مجيد العلوي قرر العودة إلى البحرين غدا بعد غياب عشرين عاما في الخارج

قال لـ«الشرق الأوسط»: لم أعقد أي صفقة مع الحكومة وأتمنى عودة المعارضين الآخرين

TT

بعد غياب قارب العشرين عاما يصل الى المنامة غدا مجيد العلوي احد الوجوه البارزة في المعارضة البحرينية في الخارج، واكد العلوي في حديث خص به «الشرق الأوسط» ان سبب عودته راجع لاتساع الساحة البحرينية لاكثر من رأي، مشيرا الى انه لم يعقد أي صفقة سياسية مع الحكومة وتمنى عودة المعارضين الاخرين من اجل المشاركة في مسيرة البحرين الجديدة.

وحول توقيت عودته قال العلوي وهو شخصية اعلامية خليجية وعضو في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في بريطانيا، «انه لا يوجد سبب معين لاختيار توقيت العودة لكنني فور حصولي على جواز السفر قررت العودة فورا اضافة الى ان خطاب الامير الشيخ حمد بن عيسى ال خليفة في الثالث من اكتوبر (تشرين الاول) الماضي في افتتاح مجلس الشورى الجديد شجعني على العودة لمسايرة ومعايشة اجواء الحوار الوطني الذي اشار اليه الامير في خطابه».

وحول سؤاله ان كان قد اجرى اية صفقة سياسية مع الحكومة البحرينية لقاء عودته اجاب «لا توجد اية صفقة بيني وبين الحكومة سوى انني مواطن بحريني وهي حكومة بلدي، ولا اعتقد ان الموجودين في الخارج يحتاجون لابرام صفقة مع حكوماتهم في حال طلب العودة الى اوطانهم، كل ما هنالك ان الاجواء السياسية في البلاد تهيأت للعودة كما انني لقيت كل الدعم والتشجيع من المسؤولين وعلى رأسهم امير البلاد في اختيار الوقت المناسب لعودتي دون شروط مسبقة».

واوضح «ان سبب عودتي الاول هو حبي للبحرين التي ولدت فيها وولد فيها اجدادي كما انني أود ان اعايش الفترة المقبلة من تاريخ البلد حيث انها ستكون ذات اهمية كبيرة ستكون المنطلق لعقود قادمة ومستقبل مشرق».

وحول سؤاله ان كان قد تعرض لضغوط سياسية املت عليه العودة، أجاب «لم اتعرض لاي ضغوط سياسية من احد بل انني قررت بقناعتي، وكلي امل ان اعمل لصالح وطني ورفعته وازدهاره».

وحول قراءاته السياسية للتطورات التي تعيشها البحرين اخيرا قال «منذ تسلم الامير الحالي الحكم حدثت تطورات مهمة على المسرح السياسي البحريني وهذه التطورات كلها تصب في اتجاه تحريك العمل الوطني عبر اشراك كافة التوجهات في المجتمع ضمن صياغة عمل تجري بلورته في اطار ضمان الاستقرار وزيادة الثقة في البلاد بين الحكومة والشعب بمختلف فئاته».

واوضح العلوي بان «ابرز هذه التطورات هو اطلاق سراح السجناء السياسيين ومعالجة مخلفات الاحداث التي عصفت بالبلاد منذ عام 1994 والتي نأمل ان تستكمل باصدار عفو اميري شامل، اضافة الى كل ذلك السماح بعودة بعض المبعدين من خارج البلاد مساهمة في الحوار الوطني بما تسمح به قوانين البلاد والاجواء الانفتاحية الجديدة التي تعيشها البحرين والتي ينتظر ان تتوج بالانتخابات البلدية القادمة والتي اشار اليها الامير قبل عام تقريبا، كما ان رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان اشار في خطاب له الى ان مجلس الشورى القادم سيكون بالانتخاب».

واضاف «ان امير البلاد حدد السادس عشر من شهر ديسمبر (كانون الاول) المقبل وهو التاريخ الذي يصادف العيد الوطني والذكرى الثانية للجلوس موعدا لطرحها على ابناء الشعب والامل ان يساهم الجميع في هذه التطورات التي دعا لها الامير عبر المؤسسات المدنية والاندية، والجمعيات المهنية، ووسائل الاعلام والصحافة وغيرها مما يتوفر من منابر اجتماعية».

واكد العلوي في جانب اخر «على ان اشارة الامير لرفع مستوى ذوي الدخل المحدود وما يحتاجونه واجيالهم القادمة هو التحدي الاكبر الذي يواجه القائمين على التخطيط الاقتصادي والتربوي والاجتماعي للبلاد اذ لا بد من عمل المستحيل دون تكاسل او تباطؤ لتحسين ظروف معيشتهم وتوفير الخدمات الصحية والتربوية لهم ولابنائهم ولا يمكن تحقيق ذلك الا بتنشيط مفاصل الاقتصاد الوطني وتشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي ضمن خطة مدروسة تستكمل فعاليات التدريب والتعليم والتأهيل كما تشمل عملية التقنين الاقتصادي توفير الاطار القانوني لجلب الاستثمارات الخليجية والعالمية للبحرين الى جانب تطوير امكانيات التجارة المحلية عبر وسائل التكنولوجيا بالاضافة الى مواصلة الحملة التي بدأها ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة في محاربة الفساد والمحسوبية بطريقة علمية عادلة».

وحول سؤاله عن موقف المعارضة في الخارج من عودته قال «اتمنى ان تتهيأ الفرصة للجميع بالعودة الى الوطن، كما امل ان يتفهم الاخرون موقفي وفهمي للتطورات المعاصرة التي تعيشها البحرين في ظل اجواء الحوار الوطني الذي دعا اليه الامير». واكمل العلوي بالقول «وعلى كل فان اختلفت الآراء فالساحة تتسع لاكثر من وجهة نظر واحدة».

وقال «وهنا اشير الى ان فهمي للاوضاع في البحرين بانها تتجه نحو التحسن المستمر رغم بطئها في بعض المواقع وذلك ما نلمسه من خلال عزم امير البلاد في اخذ البحرين الى الطليعة في منطقة الخليج في كافة المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية وغيرها كما كانت دائما مشعلا للمنطقة عند مطلع القرن الماضي».

وعند سؤاله ان كان ما زال متمسكا بمواقفه السابقة من الديمقراطية وحقوق الانسان فأجاب بالقول «بكل تأكيد لكن الافضل ان تكون هذه الآراء في الداخل ضمن اجواء الحوار الوطني التي دعا اليها الامير».