إسرائيل لم تسحب سفيرها وباراك يبدي أسفه لقرار القاهرة

TT

اعلنت اسرائيل امس انها لا تعتزم استدعاء سفيرها من القاهرة ردا على قيام مصر باستدعاء سفيرها في تل ابيب احتجاجا على الاستخدام «المفرط» للقوة ضد الفلسطينيين.

وقال نوعام كاتز الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية «لن نرد او نقوم بالامر نفسه. لن نقوم باستدعاء سفيرنا في مصر».

واضاف ان «حوارا على المستوى الدبلوماسي» يدور بين اسرائيل ومصر على اثر القرار المصري.

من جانبه اعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك امس عن اسفه لقيام الحكومة المصرية باستدعاء سفيرها من اسرائيل، مشيرا الى انه لا يزال يتعين على مصر ان تؤدي دورا ايجابيا في عملية السلام.

وكان السفير محمد بسيوني، قد اتصل صباح امس الثلاثاء، مع رئيس الدائرة السياسية ـ الأمنية في مكتب رئيس الحكومة، الجنرال داني ياتوم، وابلغه قرار الرئيس حسني مبارك، استدعاءه الى القاهرة على عجل. وقد صدم ياتوم من القرار، خصوصا ان الرئيس الاسرائيلي السابق، عيزر فايتسمان، الذي سافر الى الرئيس مبارك خصيصا طالبا مساعدته لانقاذ عملية السلام، عاد بانطباعات ايجابية مشجعة. وقال ان مبارك وعده ببذل كل ما هو مستطاع، واخبره ان الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، سيحضر قريبا جدا الى مصر. (كان مقررا ان يزورها، امس، ثم تقرر تأجيل الزيارة بسبب الاحداث).

وابلغ ياتوم، بدوره، رئيس الوزراء باراك. وفوجئ بالقرار ايضا وزير الخارجية، شلومو بن عامي، وقال انه يعتقد انه قرار متسرع. واعرب ان امله في ان لا يكون سحب السفير سوى اجراء تقني قصير المدى. وقال ان باراك سيتحدث مع الرئيس مبارك في الموضوع.

وعلق الرئيس الاسرائيلي، موشيه قصاب، على القرار فقال: «انه قرار مؤسف. اذ ان مصر التي تحتج على الغارات الاخيرة على غزة، اكثر من يعرف ان اسرائيل لم تبادر الى العنف، ولم تطلق الرصاص 1600 مرة ولم يقم جنودها في الدوريات المشتركة (الاسرائيلية ـ الفلسطينية) بقتل زملائهم».

واما في اليمين الاسرائيلي فاستنكروا القرار المصري واعتبروه استمراراً في التحيز لصالح الفلسطينيين وتشجيعهم على محاربة اسرائيل. وتوجهوا الى الولايات المتحدة بطلب معاقبة مصر ووقف المساعدات المالية لها.

واما في اليسار، فقال رئيس حزب «ميرتس» يوسي سريد، انه قرار مؤسف وضار جدا بعملية السلام. وقال انه يحافظ على علاقات ممتازة مع الحكومة المصرية وانه سيحاول العمل على تغيير القرار.

واعلن رئيس لجنة التنظيم البرلمانية، صالح طريف (من حزب العمل الاسرائيلي) انه سيسافر الى مصر خلال ايام، حتى يحاول اقناع قيادتها بأن هذا القرار متطرف وبأن مصر تستطيع ان تؤثر على الاحداث اكثر، في حالة حفاظها على علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل.

الجدير ذكره، ان هذه هي المرة الثانية التي تسحب مصر فيها السفير من تل ابيب، منذ ان اقيمت علاقات دبلوماسية بين البلدين اثر اتفاقيات كامب ديفيد. وقد سحبت سفيرها السابق، سعد مرتضى، سنة 1982، اثر قيام اسرائيل بشن عدوانها على لبنان. ولم يعد مرتضى الى تل ابيب ابدا. وتولى مهامه نائبه، محمد بسيوني، وظل بصفة نائب حتى سنة 1984، حين سحبت اسرائيل قواتها جزئيا من لبنان. ومن ثم جرى ترفيعه الى درجة سفير.

من جانبه قال تسفي مازل السفير الاسرائيلي لدى مصر امس ان استدعاء مصر لسفيرها من تل ابيب سيضر بجهود السلام في الشرق الاوسط ويزيد من مشاعر العداء في المنطقة.

ولكنه اخبر رويترز ان المحادثات على اعلى مستوى بين مصر واسرائيل ستستمر، واعرب عن امله في ان يعود السفير المصري محمد بسيوني لمنصبه بسرعة.

وكانت اسرائيل قد وصفت قرار مصر بأنه خطوة خطيرة جدا ستحد من دورها في عملية السلام.

واتهم مازل وسائل الاعلام المصري بتعمد تضليل الرأي العام بتغطية متحيزة للانباء. وقال ان العديد من المصريين لا يعلمون ما يحدث بحق في اسرائيل والاراضي الواقعة تحت الحكم الفلسطيني ويكونون آراءهم على معلومات خاطئة.