لوكربي: الوثيقة السرية كتبها فلسطيني ملقب بـ«البروفسور» يقيم في سورية

محامي فحيمة سيطلب إسقاط الاتهامات عن موكله

TT

كامب زايست (هولندا): الوكالات انهى الادعاء في محاكمة لوكربي امس مرافعاته بصورة مفاجئة وتخلى، حسبما اكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط»، في اللحظة الاخيرة عن استدعاء 17 شاهدا كان قد قدم اسماءهم للدفاع في اليومين الماضيين. الى ذلك، اكدت المحكمة الاسكوتلندية التي تنظر القضية في هولندا ان ريتشارد كين، محامي الامين خليفة فحيمة المشتبه فيه مع مواطنه عبد الباسط المقرحي في القضية، سيطلب عند اسئناف المحاكمة الثلاثاء المقبل من هيئة المحكمة رفض قضية الادعاء ضد موكله.

واختتم الادعاء في القضية مرافعاته بعد ان اطلعت المحكمة على الحديث التلفزيوني الذي ادلى به المقرحي وفحيمة في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1991 للصحافي الاميركي بيير سالينجر، السكرتير الاعلامي للرئيس الاميركي الراحل جون كنيدي، عندما كان رئيسا للعمليات الدولية في شبكة «ايه. بي. سي» في لندن. وقال سالينجر في شهادته انه على يقين من ان الليبيين بريئان وانه يعرف الشخص الذي فجر طائرة الـ«بان آم» فوق لوكربي باسكوتلندا في 21 ديسمبر (كانون الاول) عام 1988 واراد الكشف عن اسمه لكن رئيس المحكمة اللورد رونالد سذرلاند منعه من ذلك. واختتم اللورد كولين بويد رئيس فريق الادعاء المرافعات التي زعم فيها ان الليبيين دبرا تفجير الطائرة بحكم عملهما مع شركة الخطوط الجوية الليبية في مطار لوقا المالطي وزرعا قنبلة في حقيبة وضعت في طائرة متجهة الى فرانكفورت، ومن هناك نقلت الحقيبة الملغومة الى الطائرة المنكوبة.

وطلب كين محامي فحيمة بعد انتهاء مرافعة الادعاء من قضاة المحكمة الاسكوتلنديين اسقاط القضية المرفوعة ضد موكله. وأكدت المحكمة امس انه سيطلب ذلك رسميا من المحكمة الثلاثاء المقبل. واعتبر مصدر قانوني اسكوتلندي مبادرة كين «تكتيكية»، وقال: «واضح ان الدفاع يريد حشر الادعاء في زاوية ضيقة وارغامه على اثبات ان ما قدمه من ادلة حتى الآن ضد الليبيين عموما وفحيمة خصوصا كافية للادانة، وبالتالي تبرر المضي في المحاكمة». واضاف المصدر «ثمة ثغرة خطيرة في موقف الادعاء تتمثل في اثبات ان القنبلة بدأت رحلتها في مالطا واذا لم يثبت ذلك فان بقية الادلة التي هي معظمها ظرفية تكون عديمة الفائدة».

ومن المرجح ارجاء المحاكمة مباشرة بعد استئنافها الثلاثاء المقبل في انتظار وثيقة طلبتها المحكمة بناء على طلب الدفاع من سورية وتفيد أن جماعة فلسطينية زرعت قنبلة في حقيبة من حقائب احد الركاب (اللبناني خالد جعفر) على متن الطائرة المنكوبة من دون علمه. وقال وليام تايلور محامي المقرحي ان موكله لن يحاكم محاكمة عادلة الا اذا منحته المحكمة «وقتا معقولا» لكي تصل المعلومات. ويقول الدفاع ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة التي تدعمها سورية وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني مسؤولتان عن الكارثة وليس الليبيين المدعى عليهما. واعلن تايلور ان الوثيقة السرية التي عرقلت منذ اسابيع مسار محاكمة لوكربي كتبها رجل «متورط شخصيا» في نشاطات منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة التي بحوزتها الوثيقة التي سلمت مقتطفات منها للادعاء.

واشار المحامي الى ان الوثيقة كتبها فلسطيني وان في حوزة الحكومة السورية او «احد اجهزتها» نسخة عنها. واضاف ان الوثيقة المتعلقة بالاعتداء تقع في 36 صفحة. وافادت معلومات ان كاتب الوثيقة معروف باسم «البروفيسور» وكان عضوا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة ونشط في حملة الاعتداءات في اوروبا في الثمانينات وكان يقيم في بلغراد قبل ان ينتقل الى سورية في نوفمبر (تشرين الثاني) عام .1988 وكانت هيئة الدفاع قد اعلنت عند بدء المحاكمة في مايو (ايار) الماضي نيتها توجيه الاتهام الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة بزعامة احمد جبريل وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني في اعتداء لوكربي.