الملك محمد السادس يستقبل رئيس الوزراء الليبي

زار الجرحى الفلسطينيين في المستشفى العسكري بالرباط

TT

استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس في القصر الملكي بالدار البيضاء مبارك عبد الله الشامخ أمين اللجنة الشعبية العامة بليبيا (رئيس الوزراء).

وعقد الشامخ في اعقاب استقباله من قبل الملك محمد السادس جلسة مباحثات مع عبد الرحمن اليوسفي الوزير الأول المغربي.

وقالت مصادر مغربية لـ«الشرق الأوسط» ان مباحثات رئيس الوزراء الليبي مع المسؤولين المغاربة تركزت حول تطوير العلاقات الثنائية ودراسة فرص احياء الاتحاد المغاربي المجمد منذ خمس سنوات. وأضافت المصادر أن المباحثات شملت ايضا قضايا افريقية والتعاون في الفضاء الأوروبي ـ المتوسطي.

ومن المقرر أن يفتتح اليوسفي والشامخ في وقت لاحق أعمال الدورة الخامسة للجنة العليا المغربية ـ الليبية المشتركة التي تدوم يومين ويوقع في ختامها البلدان اتفاقيات تعاون اقتصادي وتجاري.

وأكد الشامخ للصحافيين ان مباحثاته مع المسؤولين المغاربة «تندرج في اطار تعزيز العلاقات الثنائية والمغاربية، وأن زيارته تأتي تجسيدا لرغبة وطموحات العاهل المغربي الملك محمد السادس والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وارادة الشعبين الشقيقين».

وأضاف المسؤول الليبي أن هذه الزيارة تندرج كذلك في اطار توحيد العلاقات العربية والافريقية. مشيرا الى أنها تعد أيضا فرصة لتحقيق الأهداف المشتركة وتوحيد الصف المغاربي والعربي والافريقي.

الى ذلك، قام العاهل المغربي بعد ظهر أول من أمس بزيارة للمستشفى العسكري محمد الخامس تفقد خلالها أحوال الجرحى الفلسطينيين الذين أصيبوا في انتفاضة الاقصى.

وزار العاهل المغربي قسم جراحة العظام والمفاصل وقسم جراحة الاحشاء والصدر حيث يخضع الجرحى الفلسطينيون لعلاج مستعجل ويحظون بعناية طبية مكثفة.

وخلال هذه الزيارة تحدث الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، مع الجرحى الفلسطينيين واحدا واحدا، مستفسرا عن أحوالهم ومتمنيا لهم الشفاء العاجل في حضن وطنهم الثاني المغرب. كما سلم لكل واحد منهم بهذه المناسبة هبة من مؤسسة محمد الخامس للتضامن عبارة عن حقيبة تحتوى على المستلزمات الضرورية لهم.

وقد تلا الطفل الفلسطيني الجريح أحمد ماجد، البالغ من العمر سبع سنوات، رسالة قصيرة بين يدي العاهل المغربي، نقل فيها السلام من الشعب الفلسطيني الى ملك وشعب المغرب. وكان المغرب قد أوفد في اطار دعم ومساندة الشعب الفلسطيني طائرة خاصة لنقل 30 من الجرحى الفلسطينيين الذين تعرضوا لرصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي، وتتراوح أعمارهم ما بين سبع سنوات واثنين واربعين سنة.

ويرافق الجرحى الفلسطينيين عشرة من أقاربهم سيمكثون الى جانبهم خلال فترة العلاج التي سيقضونها في المغرب. كما تكفل بمرافقتهم والسهر على أحوالهم خلال الرحلة الجوية التي انطلقت من مدينة العريش المصرية الواقعة على الحدود الفلسطينية وفد طبي مغربي من المتخصصين في جراحة العظام والمفاصل وجراحة الاحشاء والصدر.

وقال الدكتور خالد الازرق الاختصاصي في أمراض العظام والمفاصل الذي رافق الجرحى الفلسطينيين من مدينة العريش الى الرباط في تصريح صحافي «لقد شرعنا في العمل هناك منذ وصولنا الى تلك الارض الطيبة. ولتكميل مهمتنا أخذنا معنا على متن طائرة خاصة عددا من الجرحى لتكميل العلاج الذي قد يستعصي في تلك الديار. والحمد لله المعنوية مرتفعة لدى الجميع وسنعمل على تتميم العلاج في أحسن الظروف».