شهيدان وخمسون جريحا في غزة والضفة... والخليل تتعرض لأسوأ قصف بالدبابات

TT

الأراضي الفلسطينية: «الشرق الأوسط» والوكالات شهدت المناطق الفلسطينية صدامات ومواجهات طيلة ليل السبت الاحد وامس أدت الى استشهاد شابين فلسطينيين وجرح اكثر من خمسين في مواجهات في مناطق متفرقة. وقصفت القوات الاسرائيلية مساء امس بالدبابات والمدفعية الثقيلة مدينة الخليل في الضفة الغربية بعنف لم تشهده المدينة منذ بدء انتفاضة الاقصى في 28 سبتمبر (ايلول) الماضي. وفي غزة قالت مصادر في مستشفى فلسطيني ان القوات الاسرائيلية قتلت اثنين من الفلسطينيين بالرصاص خلال اشتباكات في القطاع امس، وهاتان هما اول حالتي وفاة في اليومين الماضيين من جراء المواجهات. واعتبر وزير التعاون الاقليمي الاسرائيلي شيمعون بيريس امس ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يبذل جهودا صادقة لخفض حدة الاضطرابات، موضحا ان ظهور نتائج هذه الجهود يحتاج الى عدة ايام. وقامت الشرطة الاسرائيلية بوضع حراسة خاصة على الحاخام عفوديا يوسيف الزعيم الروحي لحركة «شاس». وقالت الاذاعة الاسرائيلية باللغة العبرية امس ان قيادات في حركة «شاس» توجهت للمفتش العام للشرطة ولقيادة المخابرات العامة الاسرائيلية (الشاباك) وزعمت ان الشيخ احمد ياسين الزعيم الروحي لحركة «حماس» بصدد اصدار اوامره للمس بحياة الحاخام يوسيف.

وافادت الانباء الواردة من الخليل بان القوات الاسرائيلية قصفت وسط المدينة عشوائيا واصابت عددا من المنازل وهرعت سيارات الاسعاف الفلسطينية الى مكان القصف ولكنها لم تتمكن من الدخول لانقاذ المواطنين الفلسطينيين الذين تعرض عدد منهم للاصابة نتيجة للقصف الشديد.

وقالت مصادر في مستشفى الشفاء في غزة ان رجلا في الثامنة والعشرين من عمره اصيب برصاصة في قلبه بالقرب من معبر المنطار بين اسرائيل وقطاع غزة.

وقالت مصادر اخرى في المستشفى نفسه ان شابا فلسطينيا (16 عاما) استشهد في وقت سابق، اذ اصيب في رأسه خلال اشتباكات على حدود مخيم البريج للاجئين.

واتهم الجيش الاسرائيلي الفلسطينيين باعلان معلومات كاذبة، وقال ان التحقيق اظهر ان الشاب اصيب بالرصاص في ساقه بعد ان حاول التسلل الى الاراضي الاسرائيلية.

وعلى الرغم من هدنة تم التوصل اليها يوم الخميس بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق شيمعون بيريس، استمر القتال في الضفة الغربية وقطاع غزة ولكن بدرجة اقل.

ونفذ التجار الفلسطينيون في القدس الشرقية العربية اضرابا عاما امس احتجاجا على اعمال العنف وحدادا على اثنين من الفلسطينيين من قرية حزما القريبة قتلتهما القوات الاسرائيلية الاسبوع الماضي.

وفي بيت لحم قال مسؤولون في مستشفى فلسطيني ان شابا فلسطينيا عمره 16 عاما اصيب بالرصاص الحي في صدره امس خلال اشتباكات مع القوات الاسرائيلية في قرية طقوع القريبة من بيت لحم في الضفة الغربية.

وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي «لم تطلق رصاصة حية واحدة هناك اليوم (امس)».

وقال مسؤولون في المستشفى ان 30 فلسطينيا على الاقل اصيبوا في الاشتباكات التي جرت في القرية.

من ناحية ثانية اكدت الشرطة الاسرائيلية ان السكان اليهود في البلدة القديمة في القدس الشرقية اقاموا معسكرات للتدريب لمواجهة مظاهر انتفاضة الاقصى التي يقوم بها الفلسطينيون في شرق المدينة وللتدرب على مواجهة احتمال تعرضهم لعمليات «عدائية». وعلى الرغم من ان الشرطة الاسرائيلية قد اكدت انها ليست بصدد السماح لأي جماعة بالعمل خارج نطاق القانون، الا انها لم تتخذ أي اجراء لوقف هذه الانشطة. وفي تطور آخر كشفت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية في عددها الصادر امس النقاب عن ان جهاز المخابرات الاسرائيلية (الشاباك) ألقى القبض اخيرا على جندي في الجيش الاسرائيلي بتهمة الانضمام لمنظمة يهودية ارهابية. وأشارت الصحيفة الى ان محققي المخابرات الاسرائيلية ضبطوا في منزله مواد متفجرة ووسائل قتالية متعددة. ويذكر ان التقييمات التي قدمتها المخابرات الاسرائيلية تؤكد ان جماعات يهودية متطرفة بصدد القيام باعمال ارهابية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل الخط الاخضر، ولم تشر الصحيفة الاسرائيلية الى اسم او طبيعة التنظيم الذي ينتمي اليه الجندي المذكور. وفي سياق آخر اشارت الصحيفة الى ان هناك قلقا شديدا في اوساط الشرطة والمخابرات الاسرائيلية من احتمال ان يقوم منفذو العملية الانتحارية يوم الخميس الماضي بمزيد من العمليات.

من جهة اخرى اقر وزير الخارجية الاسرائيلي بالوكالة شلومو بن عامي في رد على اسئلة اذاعة الجيش من الولايات المتحدة التي يزورها حاليا، ان عرفات «يواجه صعوبات فعلية في السيطرة على الوضع كليا». واضاف «سنعرف قريبا ما اذا كانت هذه الصعوبات عائدة الى غياب الارادة الفعلية او الى عجزه» عن ذلك.

وقال بن عامي ان «الاميركيين سيعكفون على دراسة امكانية استئناف عملية السلام، ولكن ذلك يقتضي عودة الهدوء على الارض».

وردا على سؤال حول معلومات نشرتها صحيفة «هآرتس» تتحدث عن عزم رئيس الوزراء ايهود باراك المطالبة، خلال لقائه مع كلينتون، بتغييرات في الترتيبات التي نوقشت خلال قمة كامب ديفيد ولا سيما تلك المتعلقة بأمن المستوطنات القريبة من القدس، قال بن عامي «ليس بإمكاني تأكيد اي شيء».

واضاف «لكن من الواضح اننا اذا عدنا الى المفاوضات سنستخلص العبر من الفترة الصعبة التي نمر بها وسيكون من الضروري ادخال تعديلات على بعض العناصر التي تم التطرق لها في كامب ديفيد» بدون اعطاء المزيد من التفاصيل.