فلسطينيان يطلقان الرصاص على جنود الاحتلال.. بالقرب من باراك

أمهات إسرائيليات يتظاهرن ضد الحرب: «لا نريد أن يقتل أولادنا من أجل المستوطنين»

TT

جرت الغارات الاسرائيلية الحربية على مراكز الشرطة والامن والسلطة الفلسطينية في قطاع غزة وغيرها من البلدات، موجة عارمة من مظاهرات الاحتجاج في المدن الفلسطينية المحررة. ومع ان المتظاهرين التزموا بتعليمات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ولم يطلقوا الرصاص ابدا في هذه المواقع، فقد اطلقت قوات الاحتلال النار باتجاههم، وقتلت ستة منهم، بينهم طفلان (حتى ساعات المساء الاولى). وبالمقابل، واصل الفلسطينيون اطلاق الرصاص في المناطق الخاضعة للاحتلال. وفي ساعات الظهر اطلق شابان فلسطينيان الرصاص باتجاه عدد من جنود الاحتلال، الذين كانوا يرابطون في موقع كان رئيس الوزراء ايهود باراك قريبا منه.

ومع ان احدا لم يصب بالرصاص في ذلك الموقع، فان قوات الاحتلال نظرت اليه بخطورة بالغة. وخشيت من ان يكون الفلسطينيان قد عرفا، بأي شكل من الاشكال، ان باراك وصل الى المكان وقصدا الاطلاق باتجاهه. ويزداد هذا القلق لان حادثا مشابها وقع في الصباح. اذ قام رئيس الدولة العبرية موشيه قصاب، بزيارة تضامن وشد أزر الى مستعمرة كفار داروم في قطاع غزة التي قتل اثنان من مستوطنيها وجرح تسعة اول من امس الاثنين. وبعد بضع دقائق من مغادرة قصاب المكان، امس الثلاثاء، اطلق الرصاص باتجاه المستعمرة، من احدى الساحات المفتوحة لمدينة دير البلح.

وعقد امين سر مجلس الوزراء الفلسطيني، احمد عبد الرحمن، مؤتمرا صحافيا في رام الله، اعلن فيه ان الغازات الاسرائيلية ادخلت المنطقة الى مرحلة جديدة تستدعي رفع مستوى المقاومة الفلسطينية. وقال: «ونحن على استعداد لذلك، لا بل بدأنا في اسلوب كفاح جديد. وسنرد بالسلاح على السلاح». ودعا دول العالم الى ان تأخذ دورها في لجم اسرائيل وحماية الشعب الفلسطيني.

وفي اسرائيل دافع ايهود باراك، عن سياسته وممارساته محملا السلطة الفلسطينية كامل المسؤولية. وقال ان الغارات الاخيرة استهدفت إفهام الفلسطينيين بأن للعنف ثمنا باهظا اذا قرروا اللجوء اليه عليهم ان يدفعوه.

وفي الكنيست الاسرائيلي عقدت لجنة الخارجية والامن البرلمانية جلسة لها امس، بحثت فيها التطورات الاخيرة، واستمعت الى رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، الجنرال عاموس مالكا، الذي قال ان الانتفاضة انتقلت من المظاهرات الشعبية السلمية الى المقاومة المسلحة. وزعم ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات «يبني رصيده اليوم على الارهاب»، وقال: «قد لا يكون عرفات على علم بكل عملية ارهاب. ولكن كبار مسؤوليه في اجهزة الامن هم الذين يعطون الأوامر». واضاف ان عرفات لن يتخلى عن الارهاب والعنف طالما انه لم يحقق مكسبا حقيقيا وكبيرا في مجال المسيرة السلمية.

وحذر مالكا من الانجرار وراء العنف بقوله: «ان افضل ما يحتاجه عرفات في هذه المعركة هو القيام بعملية خاطئة توقع ضحايا كثيرين بين المدنيين، مثل مجزرة قانا في لبنان سنة 1996. وعندها يحقق مأربه في تجنيد الدعم والتدخل الدولي المباشر».

وتوقع مالكا ان تستغل الحركات الاصولية الواقع الحالي، للقيام بعمليات مسلحة ضخمة داخل اسرائيل مثل «سيارة مفخخة»، «عملية انتحارية»، او مهاجمة المستوطنات.

وانتشر المستوطنون اليهود ومتظاهرو اليمين في الشوارع الاسرائيلية امس، وهم يرفعون شعارات: «باراك.. استقيل» و«دع الجيش ينتصر». وحملوا صورا للرئيس ياسر عرفات، كتب تحتها باللون الاحمر الفاقع: «القاتل»، ثم احرقوها. وقام عدد منهم بالاعتداء على المارة من الفلسطينيين، خصوصا داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. وراح اليمين المتطرف يضغط على الرئيس موشيه قصاب، حتى يطلق تصريحات يهاجم فيها الحكومة ورئيسها.

بالمقابل خرجت امس وأول من امس مظاهرتان نسائيتان، احداهما في تل أبيب (باشتراك 20 امرأة) والثانية في وادي عارة (حوالي 700 امرأة) احتجاجا على هذه الحرب وانفلات المستوطنين اليهود المستعمرين، رفعن خلالها شعارات تقول: «نتسريم اولا» (وتقصد اخلاء مستعمرة «نتسريم» القائمة في قطاع غزة، كمقدمة لاخلاء عدد آخر من المستوطنات) و«لا نريد لأولادنا ان يموتوا من أجل المستوطنات» و«لا اولاد عندنا نضحي بهم في حروب زائدة». ودعت احدى النساء المستوطنين الى الحرص على حياة ابنائهن، ومغادرة المستوطنات.