وزير الخارجية الإيطالي يمهد لزيارته لسورية ولبنان بتأكيد استعداد بلاده لاستضافة «مؤتمر سلام» جديد

TT

قال لامبرتو ديني وزير الخارجية الايطالي لـ«الشرق الأوسط» قبل ان يبدأ زيارته الى لبنان وسورية انه يتمنى ايجاد الظروف الملائمة لعودة الحوار في مفاوضات السلام، وأبدى استعداد ايطاليا لاستضافة مؤتمر للسلام في روما بين الفلسطينيين والاسرائيليين اذا رغب الطرفان في ذلك. واضاف ان الحل السلمي يجب ان يصدر من اصحاب العلاقة لا من الخارج. كما تعرض للنواحي الاقتصادية وقال ان ايطاليا تريد المساهمة في اعمار لبنان وسورية، وان الاتحاد الاوروبي ينوي انشاء منطقة تبادل تجاري حرة قبل عام 2010، وهناك ما يقرب من 5 مليارات دولار من المعونات خلال الاعوام الخمسة المقبلة.

واعتبر ديني ان هناك رابطة قوية بين ايطاليا وكل من لبنان وسورية اذ يجمعها البحر الابيض المتوسط وتراثه العريق في الحضارة. وأشار الى ان زيارته الى دمشق وبيروت تأتي في مرحلة دقيقة ومعقدة تمر بها مسيرة السلام في الشرق الاوسط، وقال ان ايطاليا «قلقة وحزينة» لتكرر حوادث العنف التي يتعرض لها المدنيون في المقام الاول، ويأمل بايجاد الظروف الملائمة لعودة الحوار السلمي. اما على الصعيد الاقتصادي فقد اعتبر ان لايطاليا حضورا قويا في لبنان وسورية، فهي الشريك التجاري الاول لسورية، وستكون الزيارة عاملاً مهماً في توطيد العلاقات الثنائية في القطاعات ذات الاهتمام المشترك.

وأكد ديني ان الحكومة الايطالية على استعداد دائم لتوفير اي دعم مفيد للمساهمة في حل الأزمة الاسرائيلية ـ الفلسطينية على اساس عادل وشامل ودائم. واذا طلبت الاطراف المعنية فان ايطاليا حاضرة دوماً لاستضافة اي مؤتمر للحوار الذي يمثل خطوة على طريق السلام.

وقال: اعتقد ان الاطراف المعنية نفسها يجب عليها ان تضع حداً للعنف عبر اجراءات لتوطيد الثقة التي ستكون المنطلق لاعادة مسيرة السلم الى مسارها حتى يتحقق الوئام بين الشعوب. ولكي يستمر ذلك الوضع لا يمكن فرض الحل من الخارج بل انه ثمرة خيار طوعي حتى لو بدا ذلك صعباً في بعض الاحيان. وأكد ان ايطاليا ودول الاتحاد الاوروبي على اتم استعداد من الناحية السياسية والاقتصادية لتسهيل اعادة جو الثقة الذي يقود الى حوار بناء بين الاطراف. والاتحاد الاوروبي يعتبر نفسه تحت تصرف الاطراف المعنية للمشاركة بشكل اكثر فاعلية في مسيرة السلم في الشرق الأوسط.

وفيما اعرب عن احترامه لقرار الحكومتين اللبنانية والسورية عدم المشاركة في اجتماع مارسيليا، قال: اعتقد انها كانت مناسبة مفيدة للحوار الصريح والبناء بين كافة المشاركين. ومن ناحية ايطاليا فاننا نعوّل كثيراً على الشراكة الاوروبية المتوسطية، ولا نود اضفاء اهمية زائدة على الصعوبات الحالية لمسيرة السلم. ولا ننسى ان مؤتمر مارسيليا قد اتخذ قرارات مهمة بعضها ذو طبيعة اقتصادية او مالية، واذكر على الأخص التأكيد على الالتزام بانشاء منطقة حرة للتبادل التجاري قبل عام 2010، وعلى تخصيص 5.35 مليار يورو (او ما يقرب من 5 مليارات دولار) خلال السنوات الخمس المقبلة لتمويل مشاريع التنمية التي توطد التعاون الاقتصادي بين الدول التي تقع على طرفي المتوسط.