الغارات على غزة.. قطعت خط اتصالات إسرائيلية ـ فلسطينية سرية

شاحاك التقى عرفات ومحمد دحلان والمستشار المالي

TT

كشفت مصادر سياسية في القدس امس ان خط اتصالات سرية اسرائيلية ـ فلسطينية بدأ تفعيله قبل اسبوعين بهدف التقدم في بعض القضايا العالقة في المسيرة السلمية، تمهيدا للمفاوضات التي كان متوقعا استئنافها خلال الشهر القادم، انقطع بضغط من العسكريين الكبار في الجيش الاسرائيلي، وفي مقدمتهم رئيس الاركان شاؤول موفاز، وذلك قبيل الغارات الاسرائيلية على غزة.

وقالت المصادر ان المحادثات بين الطرفين تقدمت بشكل جيد خلال الايام الاخيرة، لدرجة ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، استقبل في مقره في غزة، امنون لفكين ـ شاحاك، وزير المواصلات الذي يشارك في اهم اللقاءات الاسرائيلية ـ الفلسطينية عادة، الى جانب باراك او كممثل شخصي له.

ثم التقى شاحاك مع رئيس جهاز الامن في قطاع غزة، محمد دحلان، ومع المستشار المالي للرئيس الفلسطيني، محمد رشيد. وقد اكد وجود هذه اللقاءات امس المراسل السياسي للاذاعة الاسرائيلية العبرية، يوني بن مناحم.

وتناولت هذه اللقاءات كيفية التقدم في عملية السلام، بعد ان تهدأ المواجهات، بشكل يضمن انجازها بسرعة خلال ولاية الرئيس الاميركي بيل كلينتون (20 يناير/كانون الثاني القادم). كما تناولت الاوضاع الاقتصادية الصعبة في المناطق الفلسطينية وكيفية التغلب عليها.

وقالت المصادر ايضا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود باراك فتح قناة الاتصال مع الفلسطينيين في حينه بالتنسيق مع اوساط غربية واميركية محدودة. وانه اخفى الامر عن قيادة الجيش، باستثناء موفاز، الذي اطلعه باراك عليها بشكل جزئي. ويبدو ان موفاز لم يرتح لهذه الاتصالات ورأى فيها عائقا امام جهود الجيش لاخماد النار الفلسطينية. لكنه لم يبلغ باراك بموقفه هذا، واكتفى بالتلميح بوجود خط الاتصال هذا امام هيئة رئاسة الاركان، الامر الذي جعل اعضاء الهيئة من الجنرالات الذين يشاركون في جلسات الحكومة، يطرحون مواقفهم ضد هذه الاتصالات بكل حدة.

وبعد العملية المسلحة جنوب غزة، صباح اول من امس التي قتل فيها مستوطنان يهوديان وجرح تسعة، امر باراك بنفسه بقطع هذه الاتصالات، جنبا الى جنب مع قراراته الاخرى لقصف غزة.

وكانت الاوساط الرسمية في الطرفين قد نفت الاسبوع الماضي وجود اية اتصالات. لكن تلك المصادر تؤكد وجودها باصرار.

من جهة ثانية، ما زالت اسرائيل تتحفظ من عودة المنسق الاميركي، دنيس روس، الى المنطقة لمحاولة استئناف المفاوضات، اما الفلسطينيون، فلا يعترضون، ولكنهم يطلبون توسيع المشاركة الدولية. وحسب احمد قريع (ابو العلاء)، المفاوض الرئيسي في اوسلو، فان الفلسطينيين «لم يعودوا يرون جدوى في مفاوضات باشراف يقتصر على الاميركيين، اذ انهم متحيزون لاسرائيل بشكل لم يعد يحتمل».

وقالت مصادر سياسية في اسرائيل ان جهودا غربية بدأت اخيرا، ودخلت وتيرة عالية امس، لوقف اطلاق النار، وانقاذ عملية السلام.