أولى جلسات البيان الوزاري لحكومة الحريري الرابعة: ملاحظات نيابية راوحت بين التأييد وحجب الثقة

عارض صحي يصيب نائباً كاد ان يكون وزيراً

TT

انطلقت امس الجولة الاولى من جلسات البرلمان اللبناني لمناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس رفيق الحريري الرابعة لمنحها الثقة على اساسه.

ترأس الجلسة رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتمثلت الحكومة برئيسها رفيق الحريري والوزراء باستثناء نائب رئيس الحكومة عصام فارس والوزيرين سليمان فرنجية وسيبوه هوفنانيان. وحضرها 123 نائباً ووزيراً ـ نائباً. وسجل غياب النائب وليد جنبلاط رغم حضور نواب كتلته الـ 15.

في مستهل الجلسة تليت مراسيم تشكيل الحكومة الجديدة. ثم اعطيت الكلمة للنائب علي عمار الذي قال: «نحن مدعوون اليوم لمناقشة البيان على قاعدة المرسوم الذي تلي علينا الآن والذي يحدد اعضاء هذه الحكومة بثلاثين وزيراً». فقاطعه بري قائلاً: «الخير لقدام ان شاء الله». واضاف عمار: «معلوم ووفقاً لما هو شائع ان هناك زيادة على الحكومة بوزيرين. ونريد ان نعلم دستورياً هل ان هذا الامر سيحصل لنكون على بينة. هل اننا سنعطي الثقة لثلاثين وزيراً ام لاثنين وثلاثين، ام ان التحاصص انتهى عند هذه الحدود؟».

وطلب النائب مصباح الاحدب استقالته من اللجان التي سمي لعضويتها بحجة ان اسمه وضع فيها من دون اخذ رأيه. وقال رئيس الحكومة السابق النائب عمر كرامي: «نسمع انهم يريدون اضافة وزيرين بعد نيل الحكومة الثقة. وطالما ان جلسة الثقة لم تحصل فلماذا يراد اضافة وزيرين خصوصاً ان الرأي العام اللبناني يقول ان القصة كلها تعليب بتعليب؟ وهذا ايضاً معناه عملية تهريب وزيرين زيادة. فاذا كان صحيحاً قولوا لنا من هما حتى نعطي الثقة دفعة واحدة». واضاف مازحاً: «ثم ان التبريد في القاعة لا يحتمل فاذا بقي على هذا الشكل فسنضطر الى ارتداء المعاطف او نهرب من الجلسة».

ثم اعطي الكلام للرئيس رفيق الحريري الذي تلا البيان الوزاري. واستغرقت تلاوته ساعة وربع ساعة وقوبل بالتصفيق. بعد ذلك لفت الرئيس بري الحكومة الى اعتصام الاسرى المحررين خارج المجلس. وطلب منها الاسراع في تلبية مطالبهم المحقة.

وبعد «الاشتباك السياسي» على خلفية الوجود السوري الذي اثاره النائب البير مخيبر ورد الحريري عليه، اعطيت الكلمة الثانية في اطار مناقشة البيان الوزاري للنائب جان عبيد الذي دافع بشدة عن الوجود السوري، ثم رحب بعودة الرئيس الحريري الى الحكومة، قائلاً: «لقد عدتم والعود احمد وفؤاد (السنيورة) وبشارة (مرهج) وبهيج (طبارة). وليس لنا اعتراض فحكومتكم حكومة الوفاق والانماء. ونحن نعتقد انها حكومة الوفاء والنمو، قبل ان تكون حكومة الوفاء للاصدقاء، امثال فؤاد السنيورة التي جرجرته القضايا التي لا علاقة له بها. وهو كان اشد الوزراء تمسكاً بمالية الدولة. واعادة توزيره هي شهادة، ولو ان القضاء ما زال ينظر في هذا الموضوع».

وسأله النائب بطرس حرب: «قلت ان اعادة توزيره شهادة، فعلى ماذا؟» فأجاب عبيد: «شهادة حسن سلوك من الذين اعادوا توزيره».

وتوقف عبيد عند الاصلاح الاداري. ورأى انه يجب ان يتناول السلطة العدلية وان تكون هناك استقلالية للقضاء الى جانب الفصل بين السلطات.

وتناول عبيد موضوع التسوية مع اسرائيل مشيراً الى انها رفضت رسم حدودها وان لبنان لن يتخلى عن مزارع شبعا «ونحن حريصون على السيادة وعلى كيفية استعادتها». وانتهى الى القول: «نحن نعطي الثقة لهذه القافلة من الاصدقاء بعدما اعطاها اللبنانيون هذه الفرصة».

اما النائب مخايل الضاهر فقد اصيب بعارض صحي قبل ان ينهي كلمته الطويلة، مما استدعى تدخل النواب الاطباء من كتلة الحريري الذين استقدموا معدات واجهزة طبية واجروا لضاهر الاسعافات الاولوية حتى استعاد عافيته. وعلق على ذلك بالقول: «هذا اول انجازات هذه الحكومة».

كان الضاهر اثار في كلمته ما تضمنه البيان الوزاري الذي لم يجد فيه سوى العناوين العامة لمواضيع مثارة «وقد غلب عليه الطابع الانشائي الممل. ولا يليق بحكومة فيها هذا الحجم من الطاقات ومن الوزراء المخضرمين. ولم تلزم الحكومة نفسها بأي شيء يمكن ان تسأل عنه في المستقبل». وطالب بقانون عفو عام يشمل الجميع، مؤكداً ان المصلحة تقتضي التعاون والتكامل بين لبنان وسورية.

وتناول النائب محمد يحيى الحرمان الذي يصيب منطقة عكار. وشدد على ضرورة دعم القطاع الزراعي، مشيراً الى البطالة التي تعاني منها المنطقة على رغم الكفاءة الموجودة فيها. ودعا الى انصاف ما يسمى «مثلث الحرمان» في الشمال اللبناني.

واعتبر يحيى ان المقاومة سجلت انتصاراً كبيراً بتحرير الجنوب، الا ان الصراع ما زال مستمراً بوجود المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية.

وقال النائب نقولا فتوش: «كان الاجدى بالحكومة ان تستعمل كلمة الانماء لتبقى منسجمة مع ما ورد في الدستور لجهة الانماء المتوازن. ولتقل لنا ماذا تقصد بكلمة النمو». واعرب عن «محبته» للحكومة، لكنه قال انه لن يعطيها الثقة لانه لم يجد في بيانها سوى بعض العناوين لمشكلات ومواضيع مثارة في الاعلام ومجرد كلمات «فالقول جميل ولكن الممارسة قد تأتي عكس ذلك».

وتناول النائب فارس بويز موضوع التسوية السلمية فقال: «عندما لا يقابل خيار السلام الاستراتيجي العربي الا بالرفض والشروط المستحيلة من قبل اسرائيل، لكن يكون من السهل اعادة تكوين فرصه وظروفه ورجالاته، ولا الالتزام واقناع الشعوب به».

واضاف: «تعود التهديدات الاسرائيلية لجنوبنا بعد التحرير، وتنذرنا تلك الرياح بعواصف محتمة وبانفجارات محتملة اعتاد لبنان ان يتلقى شظاياها وانعكاساتها». وسأل: «اين هي الخنادق السياسية التي نحفرها؟ واين التحصينات التي نرفعها؟ واين هي الوحدة الوطنية التي نسعى الى صنعها؟».

وتبين من كلام بويز انه سيحجب الثقة عن الحكومة لدى طرحها في نهاية الجلسة.

وعند الثالثة والربع من بعد الظهر رفع الرئيس بري الجلسة على ان تستأنف عند السادسة مساء وتستكمل بعد ظهر اليوم وطوال غد.