك رسالة سياسية وانتحابية، واعتقد ان مدينتي رام الله ونابلس مرشحتان لهذا الاقتحام».