القصف الإسرائيلي يفرض ليلة رعب على غزة و17 صاروخا أطلقت على مقر الأمن الفلسطيني

TT

ليلة رعب حقيقية تلك التي امضاها سكان قطاع غزة ليلة امس بفعل العدوان والقصف الاسرائيلي الذي طال مواقع عسكرية ومدنية وقضائية فلسطينية تقع معظمها في اوساط احياء سكنية مما ادى الى ترويع الاطفال والنساء الذين اصيب العشرات منهم بحالات انهيار. أحمد عبد الكريم يقطن مقابل مبنى الامن الوقائي في حي الرمال الشمالي في غزة قال ان منزله كان يهتز مع كل صاروخ تطلقه طائرات الهليكوبتر الاسرائيلية ويصيب المبنى، موضحا ان اطفاله كانوا يتعلقون به مع كل اهتزاز ويبكون اما زوجته فكانت قدماها لا تقويان على حملها وتعتقد ان صاروخا ممكن ان يخطئ هدفه في لحظة ما ويصيب منزلهما الذي كسر العديد من محتوياته بفعل الاهتزاز. واوضح عبد الكريم انه شعر حقيقة بالعجز امام هذا العدوان غير المبرر، وقال: ماذا اقدم لأبنائي الذين يعتقدون ان بيتهم رمز الحماية وان اباهم هو من يحميهم وهذا البيت لم يعد ملاذا آمنا والاب لا يستطيع توفير الحماية لنفسه حتى يوفرها لاطفاله. وقال الخبير العسكري في جهاز الامن الوقائي ان 17 صاروخا اطلقت على المقر ادت الى خسائر فادحة في المبنى، موضحا ان 15 صاروخا كانت من نوع روكت لانشر وصاروخي لاو من النوع الكبير وجميعها صناعة اميركية كتب عليها «صنع في اميركا» وتتميز بقوة تدميرية وقوة حارقة ومزودة بمادتي الهوكسجين والهيليوم، نافيا ان يكون هناك خسائر بشرية. وكان القصف الاعنف قد طال مقر قوات الـ17 في منطقة «التوام» شمال مدينة غزة حيث اشار شهود عيان ان مقاتلين فلسطينيين قرب الموقع اطلقوا النار باتجاه الطائرات الاسرائيلية من مدافع من طراز 500 اصابت احداها ذيل احدى هذه الطائرات فقامت الطائرات الاسرائيلية على الفور بقصف مدرعتين فلسطينيتين في الموقع ومركز القيادة ومخزن السلاح وغرفة الضباط وغرفة اللاسلكي. وتعرض ايضا مقر الشرطة البحرية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة لقصف من المدفعية الاسرائيلية التي اطلقت على الموقع 4 دانات زنة الواحدة منها 7 ارطال وبعد ساعة تقريبا وحين تجمهر عدد من المواطنين ليروا الآثار التي خلفتها الدانات الاربع اطلقت البوارج الاسرائيلية دانتين على الموقع مما ادى الى اصابة 5 مدنيين بجراح. وطال القصف الاسرائيلي مقر قيادة حركة فتح المعروف باسم «المرجعية» الواقع الى الشرق من مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، حيث اطلقت المروحيات الاسرائيلية 7 صواريخ طالت مكتب امين سر الحركة أحمد حلس ومكتب مسؤول الحركة في قطاع غزة زكريا الاغا حيث دمرت المكتبين بالكامل. وقال حلس اثناء جولة تفقدية للمبنى ان حركة فتح قررت الاستمرار في مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل وستستمر في ذلك، نافيا ان تكون هناك اصابات في المبنى الذي يضم مكاتب كافة قيادات الحركة في القطاع. الى ذلك طلب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من الولايات المتحدة التدخل لوقف الهجمات الإسرائيلية، وقال ان القصف الإسرائيلي في غزة استهدفه شخصيا كما استهدف عددا آخر من القيادات الفلسطينية، نافيا تورط السلطة الفلسطينية في الانفجار الذي وقع أمس قرب حافلة مدرسية تابعة لمستوطنة كفار داروم في قطاع غزة.

وأعلنت إسرائيل ان الهجمات الصاروخية هي رد على الانفجار واتهمت مقاتلي حركة فتح التي يتزعمها عرفات بتنفيذ الهجوم الذي قتل خلاله إسرائيلي وإسرائيلية وجرح أربعة تلاميذ على الأقل فيما نفت «فتح» الاتهام.